السيد حسين ومنهجية القران
يمني برس :
بقلم / وليد القدمي
[email protected]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليس من الجدير بالأمة العربية والإسلامية ، اليس الجدير بالسياسيين والعسكريين والمثقفين والأكاديميين وعلى وجه الخصوص اليمنيين أن ينظروا الى قضية السيد حسين بدر الدين الحوثي ، لكي يجدوا ما يمكّنهم من الرفعة والسمو بهم وبأفكارهم السياسية والثقافية والفكرية بدلاً من التخبط والتيه الذي يعيشونه ؟؟
لو نظرنا ، ما الذي دفع الحسين بن بدر الدين أن يتحرك في زمن صمت فيه من ينتظر منهم الناس أن يتحركوا ؟؟ ما الذي دفعه أن يخرج ثائراً في وجه الطغيان الأكبر أمريكا ؟؟ كيف استطاع ان يصنع رجالاً مخلصون وصادقون في زمنٍ كثر فيه عبًاد المال وأصبح لايجدي في صنع رجال بمستوى من صحبوه ؟؟ كيف استطاع ان يصنع رجالاً يصمدون معه رغم قلتهم ويقهرون قوى الظلم والإستكبار ؟؟ كيف استطاع بهؤلاء الرجال أن يخرق القوانيين السياسية والعسكرية في المواجهة ؟؟ بالرغم من عدم التوازن بين الطرفين من جيث العتاد والعده والوسائل والدعم المالي والعسكري ، ولكن استطاعوا ان يتغلبوا وينتصروا على كل من يواجههم سياسياً أو عسكرياً أو ثقافياً ، كيف استطاع أن يجعل منهم أمة أصبحت تشكل مجتمعاً تسموا فيه كل مقومات الأمة القوية والحكيمة في مواقفها العزيزه والقاهره والمنكله بأعدائها ، الأمة التي يخشاها من يقف في مواجهتها ، الأمة المتفاهمه فيما بينها ، والكثير مما يميزها عن غيرها ؟؟ ألا يستدعي كل هذا أن يلتفت الناس الى هذه الأمة ؟ لينظروا الى مقوماتها ، لينظروا الى الاسباب والدوافع وكل ما جعلها تصل الى هذه المكانه وهذا الوضع الذي هي عليه الان .
لا شك في أن الكثير قد تطلع ونظر الى هذه الأمة وأنا أجزم بهذا الأمر وخاصة أعدائها ومن ينظرون أنها قضية أصبحت تشكل خطراً عليهم ، ولكن ليست بنظرة الإنسان الباحث عن الحق ، وإنما بنظرة العدو الذي ينظر الى مكامن الضعف الذي يستطيع من خلالها أن يضرب هذه الأمة ، ولكن السيد حسين الحوثي قد استطاع بما أعطاه الله من قدرة وما منحه من تفهم وتأمل لكتاب الله ومنهجه القويم أن يوجد لهم منهجاً ليس بالجديد وإنما استطاع أن يلغي كل الثقافات المغلوطة التي طغت على الاسلام وكل الثقافات التي اصبحت تدجن الأمة لخدمة أعداء الإسلام سواءً شعرت أو لم تشعر، استطاع بذلك أن يسد كل الثغرات أمام الأعداء إذا التزمت هذه الأمة بالشكل الذي ينبغي .
تحرك السيد حسين عندما رأى أن الأمة الإسلامية قد تمزقت وتفرقت مع وجود كتاب الله بين أظهرها ، تحرك عندما رأى أن ورقة الطائفية والمذهبية قد إستطاع أن يستخدمها الأعداء لتمزيق وتفتيت هذه الأمة ، فلجأ الى القرآن ، الى كتاب الله ، الى الشيء الذي لا يمكن أن يختلف عليه إثنان اذا احتكما اليه ، ولكن بنظرة هي تختلف عن من سبقه ممن كانوا يذهبون لتفسير كلمات القرآن الكريم وكأنه نزل بلغة ليست هي العربية فأصبح الإنسان لا يتفكر ولا يتأمل وإنما يذهب ليبحث عن التفاسير والرؤى ، اصبح المسلمون لا يتفكروا ولا يعرفوا ان هذا القرآن هو كتاب الله للأمة جميعا ، للعالمين ، لكل زمان ومكان ، لم يعرفوا أن آيات القران هي تحدثهم وتحكي لهم واقعهم ، فعطّلت آيات القران الكريم من مضمونها وأصبح الناس يلقلقون بها لمجرد تلاوتها فقط ، فبَعُدوا عن كتاب الله وعن هديه وأصبحوا يتخبطون ويتيهون لا يعرفون الحق من الباطل ، نسوا الله فأنساهم أنفسهم ، أصبحوا يهتموا بأمور الحياه ، آثروا الحياة الدنيا على الآخره ، فضربهم الله على أيدي من ضربت عليهم الذلة والمسكنة ، فأصبحوا يتركعون بين أرجلهم ، يخدمونهم ، ويخدمون سياستهم ويقفون بمواقفهم ، يتوجهون بتوجيهاتهم ، ولا يستطيعون أن يقفوا موقف تجاه ما ينتهك سيادتهم بل يستخدمهم اليهود للدفاع عنهم أمام من كل من يقف أمام مؤامرات أعداء الإسلام المكشوفه والمفضوحه في إعلامهم وفي ثقافتهم وفي فكرهم ويتخذونه عدواً لهم ويخوضون العديد من الحروب التي تخدم أعداء الإسلام متناسين العدوا الحقيقي للأمة الاسلامية التي أمر الله بقتالهم وعدم توليهم وعدم الوقوف معهم أو تأييدهم حتى ولو بالكلمة في أي موقف يخدمهم، ولكن ليس هذا إلا نتيجة بعدهم عن كتاب الله وعدم تأملهم له وتدبرهم لمعانيه والتزامهم بتوجيهاته وأوامره ونواهيه .
استطاع السيد حسين أن يستنبط من كتاب الله المنهج الذي يؤهل الأمة لتكن المهيمنة على بقية الأمم ، لتمثل الأمة الحقيقية في أسمى معانيها من حيث السمو والرفعه والعزه ، الأمة التي ترتقى في جميع المجالات ، ثقافياً وسياسياً وعسكرياً وعلمياً وإقتصادياً وإجتماعياً وفي شتى مجالات الحياه ، وما محافظة صعده الا نموذج ومثال الأمة القرآنية بشهادة كل من يزورها متطلعا الى كل ما حوله من تغيرات لم يلحظها سابقاً ومن ينكر ذلك يأتي ليكشف لنا كيف استطاعت هذه الأمة أن تصل الى ماهي عليه الآن ، ونحن نعرف انهم سيتهمونهم بشتى أنواع الإتهامات ولكنها أصبحت لا تجدي أمام الواعين من أبناء الشعب الذي لا يصدقون الدعايات المغرضه والحاقده ومن يريد التأكد من ذلك فلينزل الى صعده وسيخرج بنفس هذه النتيجه عندما يجد إخوانه من جميع محافظات الجمهورية لا تمييز ولا فضل لأحد على الآخر عندها تحس بعظمة الدين الاسلامي الصحيح .
إن من الجدير بالجميع أن يتوجهوا الى كتاب الله ، الى الهدي القرآني ، أن يرجعوا الى ملازم السيد حسين ليخلقوا لديهم حاله من الثقه الحقيقية بالله والخوف منه كما ينبغي والحذر من إقتراف مانهى عنه ، لإن هذا الزمن هو زمن القرآن الكريم لا شيء سواه ، كفانا تيهاً كفاناً تخبطاً ولنرجع الى ما فيه عزتنا ورفعتنا فلنرجع الى كتاب الله .
هناك من يزال لا يعرف ما هو السبب الذي جعل السيد حسين الحوثي يتحرك بمشروعه القرآن ؟؟ سأجيب عليه :
لا عجب في ذلك فالأعلام الهداة من ال محمد هم هكذا ، حريصون أشد الحرص على هداية الناس ، هذا هو منهجهم منذ أن الإمام الحسين بن علي (ع)ثائراً في وجه الظلم ومنهجه الذي خلده بقوله ” والله ماخرجت أشراً ولا بطراً ولا رياءً ولا سمعةً وإنما خرجت للإصلاح في أمة جدي رسول الله (ص)” ومن بعده الإمام زيد (ع) الذي قال ” وددت لو أن يدي ملصقة بالثريا فأقع الى الأرض أو حيث أقع على أن يصلح الله بذلك أمة جدي رسول الله (ص)” وكذلك من تبعهم من أعلام الهدى لهذه الأمة وصولاً بنا الى السيد حسين بدر الدين (ع) الذي لم يختلف منهجه عن من سبقه من الأعلام فسلام عليه يوم ولد ويم يموت ويوم يبعث حيا .