الغازي يهيكل مرتزقته.. ثلاث رسائل رئيسية للتعيينات الأخيرة ..
بقلم / محمد الوريث
أرسَلَ قادةُ العُـدْوَان الحقيقيون – في واشنطن وَأزلامهم بالرياض- أَكْثَـر من رسالةٍ صريحة وقاسية، ليلة أمس، بعد حملة التغييرات المفاجِئة داخلَ هيكل نظام المرتزقة والفارّين من وجه العدالة الـيَـمَـنية، من المتواطئين مع العُـدْوَان الإجْــرَامي المتوحّش ضد أبناء بلدهم. عندما أصدر قادةُ العُـدْوَان عبر دُميتهم هادي عدداً من القرارات قَضَت بعزل العبد الوفي خالد محفوظ بحاح بشكل نهائي وإخراجه من اللعبة، حيث نص الجزء الأول من القرار الإطاحة ببحاح من موقعه كنائبٍ للدمية هادي واستبداله بالجنرال الإخواني المهزوم “علي محسن الأحمر”، في حين قضى الجزء الثاني من القرار بعزل بحاح أَيضاً من موقعِه كرئيس لحكومة المرتزقة وتعيين القيادي المؤتمري الخائن أحمد عبيد بن دغر بديلاً عنه، وبالرغم من أَن هذه التغييرات تأتي في جسَد هو في حكم الميت ويتواجد في المنفى ولا فاعلية له أَوْ أثر على مستوى الواقع الميداني الـيَـمَـني الداخلي تقريباً إلا أَن مثلَ هذه الخطوات تحمل في طياتها مؤشراتٍ ورسائلً مهمة يجب التوقف عندها.
وبلا شك بأن الفار هادي ليس أَكْثَـر من دمية للخارج منذ جاء إلَـى السلطة، ولهذا فإن الطبيعي التعامل معه وفقاً لحجمه الحقيقي؛ كونه لا يستطيع القيام بأي تحرك مهما كان صغيراً دون موافقة أسياده من أمراء البترودولار أَوْ بإيعاز منهم، ولهذا فإن أيَّة قراءة لواقع هذه التغييرات المؤلمة للكثير من مرتزقة العُـدْوَان، مساء الأحد، يجب أَن تكون في صعيد التوجه الأمريكي السعودي بشأن الـيَـمَـن ومستقبله فقط دون أية اعتبارات أُخْــرَى.
ويبعث الحدث في قراءة أولية له ثلاثَ رسائل رئيسية تعبر عن حقيقة المعتدي ونواياه تجاه الـيَـمَـن شمالاً وجنوباً دون التطرق إلَـى تفاصيل الشرخ الداخلي الكبير بين مكونات العُـدْوَان التي فضحها القرارُ بلا شك وطوى صفحةً من صفحات الصراع الإماراتي السعودي في الـيَـمَـن.
أَمَّا الرسالة الأولى تتمثل في بشاعة سبل قادة العُـدْوَان في التخلص من أَحَـد كبار رجالاته بشكل فج ومحرج دون أَن يرف لهم جفن، خاصة أَن شخصية مثل بحاح ضحت بكل شيء من أجل العُـدْوَان حتى أَن الرجل أحرق كُلّ تأريخه السياسي وحضوره الشعبي في الـيَـمَـن في سبيل مشاريع الغزو الأجنبي لبلاده، وهي دلالة دامغة عن غدر العدو والخيانة المتأصلة فيه، وليس بحاح أول النماذج، رغم كونه من أَكْثَـر الراكعين إخلاصاً عندَ بلاط البترودولار، وأمسى بحاح بين ليلة وضُحاها من نائب رئيس ورئيس وزراء للغزاة إلَـى مجرد عبء تم التخلص منه وعزلُه بطريقة مذلة، متروكاً على قارعة الانتظار وحيداً دون مكاسبَ أَوْ مستقبل أَوْ ضمانات حتى أنه بلا وطن يعود إليه أَوْ شعب يحتفي به فقد جرّده العُـدْوَان من كُلّ شيء ليتركه لانتظار مصيره المحتوم عاجلاً كان أَوْ آجلاً بالمحاكمة العادلة جزاءَ دوره في جرائم العُـدْوَان بحق الشعب الـيَـمَـني.
أما الرسالة الثانية فتتلخص بجلاء في حقيقة أهداف العُـدْوَان تجاه الـيَـمَـن والذي جاء لإعادة إنتاج أكبر أرباب الفساد والجريمة والارتزاق والسعي إلَـى تمكينهم من رقاب الـيَـمَـنيين مرة أُخْــرَى – وهذا محالٌ بإذن الله – أمثال المجرم بحق أبناء الجنوب وأبناء الشمال على حد سواء علي محسن الأحمر لإعادة الوصاية الخارجية ونهب الثروات واحتلال الأرض وتمكين الأجنبي على حساب ابن البلد، كما كان قبل ثورة 21 سبتمبر المجيدة. وإعادة إنتاج أمثال الجنرال الإخواني المهزوم يأتي مصداقاً لرؤى القيادة الثورية والقوى الوطنية الـيَـمَـنية والتي تحدثت منذ وقت مبكر عن نوايا العدو في إعادة إنتاج رموز العمالة والارتزاق للسيطرة على مقدرات البلاد بواسطتهم كأدوات رخيصة للأجنبي.
أما الرسالة الثالثة وهي الأشدُّ إيلاماً فهي تلك الرسالة التي بعث بها قادة العُـدْوَان إلَـى أبناء الجنوب وخاصة أولئك المغرر بهم الذين كانوا يرجون من هذا العُـدْوَان خيراً، وتمثل هذا في تمكين القاعدة وداعش من مناطقهم ليكونوا عرضةً للاستعباد والإذلال، ومن ثم إعادة أبرز قيادات حرب صيف 94 ليكون حاكماً عليهم في ضربة قاسية، ولم تلتئم بعدُ جراحُ الشعب الـيَـمَـني العزيز في المحافظات الجنوبية التي أحدثتها فتاوي حزب الإصلاح ودبابات وطلقات ميلشياته في عام 94 المصوّبة إلَـى صدورهم حتى أعيد لهم قائدها وبطلها على دبابة سعودية، فهل هذا هو الرخاء والرفاة الموعود من قبل الغزاة؟
إنَّ من مباعث الحزن والأسف أَن نكتب هذا الكلام، ولكنه وقت مُلِحٌّ لمصارحة الذات لكلِّ مَن توقع من الغزاة خيراً، هل أصبحت عدن اليوم دبي الجنة الموعودة كما زعم الغزاة والمعتدون؟ وهل علي محسن هو الحامل الحقيقي للقضية الجنوبية حتى يتطلب الأَمْـرُ عاماً كاملاً من الإجْــرَام والدمار والغزو العالمي على الـيَـمَـن لمجرد إعادة تمكينه؟ وهل يمكن أَن يأمن مرتزق واحد من مرتزقة العُـدْوَان بعد اليوم وهو ينظرُ إلَـى مآلات النهاية التي وصل إليها خاسر مثل خالد بحاح بعد كُلّ ما قدم من خدمات جليلة للمعتوه سلمان وولده المهفوف ومن ورائهم أوباما!