اليمن تحاور السعودية وبريطانيا والولايات المتحدة : من يمثل الرياض في مشاورات الكويت بعد مغادرة وفد هادي ؟!
يمني برس – تقرير خاص
إستمرار مشاورات الكويت رغم مغادرة وفد الرياض تؤكد أن الحوار قائم بين طرفين الطرف الاول الوفد القادم من صنعاء (تحالف أنصار الله والمؤتمر ) فيما الوفد الثاني المجتمع الدولي الممثل بسفراء الدول 18 وعلى رأس تلك الدول كلاً من المملكة المتحدة والولايات المتحدة والمملكة السعودية .
وبالتالي فقد جاءت مغادرة وفد الرياض لتكشف ما حاولت المملكة التستر خلفه سيما وهي تنفي ليل نهار من انها طرف من أطراف الصراع وتتطلع لأن تصبح دولة راعية تحتضن اليمنيين وتقودهم نحو السلام .
وفد هادي كان له هامش معين يتحرك في إطاره غير أن ما أضحى حقيقة هو ان القرار بيد عدد قليل من السفراء لهم الكلمة الفصل فيما يتعلق بموقف الطرف المقابل لوفد صنعاء وإن كان هذا الطرف تمثله السعودية او ما يسمى التحالف او حتى وفد هادي .
مثل هذه الحقائق ليست خفية على المتابعين ففي الجولة الأولى التي أستمرت لما يقارب 70يوماً أستمرت اللقاءات بين وفد صنعاء وسفراء عدد من الدولة وكذلك المبعوث الأممي فيما وفد هادي ظل غائباً عن المشهد سيما بعد توقف الجلسات المشتركة خلال الأسابيع الأولى .
الأمر ذاته في الجولة الثانية فبينما كان وفد ما يسمى الشرعية يلوح بالمغادرة كانت اللقاءات منعقدة مع وفد صنعاء وعدد من السفراء اضافة الى ولد الشيخ ليتم الخروج في نهاية الأمر بقرار تمديد المشاورات أسبوعاً اضافيا فلم يجد وفد الرياض امامه من خيار سوى القبول قبل أن تتجه السعودية ومن خلال وفد هادي الى محاولة ابراز المقترحات المقدمة من قبل ولد الشيخ على أنها إتفاق وافق الوفد عليها ولم يتبقى إلا موافقة وفد صنعاء .
بهذه الخطوة حاولت الرياض اظهار وفد صنعاء على انه يعرقل التوصل لاتفاق لتأتي تصريحات وفد صنعاء حول ما قدمه ولد الشيخ من مقترحات سياسية لتنسف محاولات الرياض وتدفع بالامور نحو إقرار المبعوث الأممي بأن كل ما قدمه ليس سوى مقترحات للنقاش .
وكالعادة أضطرت المملكة السعودية لبعث رسائل إيجابية من تحت الطاولة فيما إعلامها يصعد ويتوعد ويتهدد على خلفية احداث الحدود وتوالي الخسائر العسكرية السعودية في جيزان ونجران وظهران الجنوب .
تلك التطورات انعكست على مسار المشاورات من خلال اللقاءات اليمنية السعودية التي تحدثت مصادر سياسية من انها لا تقتصر على الجانب العسكري الامني وعلى تطورات الحدود بل تتعدى ذلك الى القضايا الخلافية بشأن الحل الشامل .
وفد صنعاء لم يتخلى عن مطالبة المتعلقة بضرورة الحل الشامل لتأتي المقترحات الاممية سيما في الجانب السياسي وقد استجابت لما طرحه الوفد من ضرورة التوافق على السلطة بما فيها الرئاسة والحكومة .
ورغم عدم الإعلان عن هذا المقترح إلا ان مؤشرات عدة تؤكد أن ما قدمه ولد الشيخ من مقترحات في الجانب السياسي اثارت غضب وفد الرياض الذي لم يجد امامه من خيار سوى الهروب إلى الأمام .
موقف وفد هادي لا يقدم أو يؤخر إذا ما توقعنا توصل الأطراف المتواجدة في الكويت حالياً لتوافق حول إتفاق شامل يجري التوقيع عليه خلال الأيام القادمة ويلبي تطلعات اليمنيين في تحقيق السلام وبما يحفظ كرامة الشعب وسيادة الوطن.
إذاً .. وفد صنعاء يحاور سفراء واشنطن ولندن والرياض وهو ما جعل أمر إستمرار المشاورات لا يحتاج لوفد هادي فلو تم التوافق مع هؤلاء السفراء حول كافة القضايا المطروحة فسيتم إستدعاء وفد هادي للتوقيع فقط حيث تصر السعودية على عدم الظهور كطرف وتتستر بالمرتزقة ليس في المشاورات فقط بل وفي جرائمها المرتكبة في اليمن منذ بداية العدوان وحتى اللحظة