الحوار فخ للثورة
يمني برس – بقلم زيد احمد الغرسي
بعد تهاوي النظام اثر ثورة الشباب السلمية تدخلت القوى الإقليمية للمحافظة عليه فأنقذته بما يسمى بالمبادرة الخليجية من السقوط وبعد أن تمالك ولملم أوراقه بداء المجتمع الدولي لإعادة روحه بالحوار الوطني بغرض أساسي هو كسب القوى الرافضة للمبادرة واحتوائها بعنوان لا يستطيع احد الاعتراض عنه وهو الحوار تمهيدا للإنشغال به وتفاصيله ونسيان الفعل الثوري وإخلاء ما تبقى من الساحات باسم حل كل المشاكل في الحوار المتأمل في مجريات الحوار الوطني أولا الحوار بين من ومن ؟ كل النظام السابق عاد بروح جديدة وتقاسم حصص مقاعد الحوار وبقيت فئات قليلة مهمشة لاستخدامها كعنوان للتغيير كشباب الثورة المستقل الذي أصبح تمثيله رمزيا للغاية بمعنى انه لن يؤثر في قرارات الحوار ولن يعطلها ولن يساهم في مخرجاته
حتى المواضيع المطروحة للحوار ما هي ؟ وأين هي أهداف الثورة التي أولها إسقاط النظام بكامل رموزه ومنظومته الفاسدة لم نجد هذا البند مطروحا .. بل كل ما هو مطروح مظاهر لغياب الدولة المدنية الحديثة مثل قضية صعده والجنوب التي ثار الشباب لإيجاد هذه الدولة وبموجبها ستحل كامل مشاكل البلاد
فمثلا الحقوق والحريات هل هي بحاجة إلى حوار وماذا ستأتي بجديد فيها وهي منصوص عليها أصلا في الدستور الحالي
هنا تفريغ لمضامين المشاكل الأساسية والمتمثلة في إسقاط نظام فاسد ظلم كل شيء في اليمن
والعقبة الأكبر ليست في قرارات أو توافق حول حل لمشكلة ما .. العقبة هي التنفيذ الذي لن يجد له طريقا لتحقيقه على الواقع بسبب وجود أصل المشكلة وهي القوى التقليدية التي أوصلت اليمن إلى ما هي عليه ألان وهل ستوافق هذه القوى التنازل عن مصالحها وتحكمها بقرار الدولة لصالح القانون
كيف يدخلون الحوار ويطالبون بالدولة المدنية الحديثة وهم يقطعون الطرقات ويقتلون شباب الثورة في الساحات ويتحكمون بمنابع النفط الذي يذهب إلى جيوبهم ويسيطرون على مفاصل الجيش والدولة هل بهذه البساطة سيتخلون عن هذا كله ويحتكموا لدولة القانون
أظن أن ثلاثة عقود وممارساتهم تثبت عدم جدية هؤلاء في أي حلول لصالح المواطن والبلد
بداية ممارسة هذه القوى المحاولة لتعطيل أجواء التهيئة بعرقلة تنفيذ النقاط العشرين وممارسة ضغوط للاستحواذ على مقاعد الحوار وصولا إلى مقاطعته والانسحاب منه والتشويش عليه وتمييع القضايا الرئيسة بين مكونات محسوبة عليها خير دليل على عدم نجاح المؤتمر والكتاب يقرءا من عنوانه
كما أن هذه القوى هناك من يسيرها من الخارج واعني بذلك بشكل أساسي الجارة السعودية التي لن تتخلى عن نفوذها داخل اليمن ولن تسمح لقواها في الداخل التسليم لقوى ثورية أو مستقلة حرة بتسيير أمور اليمن لأسباب الكل يعرفها من خلال تاريخ النظام السعودي بتعامله مع اليمن منذ عقود
إذن أدعو القراء الكرام لعدم الإفراط بالتفاؤل في نجاح الحوار والتعويل على الفعل الثوري الوحيد لحل كل مشاكل البلاد وإرساء دولة النظام والقانون .