مقابر اليمنِ تُرعِبُ ترامب!!
مقابر اليمنِ تُرعِبُ ترامب!!
يمني برس ـ عدنان عبدالله الجنيد*
يبدو أن ترامبُ فهم عكس ما تعنيه مقولة الغزاة على اليمن حين قالوا:” اليمن مقبرةُ الغزاة”، فقرر ضرب المقابرَ كضربة استباقية لتدمير تلك المقابر التي ستدفن غزاة أمريكا في باطنها، وبمعنى أصح تعمد حفر قبره بنفسه بضربات صواريخه وقنابله التي تمطرها طائراته المقاتلة على مقابر اليمن.
في العرف العسكري لا مكان للخطأ عند رسم خطط الحروب وتنفيذ عمليات القتال في الميدان، وإن حصل فإن ذلك حتماً يعود إلى فشل المعلومات الاستخبارية، مثلما وقعت إدارة ترامب في عدوانه على اليمن، حينما تخيلت إن شواهد القبور في مقابر الأموات، أجساد جنود داخل قاعدة عسكرية توجد في خيال ترامب.
الفشل الاستخباراتيٍّ بإدارة ترامب أصبح مسألة عسكرية محل بحث الأكاديمياتُ العسكرية ومِنصات الهزل السياسيّ على وسائل التواصلِ الاجتماعيِّ التي أثبتت أن الوعي قوة تصد سلاح الغزاة، وصمود مقاوم يمني تسقط هيبة بارجة أمريكية في عرض البحر.
حين تضربُ أمريكا مقبرةً، فلا تسألْ عن ذلك الجنونِ، بل اسألْ عن الغباءِ الذي تشكل على هيئةَ صاروخٍ موجَّه يصطدمُ بجمجمةٍ دفنت في الثراء، ليعلنَ للعالمِ فشل عدوان أمريكا في اليمن.
أيُّ وَهْمٍ حل بعقولِ صقور البيتِ الأبيض حتى يخُيّلَ لهُم أنّ مقابرَ اليمن منصّاتٍ لإطلاقِ الطائراتِ المسيَّرة، أو مسارحَ تُدرَّبُ فيها أشباحُ المقاومة؟!
يا للعَجَب! كأنهم أخذوا بظاهر المقولة التاريخية؛ “اليمن مقبرةُ الغزاة”، وتركوا معنى باطنِها، فظنّوا أنَّ ذلك الرعب بذاته يسكن داخل تلك المقابر فضربوها، فالمجد للجماجم اليمنية الطاهرة التي ترعب الغزاة وترقد بسلام في أعماق اللحود.
نقول للمعتوه ترامب: “المقابر في ديننا الإسلامي محرم الإعتداء عليها أو العبث فيها ولها حرمة وقدسية أكثر مما يقدسك المرتزقة في اليمن الذين يوهموك إن مخازن الأسلحة وميادين القتال في بطون المقابر التي أرعبت جيش عصاباتك المتحدة”.
أيُّ سقوطٍ هذا؟ أيُّ خزيٍ استخباراتيٍّ يجعلُ أمريكا العظمى تستنزف أموالها وقدرتها وقوتها في الأنفاق على الأقمَار الصناعيّة التجسّسية والنتيجة تستهدف شواهدِ القبور، فهل أصبح عساكر البنتاغون الذين يخافهم العالم يخافون من عظام الموتى ،أنه العار وأي عارٍ هذا!؟
طائرات أمريكا لا تقصفُ مواقعَ عسكرية، بل تمطر صواريخِها على أطلال المقابر بعد عجزها عن إسكاتِ الأحياء، ولأنّها باتت ترى في كلِّ حجارةٍ تهديدًا، وفي كلّ هيكلٍ عظميٍّ انتفاضه.
إنّهُ الغباءِ الإستراتيجيّ، بل الانهيارٌ الاستخباراتيٌّ والأخلاقي شكلا ومضمونا، وسقوطٌ مدوي يضاف إلى سجَّلات فضائح وجرائم العصابات المتحدة الأمريكية.
حينَ نردد مقولة؛ “اليمنُ مقبرةُ الغزاة”، فنحن لا نُشيرُ إلى شواهدِ القبورِ ولا إلى مقابرِ الصالحين، بل إلى الأرضِ التي تتحوّلُ إلى لهيبٍ تحتَ أقدامِ المعتدين، وإلى السماءِ التي تصيرُ جحيمًا على طائراتِهم، وإلى البحار الذي تغرق في ظلماتها حاملاتِ الطائراتِ كسمكة ألتهمها حوت ضخم.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب