رؤى الكويت .. بين شطحات وفد الرياض وواقعية وفد القوى الوطنية .. بقلم / علي أحمد جاحز
يمني برس – كتابات
في اول خطوات المفاوضات الحقيقية اليوم وهي تقديم الرؤى تجلت صورة العملية التفاوضية بشكل واضح و شفاف ، من خلال الرؤى التي قدمها كل من الوفد الوطني والتي جاءت منطقية واقعية وطنية و متسلسلة ومزمنة ، و بين رؤية ناقصة و شاطحة قدمها وفد الرياض او بالاصح وفد المرتزقة . رؤية المرتزقة لا تخدم الحل ولا تقدم للوطن وللشعب و للمستقبل اي مصلحة ، وانما تقدم الوطن والشعب ومكاسبه وسيادته على طبق من فضة للقاعدة وداعش و للتدخلات الخارجية ، كما انها تقطع الطريق امام اي نقاش او تفاوض حول مستقبل الوطن الا عبرها وعبر التدخل الخارجي . وبغض النظر عن كون رؤية قوى المرتزقة القادمة من الرياض تطالب من القوى الوطنية ان تسلم وتستسلم ومن الجيش ان يرحل و من الشعب ان يسكت ، فقط لكي تعود هي الى الحكم ، وليتها قدمت ضمانات مثلا او منطق للعودة وامل للوطن والوطنية ، بقدر ما قدمت مقترحات للتدمير و لاستمرار الصراع و للعودة لنقطة البداية ، كمن يريد ان يقول اعيدوني الى السلطة اقضي عليكم اولا ثم تعالوا لنتفاوض . هذا المنطق كما اعتقد لا يثير الضحك وحسب وانما يضع المجتمع الدولي امام اضحوكة محرجة ، ويضع الكويت الدولة المستضيفة و الوسيطة الان امام موقف محرج جدا ، اذ ان رؤية الوفد الوطني ظهرت في شكل حصيف و رصين و متوازن و مقبول و قابل للتطبيق و تتناسب مع مرحلة تسمى مرحلة التفاوض لانهاء الصراع واستدامة السلام والاستقرار و خارطة طريق لبناء دولة ومستقبل سلطة تضمن انهاء الصراع واقتلاعه من جذوره . وفي المقابل سيجد المجتمع الدولي و الدولة المستضيفة انفسهم امام رؤية المرتزقة التي تطالب من القوى الوطنية ان توقع لها على ماتريد وماعجزت عن تحقيقه بالحرب ، و في هذه الاثناء ينتظر من المبعوث الدولي ومن الدول الراعية للتفاوض ان تضطلع بدورها وتترجم جديتها في الرد على تلك الرؤية بشكل حازم و متوازن بحيث تضمن استمرار التفاوض مالم فان المآلات المتوقعة للمشاورات هو الفشل التام . ويمكن في هذا السياق قراءة ورقة المرتزقة بانها محاولة اخيرة منهم للحصول على مكاسب اعلى من خلال رفع سقف المطالب مما يمكنهم من امتصاص الضغوط المتوقعة بتعديل رؤيتهم الى منطقة مرفوضة ايضا مثل ان يقولوا تعالوا شاركونا حكومتنا هذه الحالية ببضعة وزراء ثم نفذوا ما نريد ، و هذا قد يطرحونه كتنازل من وجهة نظرهم ، و هو اخطر ما في الامر . وباعتقادي فان من المهم ان ترفض الرؤية هذه جملة وتفصيلا و تتم العودة الى مسألة وقف النار بشكل كامل وشامل ، فترك تلك الخطوة معلقة دون حسم يشجع وفد المرتزقة على رفع السقف و الاصرار على تقديم رؤاهم على طريقة ” سألت الله يجمعني بليلى ……. الخ “