لا أمن ولا حوار مع وجود الأربعة الكبار
بقلم-علي البخيتي [email protected]
في ضل هذه الظروف المعقدة والصعبة التي تمر بها اليمن , ووقوع تفجيرات واغتيالات أمام منزل رئيس الجمهورية وفي وضح النهار , واطلاق رصاص على منزل الرئيس بشكل شبه يومي , واعتداء متكرر على وزير النقل د / واعد باذيب , هذا في العاصمة فكيف بخارجها , في ضل كل ذلك وبعد جرس الإنذار الذي أطلقه الحزب الإشتراكي ببيانه الأخير , ماذا يتوجب على رئيس الجمهورية فعله ؟ هل يشكو مثل المواطن العادي ؟ هل يندب حظه ؟
أعلم حجم التحديات التي تواجه هادي , والمخاطر التي قد يتعرض لها , لكن الأخطر من كل ذلك هو أن يفقد ثقة المواطنين وثقة بعض الأطراف السياسية وأملهم فيه , عندها سيسهل اصطياده من قبل خصومه , وسيتم تحجيمه وجعله ديكوراً يخفي صراعهم , مع تحمله مسؤولية نتائج ذلك الصراع الى أن يصلح الله شأنهم أو تتغير المعادلة ويستغنوا عنه .
الظروف الإقليمية والمحلية والدولية مهيأة لقرارات جريئة يتخذها هادي , فالمواطنون تعبوا من الانفلات الأمني وما يكلفه من خسائر اقتصادية ونقص في الخدمات , والمجتمع الدولي يهمه استقرار اليمن في المرحلة الحالية ليتفرغ للملف السوري والملف النووي الإيراني , وبن عمر موجود وبالتأكيد سيدعم هادي .
يا فخامة الرئيس أن اللحظة التي نحن فيها تعتبر فارقة في تاريخ اليمن واليمنيين , فإما أن تمضي بنا الى الدولة أو ترجعنا الى الدويلات , كن شجاعاً في قراراتك شجاعة الشهيد / ابراهيم الحمدي , حذراً في تحركاتك وأمنك الشخصي حذر الرئيس السابق صالح , سريعاً في خطواتك بقدر تسارع الأحداث من حولك .
مشاكل اليمن الأمنية ناتجة عن صراع أطراف النظام , معركة الضرب تحت الحزام , صعوبة جمع الأطراف على الحوار , وحل كل تلك الإشكالات يكمن في خطوات جريئة تشعر المواطن ومختلف الأطراف أنك الممسك فعلاً بالقرار , فلن يدخل الجنوبيون في الحوار وهم يروا أن من فتح عدن لازال في السلطة , من عذبهم في المخابرات لا زال في منصبه , من قمع حراكهم لا زال يقمعه الى اليوم , لن تنتهي التعديات على خطوط الطاقة والنفط ولن يتوقف التمرد في بعض الوحدات و ينتهي الانقسام في الجيش طالما لم يعزل الفاعل الأصلي .
فخامة الرئيس : لا أمن ولا حوار ما لم تقم بعزل الأربعة الكبار , أحمد علي وعلي محسن وغالب القمش وعلي الآنسي , هؤلاء هم أركان النظام , مهما اتخذت من خطوات وقرارات , سيلتفون عليها , ويفرغوها من محتواها كما حصل في اللواء الثالث حرس جمهوري , ان تدوير المناصب بين الموالين لهم ليس تغييراً بل تغريراً وبيان الحزب الاشتراكي بهذا الخصوص جرس إنذار بالنسبة لك .
أنا وغيري الكثير لا يمكن أن نصدق أن هناك بداية للتغيير وتلك ( الأركان ) في مكانها وأعتقد أنك تشاركنا هذا الرأي .
فخامة الرئيس إما أن تكن قادراً على التغيير أو تترك المنصب حتى لا تصبح ممراً للتغرير .