فشل إستراتيجية الإحتواء في اليمن

يمني برس ـ تقرير || صادق سريع*

“لم ينجح عدوان إدارة الرئيس ترامب على اليمن في وقف عمليات وهجمات القوات اليمنية المساندة لغزة في البحر الأحمر”، هكذا قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

وأضافت: “بعد ساعات قليلة من استهداف العدوان الأمريكي على منشأة ميناء رأس عيسى النفطي في الحديدة، وأدى إلى استشهاد أكثر من 80 شخصاً وجرح 150 أخرين، أطلق اليمن صاروخاً آخر على “إسرائيل”، وأجبر دوّي صفارات الإنذار في يافا المحتلة “تل أبيب”، المستوطنين على الهروب إلى الملاجئ”.

وتابعت: “إن استهداف الغارات الجوية للموانئ اليمنية؛ مثل رأس عيسى، سيفاقم الأوضاع المتردية أصلاً في اليمن، في ظل استمرار العدوان والحصار الأمريكي – السعودي – الإماراتي مُنذ 10 سنوات”.

من وجهة نظر “نيويورك تايمز”، تعد موانئ الحديدة، التي تُدين الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية استهدافها وإلحاق أضرار في بنيتها التحتية والمدنية ونشاطها الحيوية، القناة الرئيسة لإدخال الوقود والغذاء والمساعدات لأكثر من 20 مليون يمني.

وبتأكيدها، أقر مسؤولو البنتاغون إن العدوان الأمريكي على اليمن على الرغم من تكثيفه لم يُحقق هدف تدمير الترسانة العسكرية الضخمة للجيش اليمني لصمود الأخير، واستعداده لمواجهة أمريكا الذي يعتبرها العدوّ اللدود لشعبه.

.. في طريق الفشل

في السياق، أكد مدير “معهد دراسات الخليج” في واشنطن، جورجيو كافييرو، أن تصعيد العدوان العسكري الأمريكي على محافظات حكومة صنعاء سيفشل كما فشل عدوان بايدن وقبله عدوان التحالف السعودي – الإماراتي الذي أستمر 8 سنوات مُنذ عام 2015.

وقال في مداخلة تلفزيونية: “إدارة ترامب على خطى سابقتها في الفشل مع اليمنيين، الذين أصبحوا أقوياء للغاية وقوة لا يستهان بها، ويمتلكون قدرات إستراتيجية متميزة وتكيفية، ولا تزال هجماتهم مستمرة”.

وأضاف: “اليمنيون صمدوا لسنوات طويلة، وأظهروا شجاعتهم في مواجهة وإفشال عدوان التحالف السعودي والتحالف الأمريكي – البريطاني، وسيفشلون عدوان إدارة ترامب”.

.. وحرب الاستنزاف

بدورها، قالت صحيفة “ذا أمريكا كونسيرفاتيف” الأمريكية: “إن واشنطن تستنزف أموالها وذخائرها في اليمن، حيث انفقت خلال عدوان ترامب فقط أكثر من 3 مليارات دولار، منها مليار دولار على الصواريخ، وتكاليف التشغيل، ومع ذلك أثبتت القوات اليمنية أنها تشكل خطراً على الولايات المتحدة وحلفائها”.

وأضافت: “إن إنفاق أمريكا أسلحة ثمينة بكميات هائلة في مواجهة جيش له تاريخٌ في الصمود أمام خصوم أقوى بكثير، يعد استنزاف خطير وقد تحدث مسؤولي البنتاغون في إحاطات مغلقة بفشل الغارات الجوية في تدمير ترسانة الصواريخ والمسيرات اليمنية”.

.. وفشل الاحتواء

وتحت عنوان “فشل إستراتيجية الإحتواء بعد شهر من العدوان”، قال موقع صحيفة “بارس توداي”: “بينما تزعم الولايات المتحدة ضرب حركة “أنصار الله” فقط، يستهدف عدوانها الجوي مئات الضحايا من النساء والأطفال، ودمر منشآت وأسواق ومنازل في أحياء سكنية مأهولة”.

وأضاف في تقرير نقلاً عن مسؤولين عسكريين أمريكيين: “على الرغم من استمرار العدوان على اليمن، إلا إن الغارات لم توقف هجمات قوات صنعاء على “إسرائيل”، وسفنها في البحر الأحمر”.

وأشار التقرير إلى رأي المحللة السياسية في “مركز واشنطن للأبحاث”، إليزابيث دينيت، بقولها: “سيكون من شبه المستحيل إجبار اليمنيين على وقف هجماتهم، بعد صمودهم أمام القوى الغربية لعقدين من الزمن”.

.. وهذه حصيلة الضحايا

وكانت واشنطن استأنفت العدوان على اليمن، في 15 مارس الفائت، بالغارات والقصف الجوي على المحافظات الحُرة التابعة لحكومة صنعاء، في محاولة من إدارة الرئيس دونالد ترامب لتدمير قدرات القوات اليمنية ووقف هجماتها المساندة لغزة إلى عمق “إسرائيل” وفي البحر الأحمر، وقد أدت إلى استشهاد أكثر من 230 مدنياً، وإصابة ما يقارب 500 آخرين في اليمن.

السياسية