نص الخطاب كاملا لقائد الثورة الموجه الى الشعب اليمني بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك
يمني برس-
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وأشهد أن لا الله الا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله خاتم النبيين,,
اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وآل محمد كما صليت وباركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد، وارضى اللهم برضاك عن أصحابه الاخيار المنتجبين وسائر عبادك الصالحين,,
أيها الاخوة والأخوات .. شعبنا اليمني المسلم العزيز,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتوجه الي شعبنا العزيز والي أمتنا العربية والاسلامية بالتبريك والتهاني بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك هذا الشهر الذي هو منحه من الله سبحانه وتعالى لعبادة وموسم عظيم وخير من مواسم البركة والخيارات، هذا الشهر الذي قال الله سبحانه تعالى في كتابة الكريم عن صيامه والغاية من صيامه وأهمية صيامه قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) وقال جل شأنه عن مسألة مهمة مرتبطة بهذا الشهر الكريم قال تعالى ( شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدى للناس وبيانات من الهدى والفرقان ),,
هذا الشهر المبارك بصيامه وأجوائه المباركة هو إراده الله سبحانه وتعالى كمعونة يعين بها هذا الإنسان وهداية لهذا الإنسان وترويض لهذا الانسان عونا له ليرتقي في سلم الكمال في سلم الخير محطة تربوية إيمانية مهمة على مستوى العام وهذا الفرض المهم الذي هو من فرائض الإسلام الكبرى له أهميته الكبيرة اذا اتجه الانسان بوعي وارادة جادة للاستفادة منه كما ينبغي وإلا فيمكن أن تضيع هذه الفرصة هذه الفريضة وأن لا يستفيد الانسان منها اذا لم يتعامل معها ويتجه للاستفادة منها بوعي.
صحيح نحن في واقعنا العام كمسلمين في كتاب الله سبحانه وتعالى وفي شرعة ودينة كثير من التعليمات والتوجيهات التي تهدف الي إصلاح هذا الانسان وتقويم سلوكه وتربيته التربية العظيمة التي تتجه به نحو الكمال والصلاح ليحيا في هذه الحياة الحياة الطبية وليتجه في مستقبله الأبدي عند الله سبحانه وتعالى نحو الفوز العظيم والفلاح الدائم والخير الأبدي.
من أهم المسائل التي حظيت بتركيز كبير في توجيهات الله وتعليمات الله سبحانه وتعالى مسألة التقوى، التقوى هي من أهم المسائل التي يحتاج الانسان اليها في واقع حياته توجه الأمر بالتقوى والتوجيه بالتقوى من الله سبحانه وتعالى إلى كل عبادة في موقع التكليف والمسئولية الي الأنبياء في مقامهم العظيم وتوجه أيضا الي المؤمنين والمؤمنات وتوجه الأمر بالتقوى إلى الناس كافة في مقام التكليف وموقع المسئولية.
التقوى أهميتها الكبيرة أنها تمثل الضابط المهم في واقع الانسان في سلوكه وتوجهاته ومواقفه كي تكون في الاتجاه الصحيح والاتجاه السليم بعيدا عن حالة الانفلات واللا مسئولية التي تجعل الانسان يتصرف في واقع الحياة ويتعاطى من موقع المسئولية ولكن على النحو الخطاء وفي الطريق غير الصحيح التصرفات التي لا تضبطها المبادي ولا تضبطها القيم ولا تحكمها الأخلاق وبالتالي ينتج عن تلك التصرفات من جانب الانسان المنفلتة غير المسئولة وغير المحكومة بالقيم والاخلاق ينتج عنها الكثير من الشرور في واقع الحياة على الانسان نفسه وعلى البشرية من حوله فيطبع الحياة بطابع الشر ويتسبب لنفسه اولاً ثما للبشرية من حوله ثانيا بقدر جنايته وبقدر تأثيرات دوره في الحياة يتسبب بالشقاء والعناء.
واذا عدنا إلى واقع البشرية وإلى ما تعانيه حتى على مستوى عصرنا وواقعنا وخصوصا في هذا الزمن الذي أصبح للإنسان فيه من الامكانيات والقدرات ما لربما لم يكن لغيره في كثير من العصور والازمان.
في هذا الزمن نجد أن البشرية أحوج ما تكون إلى التقوى وأننا في واقعنا الاسلامي ايضا أحوج ما نكون فيه إلى التقوى الحاجة للتقوى كضابط مهم يستقيم بالإنسان في حياته في سلوكه في أعماله في مواقفه في تصرفاته كافة حاجة ملحة جدا يحتاج اليها الانسان كانسان من موقعه الشخصي ثم الأمة كأمة الفرق كفرق الاتجاهات الشعوب التيارات الجميع بحاجة إلى التقوى.
وبالتقوى يمكن أن تعالج الكثير والكثير من مشاكل البشرية وأن تتعالى البشرية فوق الكثير وتسموا فوق الكثير من التصرفات والاتجاهات المخلة بحياتها وبسعادتها حين ما نأتي الي شهر رمضان المبارك الذي أراده الله أن يكون عملية ترويض أن يكون شيئا عمليا أداء عمليا واقعا عمليا يساعد الانسان على التحكم بنفسه وهو أول ما يحتاج اليه الانسان لتحقيق التقوى القدرة على ضبط نوازع النفس وتوجهات النفس ورغبات النفس وانفعالات النفس.
فبقدر ما يتمكن الإنسان من التحكم بحالاته الانفعالية بغرائزه برغباته بشهواته بانفعالاته كافة أي كانت نوعها رغبة او رهبة او عير ذلك بقدر ما يستطيع أن يكون في واقع الحياة مسئول يتعاطى بمسئولية عالية بعيدا عن النزق بعيدا عن الطمع بعيدا عن الأهواء التي جّرت الويلات والمصائب على الانسان نفسه وعلى الواقع من حوله فعملية الصيام التي ينضبط الانسان فيها ويكبح شهواته ورغباته تجاه مسائل مهمة لنفسه من الطعام والشراب والنكاح وغير ذلك هذه الحالة وهذه العملية تساعد الانسان على أن يكون قوي الارادة وقوي السيطرة وقوي التحكم بالنفس وقوي التحمل لما تحتاج اليه مسئولياته في الحياة.
لأن عملية التقوى فيها حاله انضباط والتزام واستقامة من جانب وفيها ترويض على قوة التحمل وقوة الصبر وقوة الارادة من جانب آخر.
ولهذا فهي على المستوى التربوي فهي عملية مهمة للغاية ولها أهميتها القصوى في بناء هذا الانسان ليؤدي دوره على أرقى مستوى فلذلك يعتبر هذا الشهر بصيامه وما فيه من الأجواء والبركات والارتباط الأقوى بهدى الله سبحانه وتعالى وبما فيه من البركات الإلهية التي تنزل على العباد وما فيه من الخيرات والرقة الموجودة في قلوب الناس والقرب إلى الله اكثر والقرب إلى فعل الخير اكثر له أهمية كبيرة.
ويعتبر رحمة من الله سبحانه وتعالى بعبادة جانب آخر لهذا الشهر المبارك وهو الهدى أن شهر رمضان شهد نزول أعظم نعمة أنعم الله بها على عبادة وهي القرأن الكريم نعمة الهدى فقال سبحانه وتعالى (شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدى للناس وبيانات من الهدى والفرقان).
والانسان يحتاج إلى التقوى ويحتاج إلى الهدى لا تستقيم التقوى بدون هدى يمكن للإنسان مثلاً أن ينطلق باندفاع ديني وإحساس بالمسئولية الدينية لكن من دون هدى من دون وعي صحيح دون معرفة صحيحة بالحق وبتعاليم الله المحقة وبالاتجاه الصحيح في الحياة.
ممكن للإنسان أن يغلط الغلط الكبير وأن يخطئ وينحرف ولكن بتدين بدافع تدين فيتجه في طريق الظلال بدافع التدين مخلصاً وجاداً في الخطأ في التصرف السيئ في الإنحراف فيخطئ فهناك تلازمة مهمة بين التقوى التي تحقق للإنسان الاستقامة وتقيه من تصرفاته اللامسؤولة التي ينتجه عنها الويلات والشقاء والعناء فتشكّل وقاية له من كل الشرور ومن كل المصائب، من كل الويلات ومن كل النكبات الناتجة عن التصرفات اللامسؤولة للإنسان تجاه نفسه وتجاه الآخرين من حوله، بالتقوى وبالهدى يستقيموا للبشرية أن تواكب مسيرتها في الحياة بشكل صحيح وبشكل سليم.
أتت هذه الفريضة كموسم سنوي يحتاج إليها الجميع الإنسان في واقع حياته بين أمرين إما أنه سائر في طريق الهداية ويتحلى بالتقوى في قيمها بانضباطها في الاحساس بالمسؤولية في الاتجاه في واقع الحياة من موقع المسؤولية والالتزام بها ولكن قد يخطئ قد ينحرف قد يتأثرالانسان يعيش في واقع حياته وتحيط به الكثير من المؤثرات في ما يواجهه في الحياة من مشاكل الحياة في صعوبات الحياة من رغبات الحياة الكثير من المؤثرات التي تحيط به قد تؤثر على نفسيته فيخطي هناك أو يزل هناك أو يتراجع هناك أو تفتر فيه حالة الاحساس بالمسئولية نوعا ما.
فهنا ضمن هذه المحطة السماوية يستعيد من جديد عزمه وقوة ارادته وتوجهه الصالح في الاتجاة الايجابي الذي يرضي الله سبحانة وتعالى وهو بمصلحة الانسان لضمان حياته الطيبة في وجوده في الدنيا او الانسان هو خارج في الأساس بالكامل عن خط الهداية وعن طريق الاستقامة والتعاطي بالتقوى والمسئولية هنا هو مدعوا ايضا أن الله يدعوا جميع عبادة كل عبادة في موضع التقدير يدعوهم إلى التقوى يحثهم على التقوى يرغبهم في التقوى.
لأن التقوى هي أمر يعني هذا الانسان لأنه يعني في ما يعنيه في ما يدل عليه في ما يوجه اليه ما يقي هذا الانسان من شرور وسيئات وعواقب أعماله السيئة لأن الأعمال السيئة للانسان للفرد كفرد وللمجتمع كمجتمع للأمم كأمم للدول كدول وللشعوب كشعوب للتيارات كتيارات كل الفئات البشرية لاعمالها السيئة لتصرفاتها الخاطئة نتائج سلبية في واقع الحياة ويلات ونكبات وشقاء ومعاناة وهكذا تعني التقوى ضبط واقع الانسان في تصرفاته في أعماله في مواقفه على النحو الذي يساعده للاستقامة فيقي نفسه من النتائج الحتمية واللازمة للتصرفات السيئة والسلبية.
اليوم نحن مدعون جميعا بدعوة الله المؤمنين كمؤمنين والمؤمنات في كل ارجاء المعمورة البشرية كافة في موقع التكليف نحن مدعوون للتقوى الله سبحانة وتعالى يقول (يا أيها الناس اتقوا ربكم ) الكثير والكثير من الآيات القرآنيه تدعونا جميعا إلى التقوى وتحثنا على التقوى وتجد أن الانبياء في ما حكاه الله عنهم في قرانه الكريم كان من أهم ما يركزون عليه دعوة أممهم إلى التقوى، من أهم ما يدعون اليه ويوجهون اليه ويرشدون اليه.
اليوم لو نأتي لنقيمّ واقعنا الاسلامي بشكل عام على مستوى أمتنا الاسلامية نجد ما أحوجنا إلى تقوى الله وما أحوجنا إلى الهدى، أن أهم ما تعانية أمتنا اليوم على متسواها العام في الشعوب والبلدان أو على نحو عام طبعا إنما تعانية ومن أكبر ما تعانيه عندما كان هناك انفصام في واقع الحياة في المواقف الكبرى وفي المسئوليات العامة انفصام عن التقوى وانفصام عن الهدى إلى حد كبير وطبعا الطابع العام أن حالة الانحراف وحالة الضياع وحالة الانفصام، هذه شاملة لكل أبناء الأمة معاذ الله هناك الكثير والكثير وهناك التوجهات الايجابية في واقع الامة لكن الطابع الذي قد طغى في واقع الأمة والذي هو مؤثر في واقع الأمة على الكثير والكثير من حكومات وأنظمة وملوك وأمراء وزعماء هو حالة الانفصام هذه المسئوليات العامة المواقف العامة القضايا الكبرى تفصل عن الهدى عن تعاليم الله عن توجيهات الله عن الضوابط الدينية والأخلاقية والمبدئية.
وكذلك على مستوى السياسات العامة والمواقف النتيجة هي أن نرى الكثير مثلا من ابناء أمتنا الاسلامية أن نرى الكثير من الدول من الحكومات تتجه في سياساتها العامة ومواقفها الرئيسية وتجاه قضايا مهمة جدا يترتب عليها حروب يترتب عليها سفك دماء يترتب عليها تبعات كثيرة جدا في واقع الناس يتجهون ليلحقوا بالركب الأمريكي والاسرائيلي، أي تقوى هذه أي سلوك في طريق الهداية اذا كانت دولة ما حكومة نظام ما حزب ما طائفة ما اتجاة ما أي اتجاة كان ينتسب إلى الاسلام ينتسب إلى القران ينتسب إلى اتباع النبي محمد ( صلوات الله عليه وعلى آله) ثم يقرر أن يسير في سياساته العامة وفي مواقفه الرئيسية تجاة القضايا الكبرى للأمة بكل ما سيترتب عليها من حروب ومن أحداث من سفك للدماء من سياسات عامة وتصرفات كثيرة وتفاصيل كثيرة أن يتجه الاتجاه الامريكي والاتجاه الاسرائيلي هذا لا يمثل الا انحراف حقيقياً وبكل وضوح وبكل تأكيد عن طريق الهداية وعن مسلك الحق وعن التقوى.
ما أبعد من يتجه هذا الاتجاة ما أبعده عن تقوى الله سبحانه وتعالى لقد سعي البعض إلى أن يجعل من الحالة الدينية حالة منحصرة على شكليات من الدين او فرائض محدودة من الدين فصلت عن واقع المسئولية عن المواقف عن السياسات العامة التي لها الأثر الكبير في حياة الناس وفي واقع الناس وتلامس واقع البشرية في أمنها واستقرارها وسعادتها أو شقائها ومعاناتها الكبيرة، هذه طامة هذه كارثة هذه مغالطة لا تنفع أولئك لا تنفع أولئك أننا جميعا اليوم ونحن في شهر في الصيام الذي من أهم غاياته التقوى.
نحن مدعوون جميعا ومعنيون جميعا إلى أن نراجع حساباتنا وأن نزن مواقفنا وقرارتنا وتصرفاتنا على أساس من التقوى وعلى أساس من الهدى.
حين ما يتجه البعض أي يتخذون ما يتخذونه من قرارت بدافع الكبر او الحقد ما أبعدهم عن التقوى ولا يلتفتون إلى ما تجنيه قرارتهم او مواقفهم على الأمة من حولهم ثم تبعاتها عليهم في الدنيا وفي الآخرة لأن الله يحاسب وهو سريع الحساب.
اليوم نحن مدعوون للتقوى من واقع الانسان الشخصي ومن محيطة الأقرب إلى الأمم كأمم إلى الشعوب كشعوب إلى الاتجاهات كاتجاهات بكل ما يحكمها أو بكل ما هي عليه من أطر او اعتبارات مدعوون لتقوى الله سبحانه وتعالى وسنجد أثر هذه التقوى كم ستصلح واقع حياتنا كم ستساعد على حل الكثير والكثير من مشاكلنا فاذا أنبنا إلى الله سبحانه وتعالى واتجهنا إلى الله سبحانة وتعالى بصدق وحرصنا على أن نسعى لأن نكون مهتدين بهدى الله وحاضرين لتعليماته وتوجهاته ومستبصرين بنوره وبيناته سنرى كيف سيتغير واقعنا وواقع البشرية من حولنا.
والمسئولية على نحو أكبر على المجتمع الاسلامي ومسئولية على نحو اكثر من غيره والمسئولية عليه أكبر من غيره بالتأكيد ثم وصولا إلى واقع الفرد كل فرد منا مدعو أن يراجع نفسه أن يحاسب نفسه قبل أن يقف موقف الحساب والسؤال يوم القيامة ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ) مدعو كل فرد منا بدعوة الله سبحانة تعالى الرحيم والرؤف مدعو ان يراجع نفسه ان يقيم نفسه ان يحاول ان يتلمس مواقع الخطاء وجوانب النقص لديه ومواقع التقصير لديه ليعالج كل ذلك ويتجه إلى الله بتوبة صادقة وإنابه صادقة وعمل صالح.
هذه من أهم ما يمكن أن نستفيد منه في هذا الشهر المبارك هذا الشهر ايضا هو يمثل فرصة مهمه للأمة في مواجهة التحديات مهما كانت هذه التحديات كبيرة شعبنا اليمن العزيز هو يعيش عامة الثانية وهو يواجه عدوانا ظالم غشوما لا مبرر له بأي حال من الأحوال ولا شرعية له على الاطلاق عدوان لم يتقيد باي قيود انسانية ولم يعد يلحظ بعين الاعتبار أي اعتبارات أي اخلاق أي قيم أي مبادئ أي تعليمات أي شي يفعل كل شي تجاوز كل البنود وكل الضوابط الانسانية والاخلاقية والقيمية تجاوز الدين وتجاوز الأنظمة والقوانين المتعارف عليها بين البشرية قتل آلاف الاطفال وآلاف النساء استباح كل شي استباح الشعب اليمني استهدف المدن واستهدف القرى واستهدف الاسواق استهدف المصالح العامة استهدف المطارات والموانئ والاسواق واستهدف كل مناحي الحياة.
لم ياخذ بعين الاعتبار أن يلحظ أي حدود للحرمات ولا للكرامة وللضوابط الشرعية وشعبنا اليمني واجه هذا العدوان بالصمود الكثير من ابناء هذا الشعب من كل فئاته ومن تياراته ومن كل توجهاته وقفت الموقف المشرف الموقف المسئول لتصدي لهذا العدوان والبعض تورط وانزلق فباعوا انفسهم باعوا شعبهم باعوا قيمهم باعوا دينهم ودنياهم ووقفوا الى صف العدوان ضد ابناء شعبهم باركوا كل ما يفعله المعتدي باركوا قتل الاطفال والنساء وباركوا قصف المدن والقرى باركوا قصف الاسواق وطبلوا وفرحوا وصفقوا وهللوا وفرحوا بكل تلك الجرائم الفرحة بحق امهاتهم واخواتهم واخوتهم وابناء قبائلهم وابناء مناطقهم فزغردوا وفرحوا وهللوا واستبشروا بتجرد تام وكامل عن القيم والاخلاق والانسانية.
فكانوا بذلك شاهدين على انفسهم بأنهم خلعوا رداء الانسانية والمشاعر الانسانية والاحاسيس الانسانية والقيم والاخلاق والدينية خلعوها تماما عن انفسهم البعض منهم عبّد نفسه تعبيد تاما وحل به الربق فأصبح رقا خاضعا خاشعا خانعا مستكين لؤلئك المعتدين الامريكيين ومن يدور في فلكهم من القوى الاقليمية البعض بدافع الطمع والسعي واللهث وراء مطامع الدنيا فعل ذلك البعض بذات الحصول على منصب والمنصب هذا ان يكون خادما أي منصب وخادما لمن خادما للمعتدين خادما للمجرمين خادما للمستكبرين خادما للكافرين والمنافقين ضد ابناء شعبه المسلم العزيز الحر.
ولذلك نلحظ ان شعبنا اليمني بقدر ما قاس وعانا نتيجة المعتدين من الخارج وعلى رأسهم الامريكيين ومعهم السعوديين وغيرهم ثم نتيجة ارتزاق وخيانة من ينتمي الى هذا البلد الى هذا الوطن واثار لنفسه ان يكون عميلا وان يتجه في ركب الآخرين ضد ابناء بلده تحت عناوين زائفة وعناوين لا اساس لها ولا مصداقية لها في الواقع شعبنا عانا الكثير ويعاني الكثير ولا يزال يعاني الكثير فدفع الثمن الباهظ لكنه لو عانى ما عانى ولو ضحى ما ضحى ولو قدم ما قدم هو في موقف الحق في الموقف الصحيح في الموقف السليم انه يدافع عن نفسه عن عرضه عن كرامته عن قيمة عن أخلاقة عن حريته عن استقلاله وفي الموقف الصحيح وهذا قدره هذا قدره شعبنا اليمني ليس هو في الموقف الذي يعتبر موقف فضولي او موقف اعتباطي لم يكون له ضرورة لا الاخرون هم الذي اتخذوا قرار العدوان فأتوا ليعتدوا ليحتلوا ليدمروا ليعبثوا ليحاصروا هم الذين موقفهم ظالم وغشوم واعتباطي وكبرياء لا ضرورة له أبدا كبر وحقد وطغيان واجرام لا ضرورة له.
أما شعبنا اليمني فهو معني بكل الأحوال أن يدافع عن نفسه عن حريته هو يقتل فهل يبقى هكذا ليقتل دون ان يكون له موقف أرضه تستحل تحتل هل يبقى هكذا متفرجا يحتلوا كل بلده يحاصر يضايق هل يبقى هكذا متفرجا لا قدره ومسئوليته وما يقتضيه ايمانيه وهو يمن الايمان ما تقتضيه حكمته وهو يمن الحكمة أن يتحرك بكل جد بكل عزم بكل ثبات بإرادة قوية وبتضحية وبصبر على كل المعاناة ليدافع ليواجه كل هذه الأخطار كل هذه التحديات وأن يقف ويتصدى لأولئك المجرمين الذي بدون حق أتوا ليعتدوا عليه ويتحلوا أرضه ويقتلوا ابناءه فكان من لازم المسئولية ومن مقتضى الفطرة ومن واجب الدين ان يقف موقف الثبات وان يتصدى لهذا العدوان وطالما استمر هذا العدوان بحصاره وغارته واعتداءاته وكل تفاصيله الاجرامية فإن شعبنا اليمني معني وله الحق في ذلك ومسئول أمام الله تعالى بأن يتصدى لؤلئك المجرمين.
إن الله لا يأذن لعباده المؤمنين لا يأذن لشعبنا أن يقف مكتوف الايدي وخانع ومستكين لأولئك ليفعلوا به كل ما يشاءون ويريدون ليتفرج تجاه جرائم القتل والابادة الجماعية والتدمير الشامل وكل تلك الجرائم ليقف مكتوف الايدي ومتفرجا يصرخ ويصيح ولا يفعل شي لا مقتضى الايمان مقتضى الحق والواجب الديني يفرض على ابناء شعبنا انه طالما كان هناك عدوان ان يتصدوا لهذا العدوان ان يقفوا بوجه أولئك المعتدين هذا هو الايمان هذه هي الانسانية هذه هي الحرية هذه هي الكرامة.
وشعبنا شعب الايمان وشعب الكرامة وشعب العزة وشعبنا اليمني العزيز والكثير من الاحرار والشرفاء من كل التيارات والاتجاهات وفقت لهذا الموقف بينما للاسف الشديد ضاع البعض أضاعوا انفسهم أضاعوا مستقبلهم أضاعوا تاريخهم واختاروا لانفسهم ان يقفوا الموقف الذي وقفه كل الخونة على مدى التاريخ لو نأتي الى تاريخ بلدنا بلدنا الى تاريخ اليمن وهو تعرض في ما مضى من التاريخ لاعتداءات والاحتلال و لغزوا اجنبي تقرأ تاريخ شعبنا العزيز فيما واجه في الماضي نجد ان موقف الخونة الذي باعوا اوطانهم وشعوبهم ووقفوا مع الاجنبي المحتل مناصرين له وقفوا في صفه فقاتلوا ابناء شعبهم وغدروا بهم ووقفوا مع الاجنبي ناصروه قاتلوا معه ضحوا معه وفعلوا كل شي معه وأساءوا الى ابناء بلدهم لصالحه كانت مبرراتهم وأقاويلهم وادعاتهم وعناوينهم لا تختلف كثيرا عن ما يفعله خونة العصر الذين خانوا بلدهم مرتزقة هذه الاحداث الذين وقفوا الموقف السيئ.
لكن هل شفع لهم التاريخ هل سجلهم بتلك العناوين التي حملوها يوم وقفوا مع المتعدي الاجنبي على بلدهم مع الغازي الخارجي على بلدهم هل سجلهم التاريخ بعناوينهم تلك لا لم يسجلهم بتلك العناوين كل الخونة قدموا لأنفسهم عناوين معينة تبريره جعلوا منها لحاف يغطون به خيانتهم الشنيعة السوداء لكن التاريخ دائما يسجلهم كعملاء وقفوا ضد بلدهم وكخونة خانوا شعوبهم وهذا ما حصل في تاريخ بلدنا وفي تاريخ بقية الشعوب والبلدان الذي عانت من الغزو الاجنبي والخارجي. اننا اليوم ونحن في بلدنا العزيز نواجه هذه التحديات بكل ما فيها معنيون ومدعوين لان نستفيد من هذا الشهر الكريم لنكسب منه الطاقة اللازمة الطاقة الايمانية حينما نرجع في هذا لشهر الى الله سبحانه وتعالى بكل ما فيه من ما يساعد على ان الانسان واكثر من غير شهر رمضان يزداد ايمان ويزداد وعي ويزداد قوة أرادة ويزداد احساس بالمسئولية وتتمكن فيه أرادة الخير والقيم العظيمة والنبيلة والايمانية اننا بهذا نتستطيع ان نواجه التحديات مهما كانت هذه التحديات ان ما نكتسبه من صبر وقوة ايمانية وارتباط بالله سبحانه وتعالى وسمو للروح والوجدان انه يساعدنا أيها الاخوة والاخوات على مواجهة هذه التحديات وعلى ان نستعين بالله لينصرنا على أولئك المتكبرين والمتجبرين والمعتدين المصيرين على عدوانهم وان شعبنا اليوم معني بأن يكتسب من طاقة هذا الشهر وبركات هذا الشهر وعطاء هذا الشهر المعنوي والايماني ما يساعده على الصبر وقوة الصمود وقوة الثبات.
ونحن اليوم معنيون ايضا ان نكثف جهودنا في هذا الشهر الكريم على كل المستويات أولا على مستوى الجبهة التعبوية انني اوجه ندائي الى كل العلماء والمثقفين والمفكرين وخطباء وأئمة المساجد ان يكثفوا جهودهم بشكل أكبر بهذا الشهر الكريم وان يقدموا من خلال القران الكريم وتعاليم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهدى الله تعالى ما يساعد على تعزيز حالة الصمود وأن يقدموا من خلال هدى الله سبحانه وتعالى ما يزيد المجتمع وعي وبصيرة في مواجهة كل التضليل الفكري والثقافي والاعلامي وخصوصا ان هناك حرب اعلامية شرسة يقودها المعتدون ويتحرك بها المعدون ضد شعبنا العزيز لذلك فالجبهة التعبوية التي تسعى لرفع المعنويات وتعزيز حالة الصمود المعنوي وزيادة منسوب مستوى الاحساس بالمسئولية والاتجاه الجاد وتعزيز القيم الايمانية والثوابات والمبادئ المحقة هذه كلها مساءل مهمة جدا وهذا هو واجب ومسئولية ملقاة على عواتق العلماء وعلى عواتق خطباء المساجد والمثقفين والمفكرين و الاكاديميين وكل المقتدرين في هذا المجال من المفترض ان تكثف وتتضافر في هذا الشهر المبارك وان يكون النشاط التعبوي والمعنوي والتثقيفي بشكل مكثف في هذا الشهر المبارك وشهر رمضان هو شهر النور الانسان فيه اقرب ما يكون الى ان يكسب الوعي وان يستبصر وان يستنير فهم جدا من خلال القرآن الكريم وهدى الله وتعاليم الاسلام ان تكثف الجهود في هذا الاتجاه ثم على مستوى فعل الخير والاحسان هناك الكثير من الاعباء والمعاناة نتيجة للعدوان وهي في الواقع شاملة في واقع العالم الاسلامي كافة حتى الدول التي ليس بها عدوان هناك معاناة ما بلك بشعبنا المكلوم والمجروج والمعاني والمحارب والمعتدى عليه والمحاصر.
الكثير والكثير من الفقراء الكثير من اسر الشهداء من اسر المرابطين من الجرحى والمعاقين الكثير من ابناء المجتمع الذين يعانون من الفقر نتيجة الحصار ونتيجة الظروف التي أنتجها العدوان في واقع شعبنا وحياة شعبنا ان كل ذوي المال والاقتدار المادي عليهم مسئولية من الله سبحانه وتعالى ومقتضى الايمان ومقتضى اجواء هذا الشهر المبارك ان يتجهوا بإرادة فعل الخير وبالاحسان الى كل هذه الفئات المحتاجه وان تتضافر جهود الجميع بهذا السبيل وفي سياق ان تقدم الى كل المعانين موائد الخير والألطاف والاحسان وكل المتطلبات الانسانية التي هم في امس الحاجة إليها ان من يتجه بدافع الخير بدافع الايمان بدافع التقوى ونحن في شهر التقوى انه لا بد ان يأخذ في عين الاعتبار هذا الجانب وان الكل على مستوى سلطات الدولة وعلى مستوى رجال المال والاعمال على مستوى الميسورين على مستوى الجميع حتى المؤمن الذي هو عسير الحال الذين ينفقون في السراء والضراء الجميع معنيون ومدعوون لان يتعاطون بايجابية عاليه ان تكون حالة التكافل الاجتماعي والاحسان والانفاق حالة عامة هناك الكثير من الذين يعانون بشكل كبير من نتائج هذا العدوان الغاشم والظالم على مستوى العناية بأمر السجناء هنا ان أتوجه الى كل الجهات الرسمية وكل ميسورين الحال ان يلتفتون الى السجناء وان يهتموا بالعناية بأمر السجناء للافراج عن كل من يمكن الافراج عنهم من من يمكن ان يكونوا قد استقاموا من من يمكن عليهم مثلا قضايا مالية وجاء من يتبرع عنهم احسان وتفضلا او من لهم مشاكل مرتبطة بقضايا معينة يمكن حلها او اصلاحها السجون هي مزدحمة بفعل الماضي وما كان فيه من مشاكل كثيرة وبفعل ما جناه العدوان من محاولة لاستمالة المرتزقة واستمالة المعانين اقتصاديا ومحاولة التأثير عليه.
وأنا اؤكد انه من الممكن للكثير من منهم معتقلين على خلفية ذهابهم للجبهات المعادية ومشاركتهم في القتال هناك ثم عادوا الى مناطقهم ان تحل مشاكلهم من خلال ضمانات من الوجهات والشخصيات الاجتماعية والعناية بهم كي لا يغرر بهم مستقبلا.
كما نتحدث عن اسر الاسرى الذي هم اسرى لدى العدو والمعتدين والمرتزقة هؤلاء لهم حق على الناس ان يعتنوا بهم وان يهتموا بأمرهم وكنا نتمنى من جانب المرتزقة والعملاء ومن جانب قوى العدوان ان تراعي الحالة الانسانية في هذا الشهر المبارك وبركة هذا الشهر وقداسة هذا الشهر ولو شكليا لانه لا يهمهم قيم الخير لا تهمهم قيم الخير ولا يهمهم أي شي ايجابي هم معتدون ومتجبرون ومستكبرون وظالمون لكن ولو شكليا اليس يهمهم اعلاميا ان يتظاهروا بأن لديهم شي من الخير او فيهم شي من الانسانية.
كان من مقتضى الانسانية ان يشهد ملف الاسرى انفراج مع قدوم شهر رمضان وكان هذا لمصلحة الاسرى من الطرفين الاسرى لدى المرتزقة وقوى العدوان والاسرى لدى الجيش واللجان الشعبية من أولئك لو كنا نحرص في ملف الاسرى في الحوار في الكويت والمفاوضات في الكويت ان يشهد انفراج حقيقا وقدمنا لكثير من العروض على المستوى الكامل ان يكون هناك عملية تبادل للاسرى بكلهم من الطرفين او اذا لم يستسيغوا ذلك الذين هم دول العدوان والمرتزقة اذا لم يستسيغوا ذلك فعلى الاقل النصف او الثلث او أي عدد ممكن يعني كنا على الدوام من جانبا مستعدين ونتعاطى ايجابيا لحل هذا الملف بشكل كامل وسعينا على المستوى الجزئي وعلى المستوى الشامل الى ان يحدث انفراج لكن أولئك الذين لا خير فيهم ولا انسانية لديهم لن يكونوا حريصين حتى على اسراهم لدى الجيش واللجان الشعبية يعني ما عندهم مشكلة ما عندهم احساس ووجدان انساني حتى يحرصوا ويستذكروا ان الاسرى بشكل عام من هنا ومن هناك لديهم اسرى لديهم اهالي ينتظرون عدوتهم.
واتوجه هنا الى اسر الاسرى انه مهما يكن اذا افترضنا ولم يتعاطى أولئك بأي تفاهم ولم يستجيبوا لنداء العقل والضمير والوجدان فأن مسئوليتكم هي الصبر هناك اسرى لطرف الآخر لدى الجيش واللجان الشعبية ومصير هؤلاء الاسرى مرهون بمصير الاسرى لدى أولئك فكونوا مطمئنين هناك اسرى حتى من الشخصيات المهمة لدى الطرف الاخر هم موجودين ومصيرهم مرتهن بالافراج عن اسرى الشعب اليمني واسرى الجيش واللجان الشعبية.
كما اتوجه بالنصح لقوى العدوان المرتزقة لمصلحة الحوار وللمصلحة العامة وكذلك من باب الانسانية ان يحدث انفراج في هذا الملف ما الذي يجعلكم متعنتين عن الاستجابة لحل هذا الملف ما الذي يجعلكم اليس هذا شاهد على قلة الخير او انعدام ارادة الخير لديكم على عدم مبالاتكم حتى بأسر اسراكم فتصلبكم هذا ليس له مبرر لا انساني ولا اخلاقي ولا حتى حربي حتى لو افترضنا انكم مصرين على استمرار الحرب يعتاد الكثير ان يكون هناك عملية تبادل اسرى حتى في ظروف الحرب فما بالك بظروف نفترض فيها ان هناك حوار يهدف الى حل المشكلة ان المصلحة بكل الاعتبارات والمقاييس هي بأن يكون هناك انفراج في ملف الاسرى.
اتوجه ايضا في هذا الشهر المبارك الى الاخوة من ابطال الجيش واللجان الشعبية الى أولئك المجاهدين في كل جبهات القتال الذين يتصدون الى العدوان الظالم الهادف الى احتلال بلدنا بكله اقول لهم ان اقدس ميدان واشرف ميدان واشرف واقع يعيشه الانسان فيه اجواء شهر رمضان المبارك صياما وطاعة وقربة الى الله تعالى وسماعا وتلاوة لايات كتابه هو ميدانكم انه المحراب الاقدس والمسجد الاشرف انه حيث انتم ترابطون في الوديان والجبال والشعوب من قمم الجبال الى بطون الوديان الى الصحارى في كل جبهات القتال انك حيث انتم في اعظم ميدان قربة الى الله سبحانه وتعالى ان من ورائكم من ابناء هذ الشعب من رجاله ونسائه من المستضعفين فيه من كل اطيافه وفئاته انهم يعيشون نعمة الحرية والاستقلال بوجودكم انتم في ميدان القتال وانت تقطعون عنهم محاولة الاحتلال الرامية الى ان يتحول بلدنا فلسطين اخرى حيث انتم اليوم انتم في ميدان عبادة لله سبحانه وتعالى وقربة عظيمة الى الله سبحانه وتعالى اصمدوا واثبتوا واستمروا في مرابطتكم انتم في الميدان.
القربة الى الله سبحانه وتعالى التي لا تساويها قربة اخرى الدفاع عن شعب بأكمله عن حريته عن استقلاله عن عزته لا احد يتخيل ما يمكن ان يلحق بهذا الشعب لو تمكن المعتدون من احتلال البلد بكله أي ماثم واي كوارث واي نكبات وويلات ستحل بابناء هذا الشعب الاطراف وقوى الشر المتكالبة على هذا البلد من بلاك ووتر الامريكية الى الدواعش والتكفيريين كلهم ليسو سواء أيادي للشر وأيادي للإجرام ايادي شيطانية مجرمة لا تعرف معنى للاخلاق ولا للقيم ولا للانسانية أولئك المعتدون ما الذي يريدونه من شعبنا من يمن الايمان من يمن الحكمة الاذى الظلم القهر الاضطهاد الاستعباد متفرجاً لا قدره ومسؤوليته، وما يقتضيه إيمانه وهو يمن الإيمان، ما تقتضيه حكمته وهو يمن الحكمة، أن يتحرك بكل جدٍّ، بكل عزمٍ، بكل ثبات، بإرادة قوية، وبتضحيةٍ وبصبرٍ على كل المعاناة؛ ليدافع، ليواجه كل هذه الاخطار، كل هذه التحديات، وأن يقف ويتصدى لأولئك المجرمين، الذين بدون حق أتوا ليعتدوا عليه، ويحتلوا أرضه، ويقتلوا ابناءه.. فكان من لازم المسؤولية، ومن مقتضى الفطرة، ومن واجب الدين أن يقف موقف الثبات، وأن يتصدى لهذا العدوان. وطالما استمر هذا العدوان بحصاره وغارته واعتداءاته وكل تفاصيله الإجرامية، فإن شعبنا اليمني معني -وله الحق في ذلك- ومسؤول أمام الله تعالى بأن يتصدى لأولئك المجرمين. إن الله لا يأذن لعباده المؤمنين، لا يأذن لشعبنا أن يقف مكتوف الأيدي، وخانع ومستكين لأولئك، ليفعلوا به كل ما يشاؤون ويريدون، ليتفرج تجاه جرائم القتل والإبادة الجماعية والتدمير الشامل، وكل تلك الجرائم ليقف مكتوف الأيدي، ومتفرجاً يصرخ ويصيح ولا يفعل شيئاً، لا. مقتضى الإيمان، مقتضى الحق والواجب الديني يفرض على أبناء شعبنا أنه طالما كان هناك عدوان أن يتصدوا لهذا العدوان، أن يقفوا بوجه أولئك المعتدين، هذا هو الإيمان، هذه هي الإنسانية، هذه هي الحرية، هذه هي الكرامة، وشعبنا شعب الإيمان وشعب الكرامة وشعب العزة، وشعبنا اليمني العزيز والكثير من الأحرار والشرفاء، من كل التيارات والاتجاهات، وفقت لهذا الموقف، بينما للأسف الشديد ضاع البعض، أضاعوا أنفسهم، أضاعوا مستقبلهم، أضاعوا تاريخهم، واختاروا لأنفسهم أن يقفوا الموقف الذي وقفه كل الخونة على مدى التاريخ. لو نأتي إلى تاريخ بلدنا، إلى تاريخ اليمن -وهو تعرض في ما مضى من التاريخ لاعتداءاتٍ ولإحتلالٍ و لغزوٍ أجنبي-، تقرأ تاريخ شعبنا العزيز فيما واجه في الماضي، نجد أن موقف الخونة الذين باعوا أوطانهم وشعوبهم ووقفوا مع الأجنبي المحتل، مناصرين له، وقفوا في صفه، فقاتلوا أبناء شعبهم وغدروا بهم، ووقفوا مع الأجنبي، ناصروه، قاتلوا معه، ضحوا معه، وفعلوا كل شيءٍ معه، وأساؤوا إلى أبناء بلدهم لصالحه.. كانت مبرراتهم وأقاويلهم وادعاءاتهم وعناوينهم لا تختلف كثيراً عن ما يفعله خونة العصر الذين خانوا بلدهم، مرتزقة هذه الأحداث، الذين وقفوا الموقف السيئ، لكن هل شفع لهم التاريخ؟ هل سجلهم بتلك العناوين التي حملوها يوم وقفوا مع المعتدي الأجنبي على بلدهم؟ مع الغازي الخارجي على بلدهم؟ هل سجلهم التاريخ بعناوينهم تلك؟ لا، لم يسجلهم بتلك العناوين، كل الخونة قدموا لأنفسهم عناوين معينة، تبريرية، جعلوا منها لحافاً يغطون به خيانتهم الشنيعة السوداء، لكن التاريخ دائماً يسجلهم كعملاء وقفوا ضد بلدهم، وكخونة خانوا شعوبهم، وهذا ما حصل في تاريخ بلدنا، وفي تاريخ بقية الشعوب والبلدان، التي عانت من الغزو الأجنبي والخارجي، أننا اليوم ونحن في بلدنا العزيز، نواجه هذه التحديات بكل ما فيها، معنيون ومدعوين لأن نستفيد من هذا الشهر الكريم، لنكسب منه الطاقة اللازمة، الطاقة الإيمانية، حينما نرجع في هذا الشهر إلى الله سبحانه وتعالى بكل ما فيه، مما يساعد على أن الإنسان وأكثر من غير شهر رمضان يزداد إيماناً ويزداد وعياً ويزداد قوة إرادة، ويزداد إحساساً بالمسؤولية.. وتتمكن فيه إرادة الخير والقيم العظيمة والنبيلة والإيمانية اننا بهذا نستطيع ان نواجه التحديات مهما كانت هذه التحديات، ان ما نكتسبه من صبر وقوة ايمانية وارتباط بالله سبحانه وتعالى وسمو للروح والوجدان انه يساعدنا أيها الإخوة والأخوات على مواجهة هذه التحديات، وعلى ان نستعين بالله؛ لينصرنا على أولئك المتكبرين والمتجبرين والمعتدين، المصرين على عدوانهم، وان شعبنا اليوم معني بأن يكتسب من طاقة هذا الشهر وبركات هذا الشهر وعطاء هذا الشهر المعنوي والايماني، ما يساعده على الصبر وقوة الصمود وقوة الثبات.. ونحن اليوم معنيون أيضا ان نكثف جهودنا في هذا الشهر الكريم، على كل المستويات، أولاً على مستوى الجبهة التعبوية، إنني أوجه ندائي الى كل العلماء والمثقفين والمفكرين وخطباء وأئمة المساجد ان يكثفوا جهودهم بشكل أكبر بهذا الشهر الكريم، وان يقدموا من خلال القرآن الكريم وتعاليم النبي صلى الله عليه واله وسلم، وهدى الله تعالى ما يساعد على تعزيز حالة الصمود، وان يقدموا من خلال هدى الله سبحانه وتعالى ما يزيد المجتمع وعياً وبصيرةً في مواجهة كل التضليل الفكري والثقافي والاعلامي، وخصوصاً ان هناك حرباً إعلامية شرسة، يقودها المعتدون ويتحرك بها المعدون ضد شعبنا العزيز، لذلك فالجبهة التعبوية التي تسعى لرفع المعنويات، وتعزيز حالة الصمود المعنوي، وزيادة منسوب مستوى الاحساس بالمسؤولية، والاتجاه الجاد، وتعزيز القيم الايمانية والثوابت والمبادئ المحقة، هذه كلها مسائل مهمة جدا، وهذا هو واجب ومسؤولية ملقاة على عواتق العلماء، وعلى عواتق خطباء المساجد والمثقفين والمفكرين و الاكادميين، وكل المقتدرين في هذا المجال. من المفترض ان تكثف وتتظافر في هذا الشهر المبارك، وان يكون النشاط التعبوي والمعنوي والتثقيفي بشكل مكثف في هذا الشهر المبارك، وشهر رمضان هو شهر النور، الانسان فيه اقرب ما يكون الى ان يكسب الوعي، وان يستبصر، وان يستنير فهم جدا من خلال القران الكريم وهدى الله وتعاليم الاسلام، ان تكثف الجهود في هذا الاتجاه.. ثم على مستوى فعل الخير والاحسان هناك الكثير من الاعباء والمعاناة نتيجة للعدوان وهي في الواقع شاملة، في واقع العالم الاسلامي كافة، حتى الدول التي ليس بها عدوان هناك معاناة بشعبنا المكلوم والمجروج والمعاني، والمحارب والمعتدى عليه، والمحاصر. الكثير والكثير من الفقراء، الكثير من اسر الشهداء، من اسر المرابطين، من الجرحى والمعاقين، الكثير من ابناء المجتمع الذين يعانون من الفقر؛ نتيجة الحصار، ونتيجة الظروف التي أنتجها العدوان في واقع شعبنا، وحياة شعبنا، ان كل ذوي المال والاقتدار المادي عليهم مسؤولية من الله سبحانه وتعالى، ومقتضى الايمان، ومقتضى اجواء هذا الشهر المبارك، ان يتجهوا بإرادة فعل الخير، وبالاحسان الى كل هذه الفئات المحتاجة، وان تتظافر جهود الجميع بهذا السبيل/ وفي سياق ان تقدم الى كل المعانين موائد الخير والألطاف والاحسان، وكل المتطلبات الانسانية التي هم في أمسِّ الحاجة إليها، ان من يتجه بدافع الخير، بدافع الايمان، بدافع التقوى، ونحن في شهر التقوى، انه لا بد ان ياخذ في عين الاعتبار هذا الجانب، وان الكل على مستوى سلطان الدولة، وعلى مستوى رجال المال والاعمال، على مستوى الميسورين، على مستوى الجميع، حتى المؤمن الذي هو عسير الحال، الذين ينفقون في السراء والضراء، الجميع معنيون ومدعوون لان يتعاطوا بايجابية عالية، ان تكون حالة التكافل الاجتماعي والاحسان والانفاق حالة عامة.. هناك الكثير من الذين يعانون بشكل كبير من نتائج هذا العدوان الغاشم والظالم على مستوى العناية بأمر السجناء، هنا أنا أتوجه الى كل الجهات الرسمية، وكل ميسوري الحال، ان يلتفتوا الى السجناء، وان يعنوا بالعناية بأمر السجناء للافراج عن كل من يمكن الافراج عنهم، من من يمكن ان يكونوا قد استقاموا، من من يمكن عليهم مثلا قضايا مالية وجاء من يتبرع عنهم؛ احساناً وتفضلاً، او من لهم مشاكل مرتبطة بقضايا معينة يمكن حلها او اصلاحها. السجون هي مزدحمة بفعل الماضي، وما كان فيه من مشاكل كثيرة، وبفعل ما جناه العدوان من محاولة لاستمالة المرتزقة واستمالة المعانين اقتصادياً، ومحاولة التأثير عليه، وأنا أؤكد أنه من الممكن للكثير من منهم معتقلين على خلفية ذهابهم للجبهات المعادية ومشاركتهم في القتال هناك ثم عادوا الى مناطقهم ان تحل مشاكلهم، من خلال ضمانات، من الوجهات والشخصيات الاجتماعية، والعناية بهم، كي لا يغرر بهم مستقبلا.. كما نتحدث عن اسر الاسرى الذي هم اسرى لدى العدو والمعتدين والمرتزقة، هؤلاء لهم حق على الناس ان يعتنوا بهم وان يهتموا بأمرهم، وكنا نتمنى من جانب المرتزقة والعملاء، ومن جانب قوى العدوان، ان تراعى الحالة الانسانية في هذا الشهر المبارك، وبركة هذا الشهر، وقداسة هذا الشهر، ولو شكليا؛ لانه لا يهمهم قيم الخير، لا تهمهم قيم الخير، ولا يهمهم أي شي ايجابي، هم معتدون ومتجبرون ومستكبرون وظالمون، لكن ولو شكليا، أليس يهمهم اعلاميا ان يتظاهروا بأن لديهم شيء من الخير، او فيهم شيء من الانسانية؟ كان من مقتضى الانسانية ان يشهد ملف الاسرى انفراجاً مع قدوم شهر رمضان، وكان هذا لمصلحة الاسرى من الطرفين، الاسرى لدى المرتزقة وقوى العدوان، والاسرى لدى الجيش واللجان الشعبية من أولئك، لو كنا نحرص في ملف الاسرى في الحوار في الكويت والمفاوضات في الكويت ان يشهد انفراجاً حقيقاً، وقدمنا الكثير من العروض على المستوى الكامل ان يكون هناك عملية تبادل للاسرى بكلهم من الطرفين، او اذا لم يستسيغوا ذلك الذين هم دول العدوان والمرتزقة، اذا لم يستسيغوا ذلك فعلى الاقل النصف او الثلث او أي عدد ممكن، يعني كنا على الدوام من جانبنا مستعدين ونتعاطى ايجابيا لحل هذا الملف بشكل كامل، وسعينا على المستوى الجزئي وعلى المستوى الشامل الى ان يحدث انفراج، لكن أولئك الذين لا خير فيهم ولا انسانية لديهم لن يكونوا حريصين حتى على اسراهم لدى الجيش واللجان الشعبية، يعني ما عندهم مشكلة، ما عندهم احساس ووجدان انساني حتى يحرصوا ويستذكروا ان الاسرى بشكل عام من هنا ومن هناك، لديهم اسرى، لديهم اهالي ينتظرون عودتهم. واتوجه هنا الى اسر الاسرى انه مهما يكن اذا افترضنا ولم يتعاطى أولئك باي تفاهم، ولم يستجيبوا لنداء العقل والضمير والوجدان، فإن مسؤوليتكم هي الصبر، هناك اسرى للطرف الاخر لدى الجيش واللجان الشعبية، ومصير هؤلاء الاسرى مرهون بمصير الاسرى لدى أولئك، فكونوا مطمئنين، هناك اسرى حتى من الشخصيات المهمة لدى الطرف الاخر هم موجودين ومصيرهم مرتهن بالافراج عن اسرى الشعب اليمني واسرى الجيش واللجان الشعبية، كما اتوجه بالنصح لقوى العدوان والمرتزقة لمصلحة الحوار وللمصلحة العامة، وكذلك من باب الانسانية ان يحدث انفراج في هذا الملف، ما الذي يجعلكم متعنتين عن الاستجابة لحل هذا الملف؟! ما الذي يجعلكم اليس هذا شاهد على قلة الخير او انعدام ارادة الخير لديكم؟ على عدم مبالاتكم حتى بأسر اسراكم؟ فتصلبكم هذا ليس له مبرر لا انساني ولا اخلاقي ولا حتى حربي، حتى لو افترضنا انكم مصرين على استمرار الحرب، يعتاد الكثير ان يكون هناك عملية تبادل اسرى حتى في ظروف الحرب، فما بالك بظروف نفترض فيها ان هناك حوار يهدف الى حل المشكلة ان المصلحة بكل الاعتبارات والمقاييس هي بأن يكون هناك انفراج في ملف الاسرى.. اتوجه ايضا في هذا الشهر المبارك الى الإخوة من ابطال الجيش واللجان الشعبية، الى أولئك المجاهدين في كل جبهات القتال الذين يتصدون الى العدوان الظالم، الهادف الى احتلال بلدنا بكله، اقول لهم: إن أقدس ميدان، واشرف ميدان، واشرف واقع يعيشه الانسان فيه، اجواء شهر رمضان المبارك، صياماً وطاعةً وقربةً الى الله تعالى، وسماعاً وتلاوة لآيات كتابه، هو ميدانكم، انه المحراب الاقدس، والمسجد الاشرف، انه حيث انتم، ترابطون في الوديان والجبال والشعوب، من قمم الجبال الى بطون الوديان الى الصحارى، في كل جبهات القتال، انكم حيث انتم في اعظم ميدان قربة الى الله سبحانه وتعالى، ان من ورائكم من ابناء هذ الشعب من رجاله ونسائه من المستضعفين فيه، من كل اطيافه وفئاته، انهم يعيشون نعمة الحرية والاستقلال، بوجودكم انتم في ميدان القتال وانت تقطعون عنهم محاولة الاحتلال الرامية الى ان يتحول بلدنا فلسطين اخرى، حيث انتم اليوم انتم في ميدان عبادة لله سبحانه وتعالى، وقربة عظيمة الى الله سبحانه وتعالى، اصمدوا واثبتوا واستمروا في مرابطتكم، انتم في الميدان القربة الى الله سبحانه وتعالى التي لا تساويها قربة اخرى، الدفاع عن شعب بأكمله، عن حريته، عن استقلاله، عن عزته، لا أحد يتخيل ما يمكن ان يلحق بهذا الشعب لو تمكن المعتدون من احتلال البلد بكله!! أي ماثم واي كوارث واي نكبات وويلات ستحل بابناء هذا الشعب.. الاطراف وقوى الشر المتكالبة على هذا البلد من بلاك ووتر الامريكية الى الدواعش والتكفيريين، كلهم ليسو سوى أيادي للشر وأيادي للإجرام، أيادي شيطانية مجرمة لا تعرف معنى للاخلاق ولا للقيم ولا للانسانية، أولئك المعتدون ما الذي يريدونه من شعبنا، من يمن الايمان، من يمن الحكمة، الأذى، الظلم، القهر، الاضطهاد، الاستعباد وقيم هذا الشعب وكرامة هذا الشعب وإيمان هذا الشعب يأبى له والله أن يقبل بذلك، يأبى له أن يقبل بذلك أبدا، حينما نأتي إلى الممارسات الجائرة لأولئك حتى على المستوى الاقتصادي، قيود فرضوها على النشاط التجاري والاقتصادي لهذا البلد لا تستند إلى شيء بتاتا، لا قرارات مجلس أمن ولا أي أنظمة وقوانين بين البشر، ولا تعاليم السماء يمكن أن يستندوا لها فيما فرضوه من قيود جائرة هدفت إلى إلحاق الأذى الاقتصادي لهذا الشعب الذي يعاني اقتصاديا من الأساس، شعبنا اليمني كان ولا يزال يعاني منذ الفترات الماضية بكلها، ولكن أنا أتوجه حتى على المستوى الاقتصادي بالنداء لكل رجال المال والأعمال، لكل الناشطين اقتصاديا، سواء من ذوي الخبرة، من الأكاديميين، من ذوي المعرفة، من رجال المال والأعمال، وأقول لهم: ميدان صمودكم ميدان إيمانكم، ميدان رجولتكم وثباتكم وعزتكم ومسؤوليتكم هو هذا الميدان، تحركوا فيه ولا تبالوا، وحتى الآن، بالرغم من قسوة الحصار والدمار وما نتج عن العدوان من تدمير للشركات من بطالة وغير ذلك، من مآس كبرى بحق هذا البلد إلا أن قدرنا هو في التماسك والصمود والثبات وبوسعنا ذلك، بتوكلنا على الله تعالى بوسعنا ذلك، بالتقوى، ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا، بالتقوى بالمسؤولية بالعمل الدؤوب، بالأخذ بعين الاعتبار، والتركيز بالدرجة الأولى على المصلحة العامة، بوسعنا الصمود والثبات والتماسك.
منذ بداية العدوان كان أهم أهدافه في تقويض قوى الشعب اليمني وبعثرة هذا البلد واحتلاله إلحاق الأذى بكل وسيلة من الوسائل فكان الحصار رديفا للعمليات العسكرية، منذ أن بدأوا عملياتهم العسكرية بدأوا الحصار على هذا البلد، ولكن الجهود المشرفة والإيجابية لرجال المال والأعمال والتحرك الجاد من الجميع ومراعاة الظروف وإدارك حيقيقة الواقع الاقتصادي من الجميع والتعاطي المسؤول تجاه ذلك ساعد بلدنا على الصمود وعلى الثبات، وبالتأكيد فإن كل الممارسات الجائرة تحت كل عنوان بأي غطاء، غطاء من مجلس أمن، مع أنه ليس هناك كما قلنا قيود، قيود تستند بشكل واضح لا إلى قرارات مجلس أمن ولا غيره، ولكن أي غطاء لهذا الحصار، وهذا الاستهداف السياسي والعسكري من مجلس أمن أو إقليمي أو دولي، من أي منظمة، بأي عنوان، هو لعنة تاريخية وإلهية وإنسانية على من يقدم ذلك الغطاء، لا يستند أحد أبدا إلى أي شرعة ولا إلى أي حق ولا إلى أي مبدأ صحيح في أن يحاصر شعبنا أو يتآمر على تدمير بلدنا، والذي يتعاطى من داخل البلد مع أي مساع للإضرار بهذا الشعب، هو خائن بكل ما تعنيه الكلمة، يستحق أي عقاب مهما كان.
إن بوسع شعبنا التماسك وقد تماسك، هذه الحالة ليست جديدة، الحصار ليس شيئا جديدا، الحصار منذ البداية، ولكن مع الحصار كان النشاط الكبير للتجار ورجال الأعمال والوعي من المنتسبين للمؤسسات الرسمية ومن أبناء البلد أن الذي يفعل بنا ذلك، الذي يحاصرنا والذي يدمر اقتصادنا ومنشآتنا الحيوية والذي ألحق الضرر الكبير بكل الشركات والمؤسسات التي لحق بها الدمار والقصف هم المعتدون، هم الذين يتوجه إليهم وعليهم سخط هذا الشعب ولعنة هذا الشعب وشدة هذا الشعب وغضب هذا الشعب، نحن ندرك أن أولئك المعتدين الذين يحاصرون البلد والذين دمروا البلد، والذين استهدفوا اقتصاد هذا البلد، هم يسعون بذلك أيضا إلى إحداث مشاكل داخلية في البلد، ولكن كل الأحرار في هذا البلد يعون من وراء هذا المعاناة، إنهم أولئك المعتدون، المجرمون الظالمون والمستكبرون.
ولذلك على المستوى الاقتصادي بوسع شعبنا الصمود والثبات، هذا أمر متاح ولا قلق، لكن مع التحرك الجاد من المعنيين، ثم بالاستعانة بالله بالتوكل على الله سبحانه وتعالى، بالوعي بكل ما يفيد على المستوى الاقتصادي ويساعد على المستوى الاقتصادي للحفاظ على الاقتصاد الوطني.
أما على المستوى، مستوى الداخل في مواجهة التحديات ومواجهة العدوان على المستوى العسكري والاقتصادي والإعلامي والسياسي وغير ذلك، فنحن معنيون ودعوتنا في هذا الشهر المبارك، في هذه الليلة المباركة، دعوتنا إلى ذلك ، نحن معنيون بتعزيز الوحدة الداخلية، بحمد الله كان لهذه الوحدة الداخلية ما بين القوى والتيارات، ما بين أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام، وسائر القوى السياسية والمكونات الاجتماعية، كان لهذه الوحدة وهذا التكاتف وهذا التضافر في الجهود، وهذا التعاون في الميدان كان له قيمته الكبرى، في أن يعطي الموقف قوة كبرى في التصدي لهذا العدوان، هذا هو واجبنا، وهذا ما تحتمه علينا المسؤولية، على كل أبناء هذا الشعب، وعلى كل الأحرار فيه أن تتضافر جهودهم، وأن يحافظوا على هذه الوحدة الداخلية في مواجهة هذا العدوان.
هناك الكثيرمن المساعي للتفكيك لهذه القوى وبعثرة هذا الشعب لأنهم يدركون أن الوحدة قوة وأن التفرق ضعف، وهناك سعي بكل الوسائل على المستوى الإعلامي وعلى غير المستوى الإعلامي، هناك جهود تبذل من قوى العدوان لتفكيك الجبهة الداخلية، وإثارة الخلافات، وهناك البعض ممن لديهم قصور كبير في الوعي ينجرون للأسف في مواقع التواصل الاجتماعي لكل ضجيج قد يكون من ورائه إما من يعمل لمصلحة قوى العدوان بشكل مباشر،وإما من هو مغفل، مغفل بالكامل، لا يعي ما يفعل وما يقول وما يتصرف، ولذلك أوجه ندائي إلى الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي ممن ينتسبون إلى الجبهة الداخلية التي تواجه العدوان، ممن يعتبون أنفسهم جنودا في ذلك الميدان بالتصدي للعدوان، ألا أولوية فوق أولوية التركيز على التصدي للعدوان حتى إعلاميا، التركيز الإعلامي من كل إعلامي يعي جيدا ما هو الواقع وما هي المسؤولية، أن يكون الاهتمام متجها ومنصبا نحو إظهار مظلومية الشعب اليمني وتعرية المعتدين، وتفنيد إدعاءتهم، وإبطال شبهاتهم وغير ذلك، النشاط الإعلامي في التصدي للعدوان كجبهة صامدة شامخة، وأنا أقدر وأشكر وأفتخر بالكثير من الإعلاميين الذين يتحركون في هذا الاتجاه كما لو كانوا جنودا في ميدان القتال تماما بتمام، وسواء بسواء، يبذلون قصارى جهدهم، ويوظفون قدراتهم الإعلامية والبيانية لإظهار مظلومية هذا الشعب الذي لا نظير لمظلوميته في الأرض، ويوجهون كل نشاطهم الإعلامي في فضح العدو وكشف المعتدي وتفنيد إدعاءته، هؤلاء الأحرار هم الواعون، هم الإعلاميون الذين هم مخلصون لبلدهم ويعون مسؤوليتهم جيدا، أما الفوضويين من الإعلاميين الذين ينجرون وراء كل ضجيج، يأتي أي مرتزق، أي إعلامي من المرتزقة ليثير ضجيجا هنا أو هناك، ثم يثير مشكلة هنا وهناك، ثم تبدأ عملية المهاترات والضجيج المتبادل، والسباب المتبادل، أشياء غير جدية والتي ينبغي تجاوزها وينبغي الحذر منها تماما، التعاطي مع مواقع التواصل الاجتماعي يجب أن يكون مسؤولا ونحن في شهر التقوى، يجب أن نتقي الله أين ما كنا، والجميع معني بالتقوى، الإعلامي معني بالتقوى، السياسي معني بالتقوى، الاقتصادي معني بالتقوى، الجميع معنيون أن نتقي الله، وأن نضبط تصرفاتنا ومواقفنا وسائر أعمالنا بميزان التقوى، الجبهة الداخلية يجب أن نحافظ عليها بالوحدة بالتعاون بتضافر الجهود، بل أن نرتقي بمستوى التكاتف والتعاون إلى مستوى أفضل،وإلى موقع متقدم إلى الأمام، لأننا بقدر ما تتعزز هذه الوحدة، هذا التلاحم هذا التعاون، هذا التكاتف هذا التضافر للجهود، بقدر ما سنكون كشعب يمني أقوى في مواجهة التحديات مهما كانت.
وليس هناك مجال للاستهتار أو للألاعيب السياسية ولا لتصفية الحسابات، كل من لديه وعي وإحساس بالمسؤولية وفهم للواقع، وإدراك لمستوى المخاطر والتحديات، سيدرك جيدا أن أولويته ومسؤوليته وأنما تفرضه عليه القيم والأخلاق والدين والوطنية هو أن يتجه فيما يزيد شعبنا قوة في هذا التحدي، هذا هو الشيء المهم الذي يجب أن نعيه جميعا في تعزيز الوحدة الداخلية.
أما على المستوى السياسي الحوار اليوم مستمر في الكويت، والأمم المتحدة تبذل جهودها ولو أن مبعوثها منحازا إلى حد كبير إلى جانب قوى العدوان ويحسب نفسه عليهم، يتبنى أجندهم في كثير من الأحيان، ودولة الكويت تبذل مشكورة جهودا كبيرة في رعاية هذا الحوار، لكن الذي أعاق وعرقل الحل لحد الآن بالرغم من الوقت الذي مضى لهذا الحوار إنما هو لا مسؤولية ولا إنصاف ولا عقلانية قوى العدوان والمرتزقة.
الوفد الوطني منذ أن وصل الكويت قدم رؤية أولا تتصف بأنها منصفة، معقولة، منطقية، سلطة توافقية تسير أمور البلد، وتعالج كل الملفات ويرتبط بها كل التفاصيل، كل الانصاف، كل الانصاف ضمن هذه الرؤية، بل إن فيها تنازلات كبيرة جدا، اثنين، تتسم هذه الرؤية بأنها منبثقة عن المرجعيات السياسية المعترف بها دوليا وإقليميا ومحليا، المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي هي ما بين المؤتمر الشعبي العام والمشترك، ثم مخرجات الحوار الوطني وتفاق السلم والشراكة التي شملت بقية المكونات ومنها أنصار الله، هذه الرؤية تنبثق عنها وتنطلق منها وتستند إليها، مع ذلك أولئك الذين كانوا يملؤون الدنيا ضجيجا بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن الداعمة لها وما يرتبط بذلك والكثير من ضجيجهم، لم يعد لديهم هذا الانصاف المطلوب، وهذا التعقل اللازم لتقبل هذه الرؤية التي تستند إلى ما قد أكثروا بالضجيج بشأنه، ثم اليوم لم يعد هناك أي مبرر لاستمرارية العدوان، كل العناوين أو القضايا الرئيسية التي اتركز عليها العدوان قدم لها مخارج وحلول، وقدم هناك، يعني من الحلول اللازمة والكفيلة باستيعابها ما يكفي، لكن مشكلة أولئك ليس في أنه لا حل، أو لا إمكانية للحل أو لا رؤية للحل، الرؤية للحل متوفرة، الظروف مواتية للحل، كذلك الظروف مواتية للحل.
مشكلتهم أنهم لا عقلانيين، الله يرزقنا العقول، هم ليس لديهم أي قدر من المنطقية والحكمة، وهم يتعاطون من منطلق آخر ليس من منطلق ما تحتاج إليه الحلول من مقارابات وتفاهمات وأن يضحي الجميع ويقدم الجميع التنازلات، لا ، هم يقدمون من منطلق آخر واعتبارات أخرى، الكبر، الحقد، الحرص على سحق الآخر على القضاء للآخر، يعني هم يتجهون في حوار الكويت نحو مناقشة الموضوع من نفس منطلقات الحرب، هذه مشكلتهم، من نفس منطلقات الحرب، القضاء على الآخر، السحق للآخر التذويب للآخر، السيطرة الكلية والمطلقة على الشعب اليمني، لو أنهم ينطلقون من منطلق صحيح عقلاني، عقلاني بما تعنيه الكلمة، منطقي معقول للحل، الحل متاح جدا جدا، لا مشكلة أمام الحل لمن يريد الحل، ما من ينطلق بهدف الحرب نحو الحل، فهنا تكمن المشكلة وهنا تدخل الكثيرمن التعقيدات في الموقف، ولذلك نحن ندعوهم هم إلى المزيد من العقلانية، وإلى الرجوع هم عليهم اليوم أن يرجعوا إلى تلك المرجعيات السياسية للواقع السياسي في لبلد، فيما قرروا فيما قدموا فيما أعلنوا، فيما أكثروا من الضجيج بشأنه، وهذا سيساعد على الحل والحل متاح جدا جدا.
أيضا عدم التزامهم بوقف إطلاق النار، استمرارهم في الغارات الجوية، استمرارهم في الزحوفات البرية يعني أعلى مستوى من التصعيد، بينما الجيش واللجان الشعبية تراهم على أعلى مستوى من الانضباط والالتزام وبقي الدور الرئيس الذي يمارسونه خلال الفترة بكلها منذ الاعلان عن وقف الاعمال القتالية والتوقيع كذلك على وثيقة وقف الاعمال القتالية، منذ ذلك الحين وإلى اليوم اقتصر دورهم الجيش واللجان الشعبية على حالة الدفاع للضرورة القصوى وهذا شيء طبيعي جدا ومستثنى من أول يوم،ولكن أولئك استمرارهم في الغارات الجوية معلوم وواضح لكل أبناء شعبنا اليمني وللعالم، استمرارهم في الزحوفات في كل جبهات القتال من الجوف إلى نهم إلى مأرب إلى شبوة إلى تعز إلى البيضاء إلى الضالع، هذه حالة مستمرة لديهم، وهم لا يتحرجون بأن يكونوا خائنين وغير ملتزمين، ولا أوفياء فيما نتفق عليه، هل يمثل هذا مشكلة لديهم لا بالتأكيد، هل يهمهم أن يكونوا أوفياء، لا، أي قيمة من القيم لا اعتبار عندهما بها أبدا، وليس لديها قيمة لديهم، وليس لها قيمة عندهم، فبالتالي نحن نقول أن الظروف مواتية للحل وأن الحل سهل وفي متناول الجميع، لكن يستدعي تعقلا، وأن يكون المنطلق منطلقا صحيحا، وليس من هدف الحرب يتجهون لبحث الحلول.
وأنا أعتبر أن شهر رمضان يوفر أيضا فرصة أكبر للوصول إلى الحلول وقد قدمنا من الضمانات وقدمنا من المقترحات ومن الأفكار سواء للسعوديين أو للمجتمع الدولي أو للطرف المحاور بكل تشكيلاته ومكوناته ما يمثل إنصافا في غاية الانصاف، وما يكفي لحفظ ماء وجوههم، وما يساعدهم على التفاهم إن كانوا يعقلون، إن آثروا لغة العقل والمنطق والمصلحة العامة على المستوى الإقليمي وعلى المستوى المحلي، ما لم، إذا لم يتعقلوا وأصروا على استمرارية العدوان فواجبنا المحتوم ومسؤوليتنا المؤكدة هي التصدي لهذا العدوان، بالتأكيد وأنا أتوجه إلى شعبنا اليمني العزيز وإلى الجيش واللجان الشعبية وإلى الجميع أن نأخذ حذرنا وأن نكون على قدر عال من الجهوزية والاستعداد، بقدر جهوزيتنا الكاملة والتامة للسلام يجب أن نكون بذات القدر نفسه على مستوى الجهوزية التامة للتصدي للعدوان ولأي تطورات عسكرية يخططون لها.
كما أتمنى وأنشد من الأخوة رجال المال والأعمال والاقتصاديين وأبناء المؤسسات الرسمية إلى التعاطي الإيجابي والمسؤول تجاه المسألة الاقتصادية والتحرك في هذا الجانب بما يساعد على الاستمرار في تماسك شعبنا اقتصاديا وعسكريا وسياسيا وأمنيا.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن ويوفقنا في هذا الشهر الكريم لما يرضيه عنا، أن يكتب لنا فيه أن نكون من عباده المتقين، نسأله أن يغفر لنا وأن يرحمنا وأن كتبنا من عتقائه من النار، وأن ينصر شعبنا اليمني المظلوم وأن يرحم الشهداء ويشفي الجرحى، ويفك عن الأسرى أسرهم، وأن يشفي المرضى والمعانين والمعاقين وأن يصلح شأن الجميع وأن يمن بالخير الوافر على أبناء شعبنا، إنه سميع الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبراكته؛؛؛