إنهم يمكرون بمشاوراتهم!!
حسن حمود شرف الدين
لفت انتباهي “بوست” لأحد الصحافيين المرافقين للوفد الوطني المشارك في “مشاورات الكويت”.. والذي قال فيه “مشاورات الكويت لا يجب أن تكون مفتوحة وبدون سقف زمني، لأن العدو والمرتزقة يريدونها مفتوحة بلا سقف ولا أبواب ولا نوافذ”.
حقيقة أن هاذين السطرين هي رسالة سريعة يجب أن تتنبه لها القيادة السياسية والميدانية، فإحدى احتمالات تطويل فترة المشاورات شد الانتباه إلى “مشاورات الكويت” فيما يقوموا هم بالتمدد أكثر واحتلال الجنوب، فالجميع بالداخل والخارج أعينهم صوب مسار المشاورات السياسية بين الوفد الوطني ووفد الرياض، كما أشار “البوست” أيضا إلى أن الأعداء “يريدون تمرير كامل المخطط في الجنوب بالغزو والتواجد الأجنبي”، “وفي الشمال باستمرار الحشد والتعبئة، والرهان على ضرب الجبهة الداخلية؛ بإطالة أمد المشاورات، وضرب مصداقية” الوفد الوطني المكون من “أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام أمام الداخل الوطني”.. وهذا هو الاحتمال الثاني؛ فالعدو أيضا كما يقوم باحتلال الجنوب ويقوم بالتموضع الدائم فيه، هو أيضا يقوم بالإعداد والتجهيز والحشد على حدود جبهات القتال الداخلية والحدودية مع العدو السعودي.
المال السعودي لم ينتهي بعد، فالأرصدة السعودية في البنوك الأوروبية والأمريكية ما زالت مفتوحة أمام مرتزقتهم وعملائهم.. كما أن الخزائن الأمريكية والإسرائيلية تقول “هل من مزيد”.
لا زال المتعطشون والمتربصون لأرصدة الأنظمة الخليجية في الخارج ينهالون منه قدر المستطاع، ولن ينتهي العطش إلا بعد تصفية هذه الأرصدة وتصبح الأنظمة الخليجية –كما يقول المثل الشعبي- على الحديدة.
لا زال النظام السعودي مطأطئً رأسه أمام الأوامر والتوجيهات الأمريكية والإسرائيلية؛ لتنفيذ مخططاتهما التدميرية التي تستهدف الأمة العربية والإسلامية.. حتى أصبح النظام السعودي اليد الطولى التي تبطش بها أمريكا وإسرائيل على الأنظمة العربية المناهضة للسياسة الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة.
تدخلت السعودية في أفغانستان ومهدت لدخول أمريكا، كذلك تدخلت السعودية في العراق ومهدت أيضا لدخول أمريكا.. والآن في سوريا وليبيا ومصر والبحرين ولبنان تمهيدا لدخول أمريكا.. وتتدخل أيضا بشكل مباشر في اليمن بشن عدوان غاشم وظالم على الشعب اليمني، وكما نشاهد اليوم عبر شاشات التلفاز بدء القوات الأمريكية بدخول اليمن من البوابة الجنوبية تحت ذريعتها الدائمة كما تقول مكافحة الإرهاب ومواجهة القاعدة وداعش”.
كل هذه التدخلات أهلت النظام السعودي لأن تكون العميل الأول والمدلل للنظام الأمريكي واللوبي الصهيوني.. وبالعودة إلى “مشاورات الكويت”، نرى ظهور “شعرت معاوية” فكلما سارت عملية النقاش بالشكل الإيجابي نلاحظ وفد الرياض يعرق الحوار.. وكلما سارت عملية النقاش بالشكل الإيجابي نلاحظ تمادي وفد الرياض في عرقلته بمسوغات مفضوحة وأعذار مشوهة وأكاذيب مختلقة.
ومع ذلك لا بد من القيادة السياسية أن تكون على قدر المسئولية والحذر والانتباه، كما هي عليها الآن في عملية المشاورات والحذر من الوقوع في منزلق قد يُخذ عليهم.. ولا بد للقيادة العسكرية الميدانية أن تكون أيضا على أهبة الاستعداد والجهوزية، فالعدو لا زال يحشد ويحشد كالثور الهائج قبل ذبحه، كما أنه يتربص لثغرة أو فرصة للنيل والخروج بانتصار يغطي به انتصاراته الوهمية التي يروج لها عبر وسائل إعلامه.. فالله الله يا رجال الله في جبهات القتال، والله الله يا رجال الله في ميدان النقاش والتفاوض.