صرخة نحو القدس
صرخة نحو القدس
يمني برس- بقلم- خلود همدان
الشعار والمشروع القرآني مسيرةٌ نحو النهوض وموقفٌ يبني الأمة، في آخر خميسٍ من شهر شوال الموافق لـ ١٧من شهر يناير ٢٠٠٢م أعلن السيد حسين بدر الدين الحوثي ” رضوان الله عليه” بمحاضرته الشهيرة الصرخه في وجه المستكبرين شعار البراءة من أعداء الله ليكون بدايةً لانطلاقة مشروعٍ قرآنيٍ تنويريٍ نهضوي شامل ابتدأه بهذه الخطوة العملية المهمة ومايتفرع عنها من خطوات عملية وبرامج متكاملة تبني الأمة وترتقي بها وتواكب كل المستجدات التي تأتي في إطار الصراع مع الأعداء وتعالج كل الاختلالات التي تعاني منها الأمة وليكون شعاراً للمشروع القرآني ومرتكز له في صد الهجمة الأمريكية والإسرائيلية على أمتنا العربية والإسلامية، شكل هذا الشعار حصانةً منيعةً للأمة حيث وجه بوصلة العداء للعدو الحقيقي وصنع في أوساطها وعيً عال بخطورت التبعية لليهود والنصارى والتولي لهم وينتقل بها من حالة السكوت والجمود إلى حالة التحرك العملي ومن حالة اللا موقف إلى الموقف.
في أتون أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي أرادت أمريكا من خلالها أن تفرض هيمنتها وسيطرتها على شعوب أمتنا ويمتد نفوذها وتمرر مكائدها ومؤمراتها الرهيبة والتدميرية «كبّر الحسين» وصدع بريق الحق وانفجرت ثورة الموت “لأمريكاء، وإسرائيل ” وكانت من هُنا البداية لنهاية الشيطان الأكبر وولادة عصراً جديداً مفعماً بالحرية والاستقلال
كان للشعار صوته المسموع والعالي مُنذ الوهلة الأولى وأصبح صداه يجوب كل أصقاع الدنيا بالرغم من كل محاولات الأعداء لإخماد هذا الصوت ومحاربته بمختلف الوسائل لكنها كلها باءت بالفشل الذريع والسخط المُدوي وكلما كان يحارب هذا الموقف كان يزداد توسع وتمكين وقوة من ذلك اليوم وإلى الآن وأصبح شعار الصرخة والبراءة من أعداء الله عنواناً مهماً ورمزاً لكل الأحرار في هذا العالم لاسيما في ظل الظروف التي مرت بها الأمة.
شعار الصرخة والموقف القرآني أطاح بمشاريع أمريكا وألتهم أوراقها أسقط كل رهاناتها وكشف سوءة إجرامها وعناوينها الزائفة وإدعاآتها الكاذبة بالحقوق والديمقراطية وأضحت اليوم محط سخرية لكل من ينظرون بعين الصواب.
هتاف البراءة من أعداء الله يمثل حرباً نفسية في لفظه ومعناه كما قال تعالى « وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ» ومفردة «الموت» في ذاتها أشعلت حرباً ضروساً في قلب اليهود وجاءوا بكل ثقلهم ليستأصلوا هذا الشعار وليسكتوا صوت الحق وصوت الأحرار ولكن الله متم نوره ولو كره الكافرون.
ونقول اليوم لمن يقولون ماذا نعمل؟! نقول لكم أصرخوا ألستم تملكون صرخة؟! لتنفضوا عنكم عار الصمت والخنوع والجمود أصرخوا وتبرأوا من كل تلك الجرائم التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في غزة ولبنان واليمن وسوريا أصرخوا وادفعوا عنكم الخطر العظيم والعذاب الأليم أصرخوا وستجدون من سيصرخ معكم في أماكن أخرى وبلدان أخرى.
فلابد لنا من موقف وإلا فلننتظر ذلاً في الدنيا وخزياً في الدنيا وعذاباً في الآخرة.