بين يدي الحسين!
الشاعر : صلاح الدكاك
روحي بذكرك من دون الأُلَى ثَمِل
وخافقي لسـرى أخبارِكم نُزُلُ
فعلتَ ما قلتَ إذْ قالوا وما فعلوا
و نلتَ ما رُمْتَ إذْ راموا وما بذلوا
حملتَ روحك قربانًا وقد رزحوا
أسـرى الملذاتِ غيرَ الذُّلِّ ما حملوا
أطلعتَ مِنْ “جرف سلمانٍ” شموسَ هدىً
حينَ البريَّة في ثوب الدجى رفلوا
صـرختَ في خرَسِ النُّوَّامِ لا نعستْ
عينٌ بشحْذِ رضا الجلَّادِ تكتحلُ
الله أكبرُ ؛ كرَّارًا صدحْتَ بها
إنَّ الحياةَ جهادٌ والردى أجلُ
هتفتَ هيهات منا الذلُّ فارتجفَتْ
“عُزَّى” وزُلزلَ من رجع الصدى “هُبَلُ“
فحاصـرتْك حرابُ الحقدِ واحتشدتْ
عليك دنيا وصبَّتْ غلَّها دُوَلُ
فما برحتَ كُميـتًا غورُ أخْـمُـصـهِ
غورُ الجبال ومَرسـى رأسِه زحلُ
هذي ذراري “يزيدٍ” في عرمرمها
جحافلٌ غصَّ منها السهلُ والجبلُ
و”جَوْشَنُ العصـر” يُزجي رحلَ خِسَّتِهِ
في قبح شِدْقَيْهِ يُقْعِي خنجرٌ جَذِلُ
يا حَرْبَ “مَرَّانَ” في مأساتِها التحمتْ
“صفِّينُ والطَّفُّ ؛ عاشوراءُ والجَمَلُ“
و يا “حسينُ بنُ بدرِ الدينِ” وَحَّدَهُ
حَبْلٌ مِنَ البَذْلِ بِـ”الكَرَّارِ” مُتَّصِلُ
سَمَوْتَ قَدْرًا فَأَعْيَيْتَ العِدَا طَلَـبًا
رَحُبْتَ صَدْرًا فَضَاقَتْ حَوْلَكَ المِلَلُ
طُفْتَ “السِّماكَ” فَظَنَّ الطائفيَّةَ مَنْ
تَعَثَّروا دُونَ ما تَصْبُو ومَنْ جَهِلُوا
تَأوَّلوا فِكْرَكَ السَّامِي فَمَا بَلَغُوا
بِكِبْرِهِمْ أَبْجَدَ الرُّؤْيَا ولَا وَصَلُوا
والحَقُّ مِعْرَاجُ عِزٍّ دُونَ طَالِبِهِ
مَكَارِهٌ هَيِّنُ الرُّقْيَا بِهَا جَلَلُ
كَمْ مُثْقَلٍ بِنَيَاشِينِ العُلُومِ وَقَدْ
غَلَّ الخُنُوعُ يَدَيْهِ مَا لَهُ ثِقَلُ
وَأَنْتَ بِالدَمِّ أَجْرَيْتَ اليَرَاعَ فَمِنْ
وَرِيدِ رُوحِكَ نَزَّ الفِكْرُ والجُمَلُ
فَلَا مَسَافَةَ مَا بَيْنَ السُّلُوكِ وَمَا
بَيْنَ السُّطُورِ؛ تَمَاهَى القَوْلُ والعَمَلُ
لَا يَبْخَسُ المَاسَ جَهْلُ الجَاهِلِينَ بِهِ
ولَا تُضَاعِفُ قَدْرَ الفِارِغِ الحُلَلُ
يا أفقرَ الناسِ إلا حكمةً وندىً
وأرفعَ الناسِ؛ لولا الشَّنْءُ والحوَلُ
إنَّ المراثيَ حظُّ الميِّتينَ فطِبْ
مثوىً فمثلك حَيٌّ حاضـر أزلُ