إعلامي من أنصارالله يوجه رسالة إلى زملائه من إعلاميي المؤتمر
كتب الإعلامي اليمني صلاح العزي رسالة إلى إعلاميي المؤتمر الشعبي العام كان الأهم مافيها هو تعليقا على زيارة وفد حزبهم المفاوض إلى دولة الإمارات إحدى دول تحالف العدوان مع تأكيده أن زيارة الوفد ليست كما يحاول البعض وصفها بزيارة خيانة وتوقيع اتفاقات سرية .. مذكرا إياهم الحملة الشرسة التي شنوها على وفد أنصارالله لظهران الجنوب وبمشاركة شخصيات من حزب المؤتمر ومهاجمتهم وتخوينهم رغم أنها كانت انتصارا لأبناء الشعب اليمني إلا أنهم حولوها انتصارا للعدو السعودي .
نص الرسالة
رسالة إلى إخواني في الجانب الإعلامي لحزب المؤتمر
الإخوة الأعزاء في الجانب الإعلامي لحزب المؤتمر الشعبي العام أولا أهنئكم على الشرف الكبير الذي كنتم ولازلتم شركاء فيه وهو الشرف الذي لا يضاهيه شرف المتمثل في الوقوف صفا واحدا مع وطنكم وشعبكم وكل الشرفاء ضد العدوان الأمريكي السعودي وآلته الإعلامية المضللة ذات الحجم الكبير والإمكانيات الهائلة.
وبفضل الله وبفضل جهود كل اليمنيين الشرفاء المجاهدين في الجبهة الإعلامية والتي كنتم ولازلتم جزءا منها تمت تعرية قوى العدوان وفضحهم وفضح مشروعهم الإجرامي التكفيري التخريبي الطائفي العنصري وهتك الستار الذي كانوا يغطون به على وجوههم البشعة القبيحة.
و ﻷننا وإياكم في جبهة واحدة نعتز بها ونفتخر فواجبنا تجاه بعضنا البعض أن نتواصى ونتناصح ونتعلم من بعضنا لتكتمل فينا الأخوة الكاملة ومن هذا المنطلق اسمحوا لي أن أوجه لكم هذه الكلمات آملا منكم أن تتقبلوها بحسن نية وبروح أخوية طيبة.
هذا اليوم قام وفد رفيع من الإخوة قادة حزب المؤتمر الشعبي العام بزيارة خاصة إلى دولة الإمارات التي تعتبر شريكا أساسيا وفاعلا في العدوان على اليمن وارتكبت بحق الشعب اليمني سلسلة من أبشع الجرائم وهذا ليس الموضوع الأساسي ولكنه ذكرنا بأمر مهم.
ذكرتنا هذه الزيارة بالزيارة التي قامت بها شخصيات يمنية وطنية إلى مدينة ظهران الجنوب السعودية وعلى الرغم من أن حزب المؤتمر كان مشاركا فيها بوفد رسمي وأن الهدف منها مصلحة عامة للشعب بأكمله لمناقشة إيقاف العدوان ، وعلى الرغم أيضآ من أنها خطوة قوية ومشرفة للشعب اليمني بأكمله ﻷنها أتت من مركز قوة وفيها خضوع وتنازل كبير من قبل النظام السعودي الذي كان يرفض رفضا قاطعا الجلوس والتفاوض مباشرة مع أي وفد يمني من المناهضين للعدوان إلا أن صمود وشجاعة الشعب اليمني أرغمه على الخضوع والتخلي عن غطرسته واستكباره.
إلا أنكم مع احترامي الشديد تبنيتم حملة إعلامية مضللة حول تلك الزيارة لم نكن نأملها منكم ومع أن ظاهرها كان مهاجمة أنصار الله و اتهامهم بالخيانة والعمالة والتخلي عن تضحيات الشعب باتفاقيات مهينة مع النظام السعودي ، إلا أن ضررها الأكبر أصاب الشعب اليمني الصابر الصامد أصاب المجتمع المناهض للعدوان بكل شرائحه.
قابلتم ثقة الشعب بوسائل إعلامه الوطنية بحملة تضليلية و حولتم له تلك الزيارة من خطوة قوية مشرفة إلى عمل مخز ومشين لم يستفد منه الا العدو ، وبدلا من أن يفتخر اليمنيون بذلك الإنجاز أجبرتموه على احتقاره وتخوين الوفد الذي شارك في تحقيقه ومن بينهم ممثلون عن حزبكم ، وبدلا عن ظهور النظام السعودي في صورة الخاضع المتنازل الذليل ساهمتم انتم بدون إدراك وبدون قصد في تضخيمه وكأن الإنجاز له وليس ضده.
أما أنصار الله فلم ولن يتضرروا من أمثال تلك الحملات لأن الواقع كفيل بدحضها وكيف يقبل عاقل بقضية خيانة أنصار الله وهو يراهم بعينه في كل الجبهات يلقنون العدو دروسا مؤلمة ، فكاد المجتمع أن ينقسم و بات بعضه يخون بعضه لولا الوعي الذي يتحلى به الشعب فقضى على تلك الآثار التي نتجت في وقت غير مناسب والمشكلة أنكم كنتم على يقين بأنها تضليل في تضليل.
واليوم ومع الزيارة التي قام بها وفدكم الرفيع إلى الإمارات وعلى الرغم من أنها زيارة خاصة ولا علاقة لها بالعدوان ولا بإيقافه فقد كان بالإمكان أن تشن عليكم أو عليهم حملة أسوأ وأشد من حملتكم لاتهامهم بالخيانة والعمالة والتواطؤ وأن الدافع للزيارة هو توقيع اتفاقيات سرية لتنفيذ مشاريع مستقبلية وتساق معها الاكاذيب والقرائن الزائفة وما الى ذلك من مقومات التضليل ﻹثبات تهمة الخيانة عليهم.
ولكن ﻷننا نعرف أن زيارتهم شريفة وليس فيها أي شيء من تلك الأمور وانها لم ولن تكون بدافع الخيانة ولا من أجل التواطؤ وﻷننا على يقين بأن الوفد المشارك وفد وطني وانه حريص كل الحرص على سلامة واستقرار وسيادة اليمن وأنه مناهض للعدوان والوصاية وانه لن يتخلى عن تضحيات الشعب فلم ولن نرى ضرورة لمهاجمته أو مهاجمة الزيارة ولن نكذب على الشعب ولن نضلله ولن نزيف عليه الحقيقة ﻷن ذلك ليس من شرف العمل الإعلامي وإلا لاستطعنا.
وأذكر نفسي وإياكم وكل الإعلاميين بأن الواجب الأساسي الذي يلزمنا تجاه الناس والرأي العام هو كشف الحقائق أمامهم ،و وضعهم في الصورة الحقيقية للأحداث ،وكشف حملات الزيف العالمية التي تستهدفهم ،و التصدي للآلة الإعلامية التضليلية التي تعمل على إنشاء أجيال مضللة تائهة لا تعرف الحق من الباطل ، تتحرك في غير المسار الذي يريده الله لها ، لا تعرف عدوها من صديقها ، ولا تدري أين مصلحتها كالذين يتحالفون اليوم مع الغزاة ليسهلوا لهم احتلال بلدهم ويظنون انهم يحسنون صنعآ.
أما التضليل الإعلامي فوالله انه من أكبر الخيانات للشعوب خاصة إذا كانت تثق في وسائل إعلامها ، وفي الأخير أجدد لكم الشكر على مواقفكم المشرفة من العدوان والتي بلغت قمة الشرف بتقديم الشهداء من وسطكم الإعلامي وأؤكد لكم بأني كتبت هذه الرسالة صادقا مخلصا ناصحا حريصا على تصحيح أخطائنا ولا هدف لي منها غير ذلك معترفا على نفسي بأني أول الخطائين مستمدا منكم جميعا ومن كل الناس النصيحة متعهدا لله ولكم بأن أكون صادقا مع كل من ينصحني مسارعا إلى تصحيح أخطائي من غير عناد ولا تعنت.
واشد على أيدي كل المجاهدين اليمنيين في شتى الجبهات بمواصلة الجهود الطيبة في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي ومباركة كل خطوات المصالحة الوطنية وتقوية الجبهة الداخلية التي لن يكون لنا اثر إلا بها.
والسلام عليكم ورحمة الله
أخوكم المخلص
#صلاح_العزي