المعادلة برسم معركة حرض.. بقلم / عبدالرحمن الاهنومي
يمني برس – كتابات
بعد أن جمع العدوان ومرتزقته كل ما يمكن جمعه من سلاح ، وحشد كل ما يمكن تحشيده من مقاتلين ، ولمدة طويلة وهو يعد لما أسماه تحرير حرض. بدأت العملية صباح الخميس وبغطاء جوي من مروحيات الأباتشي وطيران آلاف 16 , وبعد تمشيط المنطقة بالمدفعية والصواريخ والغارات لأكثر من ثلاثة ساعات متواصلة تحركت جحافله باتجاه المدينة…فكانت المفاجأة!! عمد العدوان إلى توسيع رقعة المواجهات بهدف شل قدرة الجيش واللجان الشعبية من تغطية كل المساحة وصد الهجوم الواسع..فامتدت المواجهات من الجمرك وصولا إلى السجن المركزي , وبمساحة تقدر بحوالي 20 كيلو متر , كل هذه المساحة كانت مغطاة تغطية نارية كاملة بالصواريخ والمدفعية والطيران , وكانت ترتيبات المرتزقة والعدوان أن يشمل الزحف البري كل هذه المنطقة.. في الساعة السابعة صباح الخميس بدأ العدوان بشن هجومه الواسع على حرض , وخلال الساعة الأولى نشر أعلام المرتزقة عشرات الصور والأخبار والتقارير عن بدء العملية الضخمة والكاسحة والتي لن تتوقف إلا بتحرير المدينة , وكان واضحا أن هذا الزحف يرافقه عدد من المصورين والإعلاميين المرتزقة “اتضح فيما بعد أن اغلبهم قتلوا” , بهدف تغطيته وتضخيمه وبدأت القنوات والمواقع ووسائل التواصل تضخ الأخبار والصور , وفي الساعة العاشرة صباحا كانت كل الاخبار تتحدث عن سيطرة الاحتلال والمرتزقة على حرض!! أكثر من خمسين غارة جوية , وتغطية نارية بالمدفعية والصواريخ من البر , وقصف البوارج والسفن الحربية من البحر، ومئات المدرعات والدبابات والاطقم العسكرية تتحرك في المساحة المفتوحة البالغة مساحتها ما يقارب 20 كيلو متر , ووسط تمشيط مكثف من مروحيات الأباتشي وآلاف 16 , وبعد تمشيط وقصف لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة , وحين تيقن الغزاة أن الأرض قد احترقت بمن فيها , تحركت جحافلهم بالدبابات والمدرعات والاطقم تجاه المدينة فكان الهجوم من محورين من جهة الرمضة , ومن جهة الجمرك . لكن في اتجاه عكسي جاء صد الزحف أكثر من كيلو متر مربع واحد من نقطة الانطلاق داخل الأراضي السعودية حتى تحولت الأرض والصحراء إلى كتلة جحيم واحدة , وعلى امتداد المساحة التي زحف الغزاة منها ، تحولت كلها إلى نيران وجحيم حصدت المئات من المرتزقة والغزاة , حتى قال أحد المرتزقة ممن أسروا إنه لم يكن يرى شيئا آخر غير الرصاص والنيران. لم ينقشع غبار المعركة بعد ظهر ذلك اليوم إلا عن هزيمة نكراء ماحقة لحقت بالغزاة ومرتزقتهم وانكسار كامل للزحف , امتلأت مستشفيات صامطة وجيزان بالجرحى أما الجثث وحطام المدرعات فقد بقيت تملأ الشعاب والأحراش , سئل أحدهم لماذا أقدمتم على هذه المغامرة فقال إن قياداتهم أوهمتهم بأن الحوثيين قد قتلوا في تلك المنطقة ولم يتبق منهم أحد والأمور مفتوحة , تفاجأنا أن الصحراء بأكملها تحولت إلى كتلة نيران.. حتى قيل (صادف حرض)..كما يقول الإنجليز حين يصفون الشخص الذي يعاني حضا سيئا / صادف ووترلو..ووترلو معركة فاصلة وقعت في 18 يونيو/حزيران عام 1815م في قرية ووترلو قرب بروكسل عاصمة بلجيكا، وهي آخر معارك الامبراطور الفرنسي نابليون بونابرت، هزم فيها هزيمة شديدة غير متوقعة لقائد بعبقرية نابليون قتل بها.. التحول الذي حدث أن المعركة التي حلم بها العدوان قضت على كل أحلامه ومغامراته.. انتهى الدرس أيها المرتزقة , وتبددت أحلام الغزاة على عتبات الرمضى والجمرك.