هام وخطير جدا : دراسة حديثة : 94.1 % من القرويين في اليمن مصابين بوباء الليشمانيا
تقرير – يمني برس – خاص
كشفت دراسة بحثية طبية حديثة عن انتشار اوبئة وامراض خطرة في الارياف اليمنية في ظل الوضع الصحي والانساني المتدهور في اليمن.
واوضحت الدراسة ان داء الليشمانيا بكل أنواعه الثلاثة (الجلدي والمخاطي والحشوي) ينتشر حاليا في الارياف اليمنية وبشكل وبائي خطير جداً وخصوصا في محافظات البيضاء وحجة وذمار والضالع وإب وصنعاء وريمة وعمران والمحويت.
وأوضحت نتائج الدراسة الذي أجراها الباحث الأكاديمي د . محمد الكامل، استشاري الأمراض الجلدية ورئيس المركز الإقليمي لمكافحة الليشمانيا ان الوباء يصيب القرويين بنسبة 94.1% وخصوصا الأطفال بنسبة 57.2% مسببا الكثير من التشوهات والإعاقات وأحيانا كثيرة الوفاة كما في حالات الليشمانيا الحشوية (الداخلية).
وتوصل البحث الذي استعرض في المؤتمر الدولي للأمراض الجلدية في اسطنبول الأسبوع الماضي إلى أن للمهاجرين من الدول الموبوءة وخصوصا العراق وإثيوبيا وسوريا دورا حيويا في إدخال سلالات جديدة من الطفيليات المسببة للمرض.
مبينا الآثار الكارثية للمرض على النساء اليمنيات بشكل خاص، ومضاعفاته على حالتهن الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية.
منوها للألم الداخلي الشديد الذي تسببه “الوصمة” الناتجة عن الندبات والتشوهات المرافقة للمرض وتداعياته على جميع أوجه الحياة للمرأة اليمنية المصابة، وما يرافقها من تقليل فرص الشابات المصابات في الزواج، وكذلك الحياة الزوجية المضطربة للمتزوجات، مع تسليط الضوء على حالات الانطواء والازدراء وحرمان المرأة من الانخراط الكامل في الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية وما يرافقها من رفع مستويات الفقر الذي تعانيه تلك الشريحة من المجتمع اليمني.
مرجعا أسباب الانتشار الوبائي للمرض في الجمهورية اليمنية إلى عدة عوامل، يأتي على رأسها العوامل البيئية والجغرافية والتغيرات المناخية والأدوار التقليدية للسكان القرويين ذات العلاقة بالجنس والعمر وكذلك النشاطات الليلية للمزارعين في الوقت الذي تنشط فيه أنثى ذبابة الرمل وهي الحشرة الناقلة لطفيل الليشمانيا المسبب للمرض والتي بدورها تنقل الطفيل من الحيوان إلى الإنسان أو من الإنسان إلى الإنسان مسببة احد الأشكال الثلاثة المعروفة للمرض. إضافة إلى الانتشار الواسع للمعالجات الشعبية والدوائية وغير الدوائية والتي قد تؤدي في كثير من الأحيان إلى تطور المرض وانتشاره أو تحوله من صورة إلى أخرى.
كما سلط الكامل الضوء على مشروعه الوطني المعروف والمدعوم من قبل جميع المجتمعات والهيئات العلمية في العالم لمكافحة وباء الليشمانيا في اليمن من خلال المركز الإقليمي لمكافحة الليشمانيا الذي قام بتأسيسه في ابريل 2013 والذي استطاع من خلاله البدء في رسم الخريطة الوبائية لمرض الليشمانيا ولفت الأنظار في الداخل والخارج لحجم الوباء ومدى انتشاره وخصوصا بين فئتي الأطفال والنساء من خلال العديد من الأبحاث والمشاركات في المؤتمرات الدولية ذات الصلة في المنطقة العربية وأمريكا وكندا وأوروبا داعيا وسائل الإعلام إلى القيام بدورها في رفع مستوى الوعي بالوباء بين جميع شرائح المجتمع اليمني .