رسالتي الى رفيقه الكهالي
يمني برس | أقلام حره | رسالتي الى رفيقه الكهالي
د. عبده البحش
الحوثيون نبتة شيطانية زرعت في عمق البلدة الطيبة , وورم خبيث غرس في خاصرة ارض الجنتين , وفيروس عبث بأمن الوطن ووحدته وسيادته واستقراره , ويعبث بدماء وأموال وأعراض ومعتقدات مواطنيه , فتنة طائفية عناصرها السلالية والقروية والعنصرية والعنف الاجرامي المروع,,
سيدتي الكاتبة الموهوبة رفيقه الكهالي المحترمة
لا اخفيك اني بالأمس تصفحت مقالك على الشبكة العنكبوتية الانترنت الذي استهليته بالفقرة التي تتصدر مقالي هذا ، حيث وقد حرصت على نقلها حرفيا لتري ما كتبتي من عبارات قاسية جدا على من تسميهم الحوثيين ، ولكي يرى القراء الكرام ايضا هذا النوع من المقالات والكتابات الصحفية.
سيدتي رفيقه اسمحي لي ان اناقشك في مقالك هذا وما تضمنه من افكار ومواقف ووجهات نظر هي في طبيعة الحال اجتهادات شخصية انا شخصيا احترمها مع اعتقادي بعدم صوابها وصحتها ، علما اني حاولت جهادا العثور على ايميلك الشخصي لمراسلتك عبره فيما تضمنه مقالك من فقرات وجمل وعبارات ، وفي اطار النقد الموضوعي والعتب الجميل ، إلا انني وللأسف الشديد لم اجد لك بريدا الكترونيا مرفق مع المقال ، فاضطررت سيدتي الى ابلاغك رسالتي عبر المواقع الالكترونية.
كل من يتمعن في مقالك سيدتي سيجد مدى الهجوم الشرس على الحوثيين وسيلاحظ مدى القسوة والوحشية عليهم لدرجة ان مقالك خلا من كل انواع الرحمة والشفقة والعطف والرفق تجاه الحوثيين باعتبارهم اخوتك في الدين او شركائك في المواطنة او نظراء لك في الخلق او ما نسميه اليوم بالإنسانية ، ولا اخفيك يا سيدتي
رفيقة اني شعرت بخيبة امل وانأ اتلمس في مقالك لعلي اجد نصيبا من اسمك وهو الرفق فلم اجد إلا الشدة والقسوة بكل معانيها.
وعلى اية حال سيدتي رفيقة دعيتي اوضح لك بعض الامور التي غابت عنك وهي ان الحوثيين ليسوا ظاهرة جديدة او مذهب جديد كما تظني وإنما هم امتداد لمذهب اسلامي اصيل ضارب في اعماق التاريخ اليمني عمره حوالي اكثر من 1200 عام ، عرفه اجدادنا اليمنيون فأصبح بمثابة الهوية التي ميزت اليمنيين عن غيرهم ، بما هم عليه من اعتدال وتسامح وفطرة سليمة ومنهج اسلامي سليم مستمد من القران الكريم ومن سنة المصطفى صلى الله عليه واله وسلم نقلت الينا عن طريق عترته الطاهرة من ذرية الحسن والحسين عليهم صلوات الله وسلامه ، واني اكاد اجزم يا سيدتي ان اجدادك كانوا من اتباع ذلك المذهب المعروف باليمن عبر التاريخ بالمذهب الزيدي.
اما حكاية عبد الله بن سبأ اليهودي المضحكة والتي لا تنطلي الا على المغفلين او من هم جهلة في الدين ، حيث اثبتت الدراسات والبحوث العلمية الرصينة بطلان هذه الاسطورة من خلال اثبات ان الروايات التي تتحدث عن دور بن سبأ مصدرها الراوي سيف بن عمرو الذي ثبت عند المحققين والمتخصصين في علم الرجال وعلم الجرح والتعديل بأنه مدلس وضاع كذاب زنديق ، فكيف تصدقي خرافة ابن سبأ بعد اليوم ؟ ثم كيف يمكن للعقل والضمير الاسلامي السليم غير المنحرف ان يقبل او يصدق امكانية ان يستطيع يهودي منافق خداع اهل بيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهم من اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا كما هو واضح في اية التطهير بسورة الاحزاب ؟ وكيف يمكن تصديق ان يهوديا يستطيع خداع اهل بيت النبوة وهم قرناء القران الكريم الى يوم القيامة كما ورد في الاحاديث الصحيحة المتواترة المجمع عليها عند الفريقين ؟ وكيف يمكن ليهودي مندس ان يخدع من جعلهم الله سفينة للنجاة من الضلالة والهلاك كماء ورد في الحديث الصحيح المجمع عليه ؟ لذلك فكري يا سيدتي وتأملي وتدبري وأنا على ثقة ان كاتبة موهوبة مثلك ستصل بعون الله الى الحقيقة ، فقد كنت مثلك اظن في السابق واعتقد نفس ما تعتقدينه حتى هداني الله وفتح عليا فله مني الحمد والشكر على ما انعم به عليا واني ارجو الله ان يهديك وينير بصيرتك ويفتح عليك انه سميع مجيب الدعاء.
انك يا سيدتي مثقفة وموهوبة وتستطيعي التمييز بكل بساطة بين الحق والباطل وبين من هم المؤمنون الصادقون ومن هم المنافقون الخائنون المدعون انهم على الصراط المستقيم وهم ابعد الناس عن الحق بعد الارض عن السماء ، فلو تتمعني يا سيدتي في واقعنا المعاصر وما نشهده في اليمن من واقع سياسي محزن
لعرفتي من هم اصحاب الحق ومن هم اصحاب الباطل ، فانظري من الذين يترددون على السفير الامريكي ويسعون لنيل رضاه وموالاته من اجل زينة الدنيا وبهرجها ومن اجل الطمع بدنيا فانية ومناصب زائلة وأموال ينفقونها ثم تكون عليهم حسرة والعبرة لمن اعتبر ، انظري كيف باعوا دينهم بدنياهم ورضوا المشاركة في حكومة يحكمها السفير الامريكي فكيف تصدقي ان من يفعل كل ذلك يكون على هدى من امره فوا عجباه لمن ظن ان الحق كلام يقال تناقضه الافعال ؟ ثم انظري وتفكري وتدبري يا سيدتي مواقف من تظنيهم نبتة شيطانية من السفير الامريكي وموالاته واللهث وراء ارضائه وتدخلاته في الشؤون الداخلية اليمنية بحيث اصبح الحاكم الفعلي لليمن ، انك يا سيدتي لا محالة ستجدي ان الحوثيين هم الوحيدون من يرفضون كل تلك السلبيات والتجاوزات بحق الدين والوطن فكانوا بلا منازع هم اصحاب الحق قولا وعملا وهم اهل القيم الوطنية الصادقة خطابا وموقفا ، انك يا سيدتي ستجدين في المحصلة النهائية الحوثيين حيث امر الله ورسوله وحيث يكره اعداء الله ورسوله وستجدين من تظنيهم على المحجة البيضاء وللأسف الشديد عملاء لليهود والأمريكان يوالونهم ويحكمونهم فيما شجر بينهم ولا حول ولا قوة إلا بالله ، والآن انظري من هو المؤمن الحق ومن هو جليس اليهود وصديقهم والله المستعان.
يا سيدتي العزيزة صدقيني انك مسئولة امام الله عن كل كلمة تكتبينها ، حيث كان حري بك ان تناشدي الرئيس هادي وباسندوة بطرد وإخراج الغزاة الامريكيين من بلد الايمان بلادنا اليمن الحبيب وان تناشديهم سرعة وضع حد لتدخلات السفير الامريكي في شؤون بلادنا وصون سيادة الوطن واستقلال قراره السياسي وان تناشديهم بسرعة وقف الاغتيالات والكشف عن مرتكبيها وعدم التستر على من يقوم بها ، اليس كل ذلك اجدى وانفع للوطن من مناشدتك اياهم ابادة الحوثيين وهم كما تعلمين صابرين مظلومين محتسبين صامدين لنصرة الحق والدين لا تأخذهم في الله لومة لائم.
رئيس الدائرة السياسية بمركز الدراسات والبحوث اليمني [email protected]