عالقون في الكويت !!!
يمني برس- بقلم- عبدالله علي صبري
– يعيش النظام السعودي حالة تخبط وهو يتعامل مع كثير من الملفات الساخنة والمفتوحة، التي لم يألف مثيلاً لها من قبل. ويبدو جموح محمد بن سلمان أشبه بالمغامرة الخطرة، غير محسوبة النتائج.
فمن الواضح أن سياسة سلمان ونجله، تنطوي على رسالة جوهرية مفادها أن السعودية عازمة على الاشتباك المباشر في الحروب التي تتهدد أمنها القومي، بعد أن كانت تحارب بالوكالة. وقد اتخذت اليمن مسرحا لهذه السياسة الجديدة، في إطار اعتقاد ساذج مفاده أن تحالف العدوان يمكنه حسم المعركة في اليمن على الطريقة التي فعلها تحالف (عاصفة الصحراء) في عملية تحرير الكويت من الغزو الصدامي، إلا أن رياح الحرب جاءت على الضد من تقديرات سلمان ونجله.
ولتدارك خساراته المتصاعدة في اليمن رضخ بن سلمان لمطالب التهدئة ودعم الحل السياسي في اليمن، لكنه ما زال يتوهم أن بإمكانه تحقيق طموحاته عبر المسار التفاوضي، بعد أن عجزت القوة العسكرية. ولأن الوفد الوطني كان وما يزال صامدا في وجه آلاعيب الرياض ووفدها إلى مفاوضات الكويت، فإن سلمان ونجله ومرتزقتهما باتوا أشبه بالعالقين في الكويت.
كما دخلوا الحرب بلا رؤية، جاءوا إلى الكويت بلا رؤية أيضا، وعبثا حاولوا-ولازالوا- انتزاع اتفاقية اذعان واستسلام من جانب الوفد الوطني، بحيث تبدو الرياض وكأنها المنتصر في الحرب أو السلم، وهو ما يساعد على تحقيق طموحات سلمان المتعلقة بوراثة العرش، وتغيير تركيبة الحكم في الأسرة السعودية من المستوى الأفقي إلى الطريقة العمودية، بحيث يصبح محمد بن سلمان بمثابة المؤسس الثاني للدولة.
هكذا يمكن قراءة هروب بن سلمان إلى الأمام بالحديث عن السعودية في 2030 ، متجاهلا أن تداعيات الحروب المستعرة في المنطقة تنذر بتفكيك المملكة نفسها، وهذا ما نبهنا إليه بعد أيام من انطلاق ما يسمى بعاصفة الحزم العدوانية على اليمن العام الفائت.
ابجديات السياسة تقول، أن تنمية وتطوير أية دولة أو مجتمع يتطلب الحد الأدنى من الاستقرار والسلم الاجتماعي، ولأن أمن المنطقة بات متداخلا ومتلازما، فإن الرياض لن تنعم بالاستقرار فيما الدول المجاورة لها مشتعلة بالحروب، وهذه مسألة بديهية تتطلب من عقلاء الرياض العمل الحثيث على إطفاء الحرائق وترسيخ السلم في المنطقة ككل.
السعودية عالقة في اليمن، وفي سوريا وفي العراق، وهي فوق ذلك عالقة في مفاوضات الكويت ..ومع ذلك يغالط بن سلمان الشعب السعودي، وهو يرسم صورة وردية للمستقبل، فيما حاضر المملكة القاتم يجعل تصور وحدتها واستقراها في 2020 محل نظر!!!