المنبر الاعلامي الحر

مع خطاب ما قبل معركة النصر.. اليمن أيقونة أحرار العالم

يمني برس |
في تعابير وجهه، كان خطابُ المشير المشاط، يوزِّعُ الكثيرَ من الثقة، وقد امتزجت بابتسامات عريضة، تُفصِحُ عن بواكيرِ نصرٍ قابَ قوسين.

كيف لا؟.. هي كذلك كما وصفها رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير المشاط، فهي المرحلة الأخيرة، حَيثُ تتمايز فيها صفوف الحق والباطل، والخير والشر، وما قد يصاحبُها من زلازلَ تسبق النصر.

تحدَّث بثقة عالية جِـدًّا وعبَّر عن نُضْجِ قيادة واستراتيجية فاعلة، لم تخيب ظَنَّ اليمنيين يومًا ما، من عام الطيران المسيَّر، إلى عام الصواريخ البالستية، إلى عام القوة البحرية، إلى أعوام مديدة من عمر النضال والصبر والمقاومة.

مَن كان يسمع عن طموحات اليمن، كان غالبُ ظنه أنها المحاولة الشجاعة والأحلام الطموحة، وفرطُ الحماسة، لكن ما حدث كان المفاجَأة المدوية؛ فمن بلد يتوارى عن الأنظار إلى بلد فتي، سَرعانَ ما أبان عن مكنوناته المدهشة وقدراته الفذة، وإمْكَاناته العالية ترافقها شجاعة غير مسبوقة عبَرَت باليمن إلى فضاء رحب، جالت في جغرافية العدوّ وأحالته إلى ديمومة الذعر والخوف وانتظار المصير جَزاءً وِفاقًا.

ومع كُـلّ قصة مدهشة من قصص البطولة وقد تجلَّت؛ مِن أجلِ غزة، بات العالم يعرف الكثير عن هذا البلد وقائده وجيشه وشعبه وقوته وبأسه.

لقد كانت غزةُ العروبة بوابةً ظهرت معها شهامة وعنفوان ونخوة يمن العروبة، ومعها برزت ملامحُ أسد الجزيرة وموئل الكرامة التي أصبحت نشيد العالم العربي الإسلامي ونشيد أحرار العالم.

كقائده الشجاع، أطلَّ الرئيسُ المشاط، معلِنًا عن ثأر اليمن القادم، فما حصل بحق اليمن، وبحق غزة، ما كان له أن يذهب سدى، أَو أن يجف الدم الحُر، ولم يأخذ أحرار اليمن بثأره، فهكذا اعتاد أبناءُ اليمن والتاريخُ بهذا شاهد حي.

لقد سقط ترامب كما سقطت أمريكا في اليمن مرتين، مرة في خطابات القادة ومرة في أرض المعركة. غاصت سيقان العجوز الأخرق ترامب في مستنقع اليمني الاستراتيجي كما سَمَّاها الرئيس المشاط.

وفي اليمن سقط القناع عن تهاوي ما بقي من أحلام الهيمنة، واستغلال العالم.

لقد كان اليمن اختيار أمريكا الصعبَ والأقسى والأدهى، وقد أفلح مَن جَــرَّ أمريكا إلى جغرافية اليمن؛ فهي المكان الأنسب التي تهوي فيها الامبراطوريات الاستعمارية وتتلاشى بها أحلامُ الاستكبار العالمي. هي فعلًا مقبرةُ الغزاة وعتاة العالم.

لقد أخفق الرجلُ العجوز في القرن الحادي والعشرين “أمريكا”، كما أخفق الرجلُ المريضُ “تركيا العثمانية” ما بعد الحرب العالمية الأولى، كما أخفقت المملكة التي لا تغيبُ عنها الشمس “بريطانيا”.

لكم أسعد الرئيس المشاط الصينَ وروسيا ومَن أراد أن يسعد من دول العالم وقد عاشت مذلة عقود طوال، أجبر فيها حاكمُ البيت الأبيض غيره بالانحناء له، والخضوع لأمره، والتسليم لمشيئته الوضعية.

فكل ما قدم به الأمريكان لإخضاع اليمن غاص في رمال اليمن المتحَرّكة، وتبعثر في هوائها، وغاص في بحارها على غير موعد.

لكم احتفل العالم المتعطش للسلام بما حَـلّ بحاملات الطائرات الأمريكية، “طوطم” ورمز القوة الأمريكية التي كانت تهيمن بها في بحار العالم، وكم احتفل العالم الحر بقهر منظومات الدفاع الأمريكية الإسرائيلية الأكثر تعقيدًا وتطورًا، ولَكَمْ احتفل اليمن الليلة الماضية بعد قهرِ المنظومة الكهرومغناطيسية، وقد تجاوزتها عقولُ اليمنيين، بفرط ذكاء، سَرعانَ ما أحال مجرمي الحرب في أمريكا و(إسرائيل) إلى هستيريا مفرطة وجنون متوقع.

واليوم يستعد اليمن مع قائده ورئيسه وشعبه وجيشه وإمْكَانياته لمعركة النصر، حَيثُ تستعد البلاد لمرحلة الخَلاص والانعتاق وقد سبقتها بالتحذير للمرجفة قلوبهم ولمن قد تسول له نفسُه السوءَ، ولمن يتربص باليمن العزيز؛ فما بعدَ التحذير لا عذرُ ولا صفح.

لقد كانت الرسائلُ الساخنة من خطاب الرئيس المشاط، إيذانًا بالفصل الأخير، في معركة النصر والكرامة، فاليمن الذي أسقط الكثير من ركائز القوة العسكرية الأمريكية، من طيران إم كيو التجسُّسي العملياتي، إلى إف 18 إلى اختراق منظمات الدفاع المعقَّدة، إلى تحطيم أُسطورة حاملة الطائرات، والى اختراق منظومة الكهرومغناطسي، بمقدوره الذهابُ بعيدًا في كسر شوكة العدوّ، وما استنفارُ اليوم إلا دلالة واضحة بأن حسابات وتقديرات الأرعن ترامب كانت في التوقيتِ الخطأ والمكان الخطأ، ومع شعب وأُمَّةٍ لا تهابُ كُـلَّ الجَلْبَة التي قادها عجوزُ البيت الأبيض صوبَ تبابعة اليمن.

إبراهيم العنسي | المسيرة

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com