المنبر الاعلامي الحر

زوالٌ حتميٌّ لكيانٍ مغتصب

زوالٌ حتميٌّ لكيانٍ مغتصب

يمني برس- بقلم- علياء الأبيض

في صفحات التاريخ، لا شيء يدوم على الباطل، فكل كيانٍ بُنيَ على الاغتصاب، وسُقيَ بدماء الأبرياء، يحملُ في جوهره بذور فنائه، إنها سنة الله في كونه، وقانون التاريخ الذي لا يتخلف: ما أُخذَ بالقوة لا يدوم، وما بُنيَ على الظلم مصيره الانهيار.

الكيان المغتصب، مهما علا بنيانه، ومهما امتلك من قوة السلاح، فهو ضعيفٌ كالشجرة التي لا جذور لها في الأرض التي اغتصبها، قد تبدو شامخة لبعض الوقت، لكنها ستظل هشة، عرضة لأول عاصفة قوية، لأنه على أرض ليست له، وبين شعبٍ يرفض وجوده، وتاريخٍ يدين فعله.

إنها حتميةٌ تاريخيةٌ، وقدرٌ إلهيٌّ، ووعدٌ لا يتخلف: زوالُ الكيان الإسرائيلي الذي اغتصب أرضًا مقدسةً، وشرد شعبها، وسلب مقدساتها، وأعلن حربًا مع الله، وتحدى قوانين السماء والأرض، بمساندة أيدي الكفر والنفاق من العرب أنفسهم، الذين خذلوا القضية وتنصلوا عن المسؤولية، فلا هيمنة ولا قوة تنفعهم أمام قوة الله وجنوده.

فلتعلم إسرائيل أن قوتها زائلة، وأن جبروتها إلى ضعف، وأن أرض فلسطين ستلفظها كما تلفظ الأرض الأجسام الغريبة، فزوالها قادم لا محالة على أيدي من مكنهم الله في أرضه، الذين تجلوا في أرض اليمن. فهذا وعدٌ مقدس من إله الكون: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلًا).

إن مساندة اليمن لغزة ليست مجرد موقف عابر، بل هو تعبيرٌ عن إيمانٍ عميقٍ وعزيمةٍ لا تلين، وتجسيدٌ لعمق الروابط الأخوية، وصدق الانتماء لقضية الأمة المركزية، إنه فعلٌ مؤثرٌ يغير في موازين القوى، ويزيد من الضغط على العدو، ويمنح غزة الصامدة سندًا وعونًا في محنتها، إنه رسالةٌ واضحةٌ بأن غزة ليست وحدها، وأن اليمن، رغم جراحه، يظل قلبًا ينبضُ معها، ويدًا تمتدُّ لمساندتها حتى يتحقق النصر المبين.

وهي رسالةٌ قويةٌ للعدو الإسرائيلي بأن جرائمه لن تمر دون رد، وأن الأمة العربية وإن بدت متفرقة ومتخاذلة في مساندة فلسطين، فسيكون اليمن سندًا قويًا لها، ولن يهدأ ويستقر حتى يرى غزة حرةً، وفلسطين محررةً، والعدو إلى زوالٍ حتميٍّ، بفضل الله، ثم بفضل صمود غزة ومساندة الأحرار من حولها.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com