الحليم تكفية الإشارة
بقلم / علي عبدالرب
يجب على بعض القوى الحزبية والدينية أن تراجع حسابتها، وأن تبني علاقتها بالحاضر وليس بما لازال في مخيلتها من الماضي الذي تحاول أن تبقه ولا يتغير أو يتبدل.
وأعتقد أنه يجب على كل المكونات والأحزاب أن تستشعر هذه المرحلة التي يمر اليمن بها، وتعتبر من أفضل المراحل ، ولا أقصد بوجود حكومة الوفاق أو بالثورة التي أفرغة من محتواها بالالتفاف عليها، وإنما بالجلسات التي تجمعهم في مؤتمر الحوار الوطني، التي يلتقي فيها كل ممثلي الأحزاب والمكونات والمنظمات ،وهذه فرصة أعتبرها جيدة إن تم استغلالها من قبل كل المكونات ولأحزاب.
فرسالتي بالأخص الى حزب الاصلاح ؛عليه أن يراجع حساباته ويتعامل مع بعض القوى بجدية ، وبمكانتها التي أصبحت تحتلها في المجتمع. ولعل المطلع على الأحداث خلال هذه الأيام يلحظ مدى استعداد بعض القوى وجديتها في التعامل مع الحوار الوطني ،رغم الضغوط التي يتعرض لها .
وأريد أن يلحظ القائمون على الحوار الوطني أن عليهم استغلال هذه الفترة التي تكاد لا تعود ،ومعالجة كل القضاء ، وإرغام كل الأحزاب والمكونات القبول بالآخر ونبذ العنف والعصبية ، والتعامل مع الحوار الوطني كحل لكل مشاكل الشعب اليمن، والسبيل الوحيد لبناء الدولة المدنية الحديثة .
وليس تعمدي حزب الإصلاح من باب العداء الشخصي، بل من خلال التعامل الصادر من قبلهم مع بعض الأحزاب والقوى، فالعلاقة التي تجمع الحوثيين مع حزب الإصلاح ، علاقة عداء، وليست علاقة أطراف متحاورة، فالحوثيين يحشدون إلى داخل الساحات ،ويخرجون مسيرات مطالبة بإسقاط حكومة الوفاق ،ومحاكة علي محسن الأحمر المحسوب على حزب الإصلاح ، فبعد الاعتداء الذي قام به بعض الجنود التابعة للواء علي محسن ،على شباب الصمود المحسوبين على حركة الحوثي التي ترافق بعدها إظهار حركة الحوثي استعداها الكامل في الدخول في حرب جديدة إذا لم تتراجع بعض الأحزاب عي التعامل معها، والأسبوع الذي أحياه جماعة الحوثيون في عموم المحافظات، احتفالاً بشهدائهم، دليل واضح على استعدادهم لتقديم المزيد من جماعتهم ، فكان هذه الأسبوع كرسالة من الحوثيين الى من ينظر إليهم باحتقار أو لأحزاب المناوئة؛ أن تعيد حساباتها في التعامل معهم بمكانهم في الواقع الحاضر، وليس كجماعة متمردة خارجة عن النظام والقانون.
وعلى الحوثيين ألا يغتروا بأنفسهم والشعارات التي يطلقونها، وتعاطف بعض أبناء المحافظات معهم، وأن يقبلوا بالآخر في ظل احترام الرأي والرأي الآخر ، حتى وإن اختلفوا معهم عقائدياً و ثقافياً.. فلا ننسى أننا أبناء وطن واحد .