المنبر الاعلامي الحر

كيف أحبط اليمنيون العدو الأمريكي وأفشلوا مخططاته؟!

يمني برس |
لم يكن يتوقع العدوّ الأمريكي أن الساحات اليمنية ستشهد حضوراً مليونياً وواسعاً في جمعة “ثابتون مع غزة، مستمرون في مواجهة التصعيد الأمريكي والإسرائيلي”، لا سيَّما وأنها أتت بعد يوم واحد من المجزرة الأمريكية المروعة بميناء رأس عيسى التي راح ضحيتها 245 شهيداً ومصاباً.

وفيما يعمد العدوّ الأمريكي استهداف المنشآت الخدمية وقتل المدنيين في المدن والأرياف اليمنية؛ بهدف تخويف الشعب اليمني وثنيه عن موقفه الإيماني والأخلاقي المناصر لغزة يأتي المشهد الجماهيري المهيب في مئات الساحات اليمنية ليرسل رسائل التحدي والثبات للعدوان الأمريكي.
ش
رسائل الجموع الغفيرة بمختلف الساحات لا تقتصر على العدوّ الأمريكي وحسب، بل تحمل الجماهير الحاشدة العديد من الرسائل والدلالات لأهالي غزة، يؤكد الشعب اليمني ثباته على الموقف المناصر لهم وأنه لن يتخلى عنهم مهما بلغت الصعاب والتحديات، مؤكداً مشاركتهم وحدة المصير والقرار.

وللعالم المتفرج يدعو اليمنيون شعوب العالم للتضامن مع غزة والضغط على العدوّ الصهيوني لوقف مجازر الإبادة الجماعية.

وما يميز المظاهرات اليمنية عن غيرها من المظاهرات الشعبية التي تخرج في بعض دول العالم تضامناً مع غزة هو استمرارها في التجمهر أسبوعياً وبشكل متصاعد منذ بدء أحداث طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023م وحتى اللحظة.

وفي هذا السياق يؤكد مستشار مديرية الوحدة بأمانة العاصمة الشيخ عبدالمنان السنبلي، أن مسيرتنا ثابتة مع غزة، مستمرون في مواجهة التصعيد الأمريكي والإسرائيلي، وقد شهدت حضورًا شعبياً هو الأكبر والأضخم منذ بدء الحراك الشعبي اليمني المؤازر والداعم لغزة في أكتوبر 2023م.

ويوضح أن هذه المسيرة تزامنت مع متغيرات ومعطيات جديدة وخطيرة طرأت على ساحة الصراع، فرضتها حالة الصمود الأسطوري اليمني والفلسطيني، والتي دعت العدوين الأمريكي والصهيوني إلى التصرف بهستيريا، وإفراغ كلّ ما في جعبتيهما من وحشية وإجرام في محاولة منهما لإحداث خرق في جدار هذا الصمود الأسطوري.

ويضيف القول: “وهذا بالطبع ما لم ولن يكون لهما مطلقاً، وذلك بحسب ما تشير إليه كلّ المؤشرات والدلائل، والتي من بينها هذا الحراك والزخم الجماهيري المتصاعد الداعم والمساند لغزة من جهة، وللعمليات التي تقوم بها القوات المسلحة من جهة أخرى”.

ويشير السنبلي إلى أن مسيرة الجمعة المنصرمة قد حملت في طياتها العديد من الرسائل بالغة الوضوح والدقة.

ويلفت إلى أن من أهم هذه الرسائل التي أراد الشعب اليمني إيصالها من خلال هذه المسيرة الملحمية هي تلك الموجهة إلى «ترامب»، مفادها أنه ومهما بالغ في إجرامه وقصفه لليمن، لن يزيد هذا الشعب إلا عزماً وإصراراً على مواصلة دعمه وإسناده لغزة.

وكذا الرسائل الموجهة إلى حكام السعودية والإمارات ومرتزِقتهما هنا في الداخل، فإنه لن يتساهل مع كلّ من يحاول ثني اليمن أو منعه أو إشغاله عن مواصلة معركته المقدسة، هذه المساندة لغزة، سواء من خلال محاولة تحريك الأدوات المحلية أو الدفع بهم نحو مزيد من الحماقات.

ومن أهمية التجمهر المليوني في الساحات هو تجسّد تكامل الموقف اليمني المناصر لغزة شعبياً ورسميًّا، حيثُ يجدد الشعب اليمني أسبوعياً تفويضه المطلق والتام للسيد القائد عبد الملك الحوثي، حفظه الله، في اتخاذ الإجراءات اللازمة والمناسبة لردع العدوّ الأمريكي والعدوّ الصهيوني وإرغامه على وقف ارتكاب المجازر الوحشية بحق إخواننا في غزة.

وحول هذه الجزئية يقول السنبلي: “الرسالة الأهم والأقوى التي أراد الشعب اليمني من خلال هذه المسيرة إيصالها وإبلاغها للعالم، هي تقديم هذه الصورة الواضحة والدقيقة التي عكست حجم التفاف الشعب اليمني حول قيادته الثورية والسياسية، ومدى وقوفه التام والكامل خلف قواته المسلحة؛ الأمر الذي لن يمنحهم إلا مساحة وهامشًا أكبر للتحرك بشكل تصاعدي ومستمر في هذه المعركة المقدسة”.

وبالعودة إلى المشهد الجماهيري المهيب الذي رسمه الشعب اليمني في مليونيته التاسعة والستين يتجسد لنا حجم الفشل الذي مني به الأمريكي في عدوانه على اليمن.

وفي هذا الشأن يؤكد مدير إذاعة سام إف إم حمود شرف، أن على العدوّ الأمريكي أن يقرأ رسالة الشعب اليمني ويفهمها جيدًا، لييأس تمامًا من أنه سيحقق أيًا من أهداف عدوانه على اليمن إسنادًا للعدو الإسرائيلي.

ويقول “لا هو ولا أبواقه الإعلامية التي يسخرها بهدف الإرجاف وإثارة المخاوف في نفوس أبناء الشعب اليمني، ستنجح في ثني اليمنيين عن موقفهم المساند لغزة”.

ويشير شرف إلى أن الشعب اليمني يعي جيدًا أن مواصلته الخروجَ بهذه المسيرات المليونية هو ما أحبط ويحبط معنويات العدوّ وأبواقه، فضلاً عن إدراكه لما يمثله خروجه الأسبوعي من دعم للقوات المسلحة اليمنية، التي فشل العدوان الأمريكي في إيقاف عملياتها المساندة لغزة أو الحد من تأثيراتها، وذلك ما أكّده بيان القوات المسلحة اليمنية الذي أعلنه متحدث قواتها الرسمي من بين حشود مليونية العاصمة عن تنفيذ عمليات عسكرية جديدة وواسعة ضد أهداف نوعية للعدوين الأمريكي والإسرائيلي بريةً وبحريةً وجويةً امتدت من البحر العربي جنوبًا إلى عمق فلسطين المحتلة شمالًا مرورًا بالأجواء اليمنية.

ويلفت إلى أن الشعب اليمني رسم في ملامح مليونته التاسعة والستين كلّ دلالات ومعاني الثبات والقوة والتوكل على الله سبحانه وتعالى في معركته المقدسة “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”.

وتستمر المظاهرات الشعبية أسبوعيًّا لتؤكد للعالم أن اليمنيين لم ولن يتنصلوا عن مسؤوليتهم الدينية والأخلاقية والإنسانية في مناصرة غزة ولبنان، وأنه لن يخضع للعدو الأمريكي مهما تمادى في إجرامه.

وهكذا أصبح اليمن بقائد مسيرته القرآنية السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي حفظه الله، وبشعبه وقواته المسلحة، وبعد ما يزيد عن عشر سنوات من العدوان والحصار المتواصل عليه جبهةً قويةً وملهمةً للبلدان التواقة للتحرر من قيود الهيمنة الصهيوأمريكية {ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.

محمد ناصر حتروش | المسيرة

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com