انتكاسة سعودية كبرى في مفاوضات الكويت تعزز فرص الحل السياسي اليمني “تقرير”
يمني برس*
وفقا لتقديرات خبراء وديبلوماسيين فقد منى النظام السعودي اليوم بانتكاسة سياسية وديبلوماسية كبرى، في مقابل انتصار كبير حققه وفد المكونات الوطنية (انصار الله وحزب المؤتمر الشعبي) المشارك في مفاوضات الكويت بعدما تمكن من انتزاع تأييد دولي واسع النطاق عبرت عنه لقاءات جمعت اليوم الوفد الوطني بـ 18 سفيرا من سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا والاتحاد الأوروبي والذين أعلنوا اليوم موقفا مؤيدا للمفاوضات وداعما لخيار تثبيت وقف النار طريقا للمضي بمفاوضات الحل السياسي.
وفلبت هذه الخطوة الطاولة على النظام السعودي الذي ظل لشهور محيدا لنفوذ الديبلوماسية الدولية ودورها في ملف الأزمة اليمنية، في انتكاسة سياسية كبيرة عبر عنها النظام السعودي في تصريحات ادلى بها الناطق الرسمي لتحالف العدوان مستشار وزير الدفاع السعودي العميد احمد عسيري والذي أكد اعتبر اجتماع وفد المكونات الوطنية بسفراء الدول الخمس والمانيا والاتحاد الاوروبي ” امرا معيبا” وضغوطا دولية تمارس لمصلحة الحوثيين” على حد تعبيره.
و”التقى وفد المكونات الوطنية اليوم سفراء الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الامن والمانيا والاتحاد الأوروبي في العاصمة الكويتية في أول لقاء بحث في مسار المفاوضات التي تديرها الأمم المتحدة منذ أيام والعقبات التي تحول دون حصول تقدم والتي يتصدرها عدم التزام النظام السعودي بتثبيت وقف النار الذي اكدت الأمم المتحدة في وقت سابق أنه البنود الرئيسية للسير في مفاوضات الحل السياسي.
واكد سفراء الدول الخمس والمانيا والاتحاد الأوروبي دعم دولهم للمشاورات التي تجري في الكويت من اجل تحقيق السلام في اليمن باعتباره الخيار الوحيد المتاح امام الاطراف اليمنية المجتمعة في الكويت، مشيرين إلى أن المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله كانوا يناضلون لوقف الحرب منذ اول يوم لاندلاعها” مشددين على ضرورة أن ينخرط الجميع في المشاورات بحسن نية وتقديم التنازلات الممكنة وصولا الى حلول تحقق الامن والاستقرار وتحقيق المشاركة لكافة الاطراف في صياغة مستقبل اليمن .
كما اكد السفراء دعمهم لوقف اطلاق النار وكل الخطوات التي من شانها الدفع بالمشاورات نحو الامام، مشددين على جميع الاطراف ترشيد الخطاب الاعلامي وعدم التصعيد وتجنب الاساءة للأطراف الاخرى من اجل خلق مناخات ايجابية للمشاورات، مشيرين إلى أن مفاوضات الحل السياسي ستستمر رغم العوائق وستفضي غلى حلول تضمن مشاركة جميع الاطراف اليمنية في النظام الجديد بصورة متوازنة ومتساوية”
واكد أعضاء وفد المكونات الوطنية حرصهم على المضي بخيار السلام وشددوا إلى ضرورة أن تستند أي مفاوضات للحل السياسي على وقف شامل وكامل لوقف النار استنادا إلى الخطة الأممية
التي نصت على وقف شامل لكافة العمليات العسكرية والغارات الجوية قبل الدخول في أي مناقشات أخرى لأجندة مفاوضات الكويت.
كذلك التقى وفد المكونات الوطنية المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد والذي أبدى ارتياحه للتحسن الملحوظ في تثبيت الأعمال القتالية و الهدوء النسبي الحالي للوضع الأمني في اليمن، وقال إن التقارير الواردة تفيد عن تحسن ملحوظ و التزام الأطراف بوقف الأعمال القتالية.
واشار ولد الشيخ إلى أن لجنة التهدئة والتواصل تبذل جهودا جبارة مع اللجان المحلية من أجل ضمان سلامة وأمن اليمنيين. ولا شك أن التوصيات التي صدرت البارحة وجهود ممثلي الوفدين اللدين كلفا بمتابعة تثبيت وقف الأعمال القتالية في المشاورات سوف تساهم في استقرار الوضع الأمني”.
وبدأ ولد الشيخ أجراء مشاورات مع رؤساء الوفود تطرقت الى مواضيع أساسية تتعلق بمضمون الاطار العام الذي تقترحه الأمم المتحدة والذي يوضح هيكلية واطار العمل في الأيام القليلة المقبلة.
وغداة هذه اللقاء اكدت مصادر قريبة من الوفد الوطني المفاوض إن نذرا ايجابية بدأت تلوح في الافق لمصلحة تثبيت وقف النار كاشفين النقاب عن ضغوط دولية على النظام السعودي لتثبيت وقف النار وخصوصا الغارات الجوية لتمهيد الطريق لمفاوضات سياسية أكثر شمولا، مشيرين إلى أن الضغوط تصاعدت رغم شروع النظام السعودي بالمناورة وخلط الأوراق مع شروعه بنقل الحرب إلى مربع التنظيمات الإرهابية فيما بدا محاولات يائسة لخلط الأوراق والتنصل عن التزاماته تجاه الآثار التي خلفها عدوانه الوحشي على اليمن والتزاماته حيال مفاوضات الحل السياسي.
وكان الناطق الرسمي لتحالف العدوان مستشار وزير الدفاع السعودي العميد احمد عسيري انتقد لقاء السفراء بالوفد الوطني معتبرا ذلك ضغوطا تمارس على دول التحالف.
وقال عسيري في تصريحات مرتبكة” مِن المُعيب أن نجد اليوم 18 سفير من سفراء الدول الراعية يُحاولون إقناع الحوثيين بالجلوس على طاولة التشاور”
واضاف “يجب أن يعرف الشعب اليمني أن التحالف العربي يتعرض لضغوط كبيرة من دول كبرى تسعى للحفاظ على الحوثيين في اليمن ، وهذا ما يجعل تلك الدول تقدم دعما سياسيا ولوجستيا للحوثيين في الامم المتحدة.
*المستقبل نت