من تسريبات الحروب إلى أوهام الوشم: فضائح واشنطن في العدوان على اليمن تكشف عمق الانحدار الأمريكي
يمني برس |
في أحدث حلقات السقوط الأخلاقي والسياسي للإدارة الأمريكية، فجّرت صحيفة نيويورك تايمز فضيحة جديدة تكشف جانبًا من العبث والفوضى التي تحكم منظومة القرار العسكري في واشنطن، لاسيما فيما يتعلق بالعدوان الأمريكي المتواصل على اليمن.
وبحسب تقرير الصحيفة الأمريكية، فإن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث قام بتسريب معلومات بالغة الحساسية عبر تطبيق مراسلة مشفر، في محادثة جماعية جمعت زوجته وشقيقه، تضمنت تفاصيل خطط الهجمات الجوية التي تنفذها طائرات “إف/إيه-18 هورنت” ضد أهداف في اليمن.
المفارقة الصادمة التي أوردها التقرير أن هيغسيث أرسل في اليوم نفسه تلك الخطط إلى محادثة أخرى عبر التطبيق ذاته، تضمنت عن طريق الخطأ أحد محرري مجلة ذا أتلانتيك، ما يفتح الباب أمام تساؤلات خطيرة حول حالة التسيب والتخبط في إدارة العدوان العسكري.
وأشار التقرير إلى أن جينيفر هيغسيث، زوجة الوزير، والتي لا تشغل أي منصب رسمي في وزارة الدفاع، قد رافقته في عدد من جولاته الخارجية، وكانت حاضرة في اجتماعات رسمية رفيعة مع قادة أجانب، في خرقٍ للبروتوكولات الأمنية والدبلوماسية المتعارف عليها.
العبث الأمريكي يتجاوز التهور إلى الإجرام
مراقبون سياسيون يرون أن تتابع هذه الفضائح ليس سوى انعكاس لحالة من الفوضى الفكرية والعته الإداري الذي يسود عقل الإدارة الأمريكية، مؤكدين أن القرار الحربي الذي يقف خلفه الكيان الصهيوني، يُدار اليوم من واشنطن بمنطق الارتجال والسخف، وبعقلية تليق بحاشية ترامب أكثر مما تليق بقيادة دولة تزعم ريادة العالم.
ويقول أحد المراقبين: “حين يُفشي وزير دفاع معلومات عملياتية حساسة عبر تطبيق محادثة لعائلته، ويتباهى بوشم يحمل كلمة ‘كافر’ موجه للعالم الإسلامي، فنحن لا نتحدث فقط عن اختلال مهني، بل عن انحراف ثقافي وفكري متجذر، يجمع بين الغرور الإمبريالي والعنصرية المعلنة”.
وشم “الكافر”.. صورة مصغرة عن الذهنية الأمريكية
ولم يكن التسريب العسكري الفضيحة الوحيدة المرتبطة بهيغسيث؛ إذ أثار مؤخرًا جدلًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي بعد ظهوره بوشم جديد على ذراعه اليمنى، كُتبت عليه بالعربية كلمة “كافر”، في إشارة صريحة ومباشرة إلى عدائه تجاه الإسلام والمسلمين.
وقد التقطت عدسات الإعلام الأمريكي صورة للوشم خلال زيارة هيغسيث لقاعدة بيرل هاربر-هيكام في هاواي، حيث ظهر الوزير وهو يتبادل الحديث مع الجنود، في مشهد اعتبره ناشطون “استفزازًا مقصودًا” و”رسالة عنصرية” تجاه المجتمعات المسلمة.
يُشار إلى أن استخدام كلمة “كافر” بهذا السياق، يعكس تبنّي الوزير لرؤية صهيونية أيديولوجية تُمجّد الصدام الحضاري وتوظف الشعارات العدائية لتغذية نيران الحروب، وهو ما يتسق مع السلوك السياسي الذي تنتهجه الإدارة الأمريكية، لاسيما في الملف اليمني والفلسطيني.
الوجه الحقيقي للإدارة الأمريكية
المتابعون للشأن الأمريكي يؤكدون أن ما كُشف مؤخرًا ليس استثناءً، بل هو امتداد منطقي لعقلية أمريكية صهيونية تزداد توحشًا في الشرق الأوسط. فالفضائح لا تُظهر فقط خللًا في بنية القرار، بل تكشف في العمق الوجه الحقيقي للسياسات الأمريكية التي طالما ادعت “حقوق الإنسان” و”القانون الدولي”، وهي اليوم تنغمس في دعم جرائم الحرب، وتسريب أسرار العمليات العسكرية عبر تطبيقات الهواتف!
ويختم أحد المحللين بالقول: “كل هذه الفضائح ما هي إلا مشاهد متفرقة من مسرحية واحدة اسمها (الحقيقة الأمريكية)، تلك الحقيقة التي تنكشف يومًا بعد آخر، لتؤكد أن ما يجري في اليمن ليس فقط عدوانًا خارجيًا، بل تجسيد مباشر لفكر استعلائي منحط، تدفع ثمنه شعوب بأكملها، خدمة لهدف واحد: بقاء الكيان الصهيوني”.