للمحايدين.. المحيّدين
محسن علي الجمال
غمّضي يا وردة فتحي يا وردة.. وكثير من الأمثلة الشعبية التي انطبقت على من يسمون أنفسهم بالمحايدين أَوْ بالأحرى الفئة الصامتة في شعبنا اليمني الذين علقمت لساسينهم ونامت ضمائرهم أَمَـام كُلّ الجرائم والمجازر البشعة التي ارتكبها طيران العدوان السعودي الأَمريكي بحق أَبْنَـاء الشعب اليمني طيلة عام كامل وطالت العديد من النساء والأَطْفَـال والشيوخ وكل شيءٍ في هذا البلد بل وطالت بعض الاسر ممن هم في خانة “المحايدين” وكانوا ضحية التدجين والإعلام المضلل الذي استهدفهم فأَصْبَحوا لا يفرقون بين حق وباطل رغم أن الحقائق قد تكشفت والوقائع والأحداث خير شاهد.
الحرب على اليمن كشفت كُلّ شيء داخلياً وعربياً ودولياً وحتى إسْــلَامياً ولقد عرفها حتى “العميان” وأَصْبَحوا يدركون خطورة العدوان الغاشم ومن يقف وراءه إلّا المحايدين الذي اكتفوا بالتفرجة ولم يحركوا ساكناً أَمَـام وحشية النظام السعودي المتهالك وجرائم الشيطان الاكبر أَمريكا وإسْـرَائيْل أَوْ رعاياهم وأذنابهم في الداخل من القاعدة وداعش مصاصو الدماء أصحاب الراية السوداء التي قتلت وذبحت وسلخت ومزقت أدمية الإنْسَان وامتهنت كرامته أَمَـام مرأى ومسمع الجميع وَالتي حرمها دين الإسْــلَام المحمدي.. لا الإسْــلَام المتسعود المتصهين الذي فرقت به الأُمَّـة هذه الأيّام وظل “المحيدين ” في حيادهم وصمتهم المهين ولم يكتفوا بهذَا بل إن رأوا سيئة أذاعوا بها وتحركوا ضمن الاقلام المسمومة والحملات التحريضية وأَصْبَحوا كمثل الكلب أن تحمل عليه يلهث أَوْ تتركه يلهث.
فالوطن ومحبته الموهومة التي تدعونها يا محايدين ليس بحاجة إليكم في أيّام السلم ولكن الوطن بحاجة اليكم في مثل هذه الظروف العصيبة والتي تكالبت عليكم دول العالم وأممه.. ويبدو في نظري أنكم تنتظرون الأمم الفاشية أن تأتي إليكم لتنقلكم من وطنكم إلَى وطن جديد يبنى بالخيام كما عملت بالكثير من أَبْنَـاء سورية والتي كانوا نسخة منكم فدفعوا ثمن السكوت والتساهل وولوا شاردين من دولة وأُخْــرَى تمتهنهم حتى الكلاب والذئاب العاوية.
وأمام الصراع الداخلي حيث كانت تلتبس عليكم ولبستم اللثائم خزياً واستحياء اليوم كشفت حقيقة العدوان ومآربه وَدخلت القوات الأَمريكية الغازية وغيرها رغماً على أنوفكم إلَى وطنكم لاحتلال أرضكم وإذلالكم ونهب ثرواتكم واستباحة اعراضكم فارونا وطنيتكم وحميتكم التي تجتاح المجالس في جلسات المقيل وتوعدكم بقتالهم والذود عن وطنكم أَوْ أنكم تنتظرون للقوات الأَمريكية أن تغني لكم “يا دجاجة عمتي.. فرخضي لك فرخضي”.