حقيقة النوايا الإصلاحية من وراء قانون الحصانة
يمني برس | |
بقلم / أبوعلي العزي
في الوقت الذي كان الشعب اليمني الثائر ينتظر فيه اللحظة الحاسمة التي يتوج بها ثورته،لحظة سقوط الحاكم الجائر الذي تسلط عليهم ثلاثة عقود كانت أسوأ مرحلة في تاريخ اليمن على الإطلاق فإذا بذلك الشعب المغلوب على أمره يفاجأ بقيادة حزب الإصلاح الذين خدعوهم وتلبسوا كذبآ بثياب الثورة معهم يقفون حاجزآ بينهم وبين ذلك الحاكم الذي طالما شربوا من كأسه المر والعلقم و يمنحونه الحصانة المطلقة ضد المحاكمة العادلة حسب الشرع والقانون بل وتعهدوا بحمايته وعدم التعرض له ولأسرته وممتلكاته وبكل وقاحة ونكث للعهود الثورية التي أقسموا عليها في ساحات الثورة والتغيير دخلوا معه في شراكة سياسية وكونوا معه منظومة فساد جديدة وأطلقوا يده المكبلة من جديد.
و مع مرور الأيام أبى الزمن إلا أن يكشف للشعب اليمني شيئآ من النوايا السيئة التي بيتها نافذو حزب الإصلاح من وراء إقرارهم لقانون الحصانة،حيث جعلوا منه مسمارآ جديدآ لجحا و قميصآ آخر لعثمان وشماعة يعلقون عليها ليس فسادهم فحسب بل حتى جرائمهم وعمالتهم لأعداء اليمن،فهاهو الخراب والدمار والفساد يغزو اليمن من جديد وبصورة أبشع بكثير عما كانت عليه من قبل ويتم تجييرها في نهاية المطاف لحساب الرئيس المخلوع.
فقد تمادت أمريكا كثيرآ في تدخلاتها وأدخلت اليمن تحت وصايتها المباشرة،فسفيرها يحكم اليمن و طائراتها تجوب اجواء اليمن وتنتهك سيادته وتقتل من تشاء من أبنائه بالخطأ والشبهة والعمد وجيشها ومعداتها وأسلحتها تتقاطر إلى اليمن بشكل فاضح وأصبحت اليمن قاعدة عسكرية لأمريكا وكل ذلك لم يكن موجودآ بهذه الصورة السيئة إلا أن حزب الإصلاح بقيادته وأبواقه ووسائله الإعلامية وبكل جرأة يحاولون استغفال الشعب والتنصل عن مسؤليتهم بنسبة ذلك كله إلى الرئيس المخلوع بإعتبارها ورث ورثوه من نظامه وسلطته وكأن الشعب غافل عن تواطئهم المكشوف وتصريحاتهم المعلنة التي تعري أرواحهم الشريرة التي باعت اليمن بسعر بخس من أمريكا وأصبحوا أذرعآ لها في داخل البلاد يغذون الصراعات والفتن الطائفية والمذهبية ويجندون المرتزقة لإشعال النزاعات القبلية و ينشرون الموت والرعب والتفجيرات والمفخخات في الشمال وفي الجنوب بإسم القاعدة والشريعة،ومع أن كل شيئ في اليمن يفضحهم إلا أنهم يعودون من جديد إلى شماعتهم التي ضحوا بكل القيم من أجلها ويحاولون إقناع الشعب بأنهم أهل الطهر والعفاف وأن علي عفاش هو وحده ناشر الفساد والذي يضرم في اليمن النار من دونهم.
ناهيك عن الفساد المالي والإداري والصفقات المشبوهة من أموال الشعب والخزينة العامة التي تورط فيها وزراء و قياديون من حزب الإصلاح وهم يرتدون أقنعة بصورة الرئيس المخلوع،وآخر فضيحة تكشفت فوصولها لقيادات حزب الإصلاح هي الحملة الهستيرية التي حاولوا بها إعاقة الشعب اليمني عن إحياء مناسبة عيد الغدير والأساليب اللا أخلاقية التي إستخدموها ضد مواكب المواطنين والتي بلغت حد قطع الطريق ومحاصرة القرى وتنفيذ الكمائن والإغتيالات وزرع الألغام والمتفجرات وبعدما تأكد للناس فضيحتهم لم يجدوا ما يبرروا بهم تلك الفضيحة إلا قميص علي صالح مدعين بأنهم ما قاموا بتلك الأعمال إلا لمواجهته وإنقاذ الحوثيين من مكائده لكي لا يستغلهم حسب زعمهم أو يعود للتسلط مجددآ من خلالهم.
كل ذلك وأكثر من جرائم قيادات حزب الإصلاح التي يعلقونها على شماعة الرئيس المخلوع وليت شعري لو كانوا صادقين في حرصهم على تخليص اليمن من شرور الرئيس السابق علي عبدالله صالح فلماذا إذن أنقذوه من بين أيادي الثائرين ولماذا تآمروا ضدنا وحصنوه كي لا تناله أيدينا و لو كانوا صادقين في اعتباره مجرمآ فماذا نطلق عليهم وهم الذين أعادوه بعد سقوطه وفي نظام الحكم أعانوه وشاركوه؟
إنها قمة الوقاحة والكذب تلك الممارسات التي أبى الله بها إلا أن يفضح تلك الزمرة النافذة في حزب الإصلاح و يكشف لشعب اليمن حقيقتهم ومدى فسادهم وإفسادهم وحتمآ لن يدوم في اليمن تسلطهم لأن الشعب قد عرفهم وأدرك مدى خطرهم وسيأتي اليوم الذي فيه ينتصف لنفسه منهم..