العدوان في الجنوب..تفرد اللون الأحمر وانتهاك صارخ للانسانية ..!
يمني برس – تقرير- أحمد عبدالكريم
ما أن وطأت آلةُ الغزو مناطقَ جنوب الـيَـمَـن، حتى طغى وتفرّد اللونُ الأحمر على باقي الألوان الوردية التي سبق تسويقُها وبيعُها عن القادم من وراء البحر وأبار النفط اللذين تفننا في قتل المدنيين الجنوبيين.
مدنيون تعرّضوا لشتى أنواع الانتهاكات في عالم الجريمة المعاصرة والتي كان آخرها جريمةَ المحلة جنوب مدينة الحوطة بلحج والتي راح ضحيتها ستة مدنيين بينهم أطفال إثر غارة جوية استهدفت منزل مواطن.
مواطنٌ لم يكن الوحيدَ في سجل العدوان الإجرامي الذي بدأ منذ يومه الأول في الجنوب باغتيالات وتفجيرات وإعدامات وذبح وصلب للكوادر السياسية والعسكرية والاقتصادية والقضائية والأمنية في الجنوب.
حوادثُ أمنيةٌ بلغت في شهر واحد فقط، هو شهر مارس، أكثر من 25 جريمة اغتيال، أبرزها اغتيال مدير الأمن السياسي لأبين وقائد حرس (شقيق هادي (وسفير سابق وعدد من قيادات “المقاومة” في هذا الشهر.
شهرٌ احتلت فيه محافظة عدن المرتبة الأولى في عدد الاغتيالات بثلاثَ عشرةَ عملية تلتها شبوة وحضرموت لكلٍّ منهما أربع عمليات ثم لحج بثلاث عمليات اغتيال وعملية واحدة فاشلة دون أن تكون صفةً لنوع آخر من الجرائم.
نوع آخر تمثل بجرائم الذبح والإعدام والصلب، حيث شهدت مدينةُ عدن خلال شهر مارس أبشع جريمة إنْسَـانية تمثّلت بقتل أكثرَ من سبعة عشر مسناً بينهم أربع نساء هنديات في دار العجَزة بالشيخ عثمان، وأخرى تمثلت في صلب أربعة مواطنين على أعمدة أحد بنايات منصورة عدن.
أما عملياتُ القتل المباشرة والمعلَن عنها بلغت أكثرَ من سبع عمليات توزَّعت على محافظات أبين ولحج وشبوة وتفردت محافظة حضرموت بعمليات الاختطافات وصلت إلَـى أربع عمليات تلتها محافظة أبين بعملية اختطاف وكيل المحافظة.
أما على صعيد التفجيرات بالسيارات المفخّخة وغيرها من وسائل الإجرام، شهد شهرُ مارس تفجيراتٍ بعبوات ناسفة، أربع منها بسيارات مفخخة استهدفت السيارة الأولى نقطةً أمنيةً تابعةً لـ”المقاومة” في مديرية دار سعد ثم تفجير ثلاث سيارات مفخّخة استهدفت معسكراً تابعاً لقوات الاحتلال الإماراتية أدّت إلَـى مقتل أكثرَ من خمسةٍ وعشرين من مرتزقة جُلُّـهم جنوبيون.
غيرَ أن أكثرَ الجرائم دموية هي تلك التي تعرضَ لها منتسبو الأجهزة الأمنية من الجنوبيين والتي راح ضحيةَ عملية واحدة استهدفت معسكر النجدة في مدينة المكلا بالنصف الأول من شهر مايو أكثرُ من 90 شخصاً بين قتيل وجريح.
ولم تكنْ هذه الجريمة اليتيمة في حق الجنوبيين من منتسبي الأجهزة الأمنية فقد اغتال مسلحون مجهولون مديرَ سجن المنصورة بعدن، وهّاد نجيب أحمد، والعقيد مروان أبو شوقي مدير مرور عدن وضابطاً في قواتِ حماية الشركاتِ النفطية بمدينة غيل بن يمين بحضرموت ومسئول قسم التحريات بمطار عدن الدولي أمين شائف وضباطاً في الأمن السياسي، وغيرهم كثيرون انضموا إلَـى عسكرين آخرين.
عسكريون منهم العقيد في الاستخبارات العسكرية العميد أدهم الجعفري الذي اغتيل بحي السعادة بمديرية خور مكسر وضابطٌ في لواء الشلالي، وغيرهم كثيرون انضموا أَيْضاً إلَـى أفراد وجنود جنوبيين.
أفرادٌ وجنودٌ قُتل أربعةٌ منهم في استهدافِ سيارة مفخَّخة بموكب قائد المنطقة الأولى بمحافظة حضرموت الموالي لقوات الغزو والعدوان السعودي الأمريكي وغيرهم انضموا كذلك إلَـى وجهاء جنوبيين اغتيلوا على أيدي مسلحين تابعين لقوات الغزو.
بيد أن مسلحَين أقدما في العشرين من فبراير على اغتيال أحد وجهاء القبائل الذين ينحدرون من محافظة لحج في مديرية المنصورة التي نجا فيها إمام مسجد في مارس من محاولة اغتيال، لكن المصير نفسه لم يحالف إمام جامع آخر في عدن اغتيل نهاية عام 2015.
وفي السادسِ من آخر شهر بعام 2015 اغتيل محافظُ عدن عن حكومة هادي اللواء جعفر سعد وثمانيةٌ من مرافقيه بتفجير استهدف موكبَه عند مرورِه من منطقة “جول مول” بحي تواهي عدن وغيرها من الحوادث التي لم تقفْ عند جعفر سعد وجحافي والإدريسي و الباخشي وشايع وطالت حتى القضاء.
فالقضاءُ بكوادره وبُنيته التحتية لطالما كان هدفاً للعدوان والتي ما كان اغتيالُ القاضي حسن علوان رئيسُ الشعبة الجزائية المتخصصة في محكمة استئناف عدن وتفجير المجمع القضائي بحوطة لحج إلا دلائل هذا الاستهداف.
استهدافٌ طال حتى الاقتصاد وكوادره فإلى جانب تعطيلِ المنشئات الصناعية والإنتاجية وتدمير بُنيته التحتية وتهجير رأس المال وسياسة التفقير يقومُ العدوان عبرَ أدواته باغتيال رجال الاعمال.
وفي إطار سعيه لنسف النسيج الاجتماعي أقدمت دول العدوان بالإيعاز لمرتزقتها على تهجير أَبْنَاء المناطق الشمالية ومصادَرة ممتلكاتهم في حالة وصفها محافظُ عدن بن حبتور بأنها “شيءٌ مُرعب ومُخيف ومُذهل، ونحنُ أمامَ قرار غير قانوني ولا إنْسَـاني ولا ديني ولا أخلاقي، بل إننا أمامَ مشهدٍ عُنصري خطير”.
ومع تنوُّعِ هذا الإجرام يُصبِحُ للقاعدة وداعش فخرَ تنفيذها والتي لا تلبث تبنّيها السريع لها عبر بيانات مجهولة المصدر وللعدوان فخر صناعتها ولا أَبْنَاء الجنوب سوء عواقبها وبحسَب المثل الشعبي “بخت الشريفة عمياء”.