شعار الصرخة.. صدارة المشروع القرآني
شعار الصرخة.. صدارة المشروع القرآني
يمني برس- بقلم- بشرى الصارم
في الوقت الذي كانت أمريكا وإسرائيل تثقل الأمة الإسلامية بهجمات شرسة من مختلف الحروب والإجرام، حيث سخرت كل قدراتها في تضليل وتشتيت وتفرقة أبناء الأمة الإسلامية بحروبها الميدانية بجانب حروبها الناعمة التضليلة والتي هي أشد خطراً وفتكاً، حتى ظهر من أقصى اليمن قائدٌ يسعى حاملاً معه شعار الحرية والبراءة، شعار العداء لمن هو عدو للأمة، كبدايةٍ تنويريةٍ لانطلاقِ مشروعٍ قرآني عظيم أخرج الأمة من حالة الغفلة والصمت والخنوع، من حالة التدجين والخضوع والاستسلام إلى حالة التحرك العملي والجدي كما ينبغي لها أن تكون تجاه العدو الأخطر الذي يهددها ويستهدفها، فما كاد هذا القائد أن يُصوب صدى شعاره هاتفاً هو ومعه ثلة قليلة من المؤمنين صميم قلب العدو وأذرعه، حتى فتت مزاعمهم وشرد جمعهم، وأطبق سماء الزعامة عليهم.
شعارٌ رسخ في نفوس أبناء الأمة الإسلامية حالة السخط تجاه أمريكا وإسرائيل- من هم أئمة الكفر من أهل الكتاب – وحصن الأمة من مؤامراتهم وخططهم وكشف وجوههم الحقيقة التي تظهر العداء والموت لأبناء هذه الأمة بكل السبُل الممكنة لديهم، كموقف لفظي تثبته الأفعال الصادقة من هذا المشروع القرآني ويُجسد الحالة الحقيقية التي تجب أن تكون الأمة عليها؛ وهي حالة إعلان العداء لأهل الكتاب المتمثلة بالصهيونية اليوم أمريكا وإسرائيل.
شعار الصرخة الذي تبناه الشهيد القائد رضوان الله عليه كأول موقف لمشروعه القرآني يثبت مدى شمولية هذا المشروع، فالصرخة تتعاظم بمقرونيتها مع المشروع القرآني فهو شعار مفرداته مستوحاة من كتاب الله، وهو استجابة لله سبحانه وتعالى وعملا بتوجيهاته، حيث أن له الأثر البالغ الذي أدى إلى إظهار حالة الرعب والنفور والغضب من قِبل العدو وأذرعه تجاه هذا المشروع العظيم، فالصرخة كما قال عنها الشهيد القائد: “هي الحكمة والحكمة ضالة المؤمن أنّا وجدها أخذها”.
في حالة سعى المتخاذلون في تشكيك الأمة من هذا الشعار في هجمة شرسة يشنها العدو بأدواته وعملائه ضد حاملي الشعار ومتصدريه، في جهالة تامة أن مضمونات هذا الشعار تكمن في الموت لأمريكا ولإسرائيل كوعي ثقافي قرآني لأبناء الأمة الإسلامية من هؤلاء الأعداء في مرحلة أرادت أمريكا وإسرائيل وعملاؤها المنافقون وأولياؤها المرجفون من أبناء الأمة الإسلامية بتقديس الصهيونية المتمثلة بأم الإرهاب أمريكا وربيبتها إسرائيل وأن تخضع الأمة لهم، وأن تفسح المجال لهم بأن تفعل بالأمة ماتشاء وماتريد وأن تقتل وتميت من أبنائها دون رفع صوتٌ واحد من هذه الأمة،وأن تكون أمة ذليلة خانعة مستباحة من قبل العدو الأمريكي والإسرائيلي، معرّضة لجميع أصناف الجرائم والقتل والاحتلال والاستحوذ على مقدراتها وثرواتها،في حالة إعلان «الموت» لهذه الأمة الإسلامية، الموت ذلاً وخضوعاً، الموت صمتاً واستسلاماً، الموت بجميع الوسائل الممكنة المعنوية والمادية على يد العدو الأمريكي والإسرائيلي وأدواته في المنطقة دون أن يكون هناك موقفٌ واحد يصدر من هذه الأمة.
واليوم فقد أثبتت الوقائع والأحداث أن « شعار الصرخة »مثّل خطوة حكيمة وعظيمة وفعّالة حيث أن الشعوب التي رفعته تمكنت للوصول إلى ماهو أرقى وأسمى لها من بين بقية الشعوب من العزة والكرامة والغلبة والتأييد الإلهي ،وأن لها القدرة والكفاءة بأن تخوض كبار المعارك مع كبار طواغيت الشر المتمثل بأمريكا وإسرائيل وهي في أهبة الاستعداد وبثبات عظيم ومعية عظيمة من الله وتوفيق منه، فقد كان هذا الشعار التنويري هو تطبيق عملي لأوامر الله سبحانة وتعالى في قوله: “وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ”. فقد كان هذا الشعار من ضمن الإعداد ضد أعداء الله بما يُرهبهم كأهمية الاستعداد والتحضير لمواجهة الأعداء، من خلال إعداد القوة والعتاد اللازمين، لتحقيق الرهبة والخوف في قلوبهم، وحماية المؤمنين منهم.
فتحرك الشعب اليمني بهذا الشعار كان من واقع عملي إيماني قرآني لمواجهة الكفر والظلم وهو نتاج لما وصل إليه هذا الشعب من موقفه العظيم والثابت والراسخ لتحديات المرحلة الحاسمة في مواجهته اليوم المباشرة لطواغيت الشر ورأسه أمريكا وإسرائيل ، فقد كان شعار الأولوية والصدارة في مواجهة مشروعهم الذي يستهدف ديننا وبلادنا وثرواتنا وعزتنا وكرامتنا وهو أيضاً الشعار المتصدر الذي قطع يد وصايتهم على شعبنا و أزال العون والسند الداعم لهؤلاء الفاسدين الذين هم نتاج وثمرة الهيمنة والاستعمار لبلدنا في الفترات السابقة.
ولإن أمريكا وإسرائيل هما أئمة الكفر،وأرباب الظلم والفساد وهم رأس الطغيان والإجرام والإرهاب فكان حقٌ علينا بترديد هذا الشعار،ورفعه والهتاف به بكل قوة وعنفوان وعزة وكرامة وثبات،فليس لأمريكا عندنا إلا الموت بأصنافه ،وليس لإسرائيل إلا الزوال والفناء، كمنطلق لمواصلة مشروعنا القرآني الذي بدأه الشهيد القائد لنكمله نحن الأنصار.