التقارب الروسي التركي الايراني ،، الاخوان أمام فرصة تاريخية لا تعوض.
بقلم / عبدالله مفضل الوزير
التحالف أو بالأصح التقارب الروسي التركي الإيراني أعطى فرصة كبيرة لأردوغان والإخوان عموما للإنعتاق من اليد الأمريكية خاصة بعد الإنقلاب الفاشل الذي تقف خلفه أمريكا والسعودية كما يردد الاعلام الاخواني.
بكل تأكيد أن النظام السوري هو المستفيد الأكبر، غير أن أردوغان بقدر ما يحاول إستخدام هذه الخطوة تكتيك للتخلص من الخطر الكردي و للضغط على أمريكا لتسليم فتح الله غولن زعيم الصوفية في تركيا المنافس الأكبر للاخوان بتركيا، ولمحاربة داعش في سوريا التي باتت تمثل خطرا عليه بعد أن أدرك ذلك مؤخرا.
لكنه امام الدب الروسي والدبلوماسية الايرانية لن يحصل أكثر مما سيحصلون عليه هم من هذا التقارب فاغلاق الحدود التركية امام المعارضة السورية مطلب روسي ايراني سوري واردوغان مطالب به ان اراد دخول سوريا لمحاربة داعش وربما الاكراد السوريين لاحقا.
امريكا والسعودية سيتضرران أكثر من هذا التقارب ومن ما قد تفضي اليه أي اتفاقيات بين المتحالفين الجدد وبالتالي فردة الفعل ستكون كبيرة فمن غير المعقول أن يسمحا بالخروج من المولد بلا حمص بعد التضحيات والخسارة التي قدمتها خلال السنوات الماضية في سوريا ليأتي أردوغان لينسفها بكل هذه البساطة.
هذا يجعل اردوغان مثلما ذهب مرغما بحثا عن المصلحة نحو هذا التقارب امام ضرورة وحتمية إنشاء تحالف جديد من خلال هذا التقارب لضمان استقرار حكمه وحكم الاخوان مستقبلا بتركيا مالم فعليه أن يترقب السقوط نتيجة المؤامرات التي ستحاك ضده خاصة مع الاجراءات الجنونية التي قام بها بعد فشل الاتفاق.
ان ضرورة إنشاء تحالف تركي روسي ايراني سيعطي الاخوان عموما فرصة للإستقلالية كما هي ايران في اتخاذ القرارات بعيدا عن التكتيكات الهبلى التي تخدم أمريكا وقدمت الاخوان كجنود مرتزقة للامريكان طوال التاريخ الاخواني، كما أن مثل هذا التحالف من شأنه أن يسهم في صناعة الإستقرار البلدان العربية والعالمية وسيعزل الوهابية ويضربها في مقتل، خاصة أنها المنافس الحقيقي للاخوان وبها استطاع ال سعود ضرب الاخوان عقب الربيع العربي.
فهل يدرك أردوغان ذلك أم أن العقلية الإخوانية البرجماتية الضيقة ستقف حجر عثرة أمام ادراك الاولويات واين المصلحة تكون؟!!