مناصَرَةُ الشعب اليمني للقضية الفلسطينية.. السببُ الخفي للعدوان عليه
تقرير- يمني برس / أحمد المحفلي
يُعَدُّ الاحتفالُ بيوم القدس العالمي والذي يصادف في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك من كُلّ عام مناسبةً هامةً لتذكير الأمة بقضيتها الكبرى وشحذ همتها واستنهاضها للقيام بدورها تجاه قضيتها الكبرى والمتمثلة في القضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية الواقعة تحت الاحتلال الصهيوني وتحت الاغتصاب الإسرائيلي منذ نحو سبعين عاماً. هذه القضية التي أكدت الدلائلُ والواقع أن ما تعيشه الأمة العربية والإسلامية من ذل وهوان جاء نتيجة تجاهلها والتخاذل عنها. وأمام ذلك تؤكدُ الدلائل أن هذا التخاذل والتجاهل لقضية فلسطين وللمقدسات الإسلامية الواقعة تحت الاحتلال جاء بفعل المخططات الغربية الأمريكية الصهيونية والتي جعلت من الأنظمة العربية والإسلامية مجرد دُمَىّ تلعبُ بها كيف تشاء وتسخرها لخدمة أهدافها الرامية إلى تدمير معتقدات الأمة وحملها على نسيان قضاياها المصيرية. وهذا الهدفُ الذي استطاع أعداء الأمة تحققه في واقع الأمة منذ عشرات السنين، بل استطاع أعداء الأمة أن يجعلوا كُلّ مقدرات الأمة وثرواتها ومقدساتها تحت هيمنتهم.. وأكبر دليل على ذلك ما تعيشه الأمة اليوم.. فمن يدعون حماية حمى الإسلام وكعبة المسلمين يتحالفون مع الصهاينة المغتصبين لمقدسات المسلمين في فلسطين بل ويشتركون مع الاحتلال في ضرب المسلمين في اليمن لماذا؟ وهذا التساؤل أجاب عليه قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي في خطابة الليلة بمناسبة يوم القدس العالمي حيث أشار إلى أن ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان عسكري وأمني هو نتاج مواقفه الداعم والمساند للقضية الفلسطينية مؤكداً بقوله: نحن كشعب يمني موقفنا تجاه مقدساتنا الإسلامية في القدس وتجاه القضية الفلسطينية نابع من مبادئنا وقيمنا وأخلاقنا وهذا التوجه لن نحيد عنه أبداً. وقد فضح قائد الثورة في خطابة أهداف تحالف العدوان على اليمن بقوله: أوجه النصح للمعتدين بوقف عدوانهم بعد سقوط كُلّ الذرائع وبعد كُلّ ما قدمه الوفد الوطني في الكويت ليس بعدها الا فرض الاستسلام وهو عين المستحيل الذي لا يمكن لشعبنا بحكم إيمانه وقيمه وأخلاقه أن يقبل به مشدداً على ضرورة التمسك بتوجهنا الساعي لاستقلال بلدنا وحرية بلدنا من هيمنة أمريكا وإسرائيل. وأمام هذا فقد صار الهدف الخفي لتحالف العدوان الذي تقوده جارة السوء ومملكة المخدرات ضد الشعب اليمني مفضوحاً أمام العالم ويتمثل في كسر شوكة اليمنيين وتدمير شعبهم ومقدراتهم لا لذنب اقترفوه ضد المملكة وأذيالها وإنما دعوتهم لمناصرة قضية الأمة الكبرى قضية فلسطين ودعوتهم إلى ضرورة تحرير المقدسات الإسلامية في فلسطين من تحت أقدام الكيان الصهيوني الغاصب. وشواهد التاريخ تؤكد أن أي شعب عربي أو مسلم يتبنى استنهاض الأمة تجاه قضاياها ويسعى إلى فضح أهداف ومخططات الأمريكان والصهاينة في المنطقة العربية والإسلامية يقابل بالتآمر والحرب والعدوان عليه وتدميره وما حصل للعراق خير دليل وليبيا وسوريا وأخيراً اليمن واليمن هي البلد الذي كشف العدوان عليه كُلّ الأهداف السرية للأمريكان والصهاينة في المنطقة فالعدوان على العراق وسوريا وليبيا تم من قبل قوات غربية وبدعم الأنظمة العربية والإسلامية العملية أي أن العدوان على البلدان الثلاث كان الأنظمة العربية مجرد مؤيدة تقدم التسهيلات للعدوان الغربي لتدمير تلك البلدان التي أيقنت أمريكا وإسرائيل أنها باتت تمثل خطراً على وجود الكيان الغاصب في فلسطين.. وما ظهور داعش الإرهابية في تلكم البلدان الثلاث إلى خير دليل على وقوف أمريكا وإسرائيل ورائها بالقوة ومشيخات الخليج بالمال.. لكن وعند النظر للعدوان على اليمن فقد قادته دول عربية تدعى الإسلام والعمل لصالح الأمة بل وصل بها الحقد على هذا الشعب أن تسخر كُلّ مواردها المالية لشراء قوات العالم العربي والغربي لقتل أبناء الشعب اليمني بل وشراء ضمائر العالم العربي والإسلامي والغربي ودفعهم للصمت على جرائمها بحق الشعب اليمني لا لشيء أقترفه اليمنيين بحق بلدان العدوان فاليمن لم يشكل تهديداً لأي بلد ولم يشن عدواناً على أي بلد ولكنه وبعد أن اتضحت له حقيقة الأهداف الخبيثة لأمريكا وإسرائيل في المنطقة ضد الأمة العربية والإسلامية دعا لمناصرة قضية فلسطين ورفع مظلومية الشعب الفلسطيني ودعا إلى تحرير مقدسات المسلمين من دنس اليهود المتحلين هذا هو ذنبُ اليمن.. حسبنا الله ونعمل الوكيل.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.