عن بيان الجروان المضحك حد القرف
بقلم / عبدالرحمن هاشم اللاحجي
بصورة مضحكة – وغير مُحترمة خرج على وسائل الاعلام المختلفة ظهر اليوم الأحد العسكري – الاماراتي / احمد بن محمد الجروان ببيان منسوب الى البرلمان العربي المدفون قال فيه بأنه: لا يعترف بقرارات مجلس النواب اليمني التي زكّت بالأمس المجلس السياسي الاعلى لادارة شؤون اليمن ، وانه لا يعترف سوى بشرعية الرئيس المخلوع هادي واضاف بان:” ما اقدم عليه مجلس النواب اليمني اليوم مخالف للدستور اليمني وليس اكثر من مسرحية تكرس للانقلاب وتشرعن له الديمومة والبقاء . !
الجروان الذي يحمل جنسية دولة عربية لا تملك برلماناً من الأساس، كان قد خرج علينا من تحت مكيفه الرطب (ببيان شخصي) لا يمكن قراء ته سوى من زاوية التدخل الهمجي والإساءة المباشرة للشعوب الحُرّة التي قطعت شوطاً كبيراً في مجال الديمقراطية وحقوق الرأي والتعبير (التي تفتقدها بلاده ) ، ولو ان الرجل اعاد النظر في بيانه المتسرع مرّة اخرى لكان تراجع عن هفوته الكبيرة قبل ان تصل الى وسائل الاعلام (التي سارعت هي الاخرى بنشرها على عجل ) ولكن : يبدو بان رطوبة المكان قد استرخته، وارهلت اعصابه كثيراً، لدرجة أن الرجل صاغ بيانه بصفة شخصية دون ان يعقد حتى اجتماعاً رمزياً لأعضاء برلمانه، وحتى ان حدث ذلك “كما يقول قانونيون ” فإن القانون الاساسي الذي تأسس على ضوئه البرلمان العربي لا يجيز له التدخل في قرارات البرلمانات الاخرى ولا يملك حق الهيمنة وفرض الاملاءات على برلمانات الآخرين وتقييد قراراتها .!
لا نعرف متى كان هناك اتحاداً عربياً شبيهاً بالاتحاد الأوروبي مثلاً تتربع في أعلى هرمه الريادي والقيادي مشيخات الرياض واميرات دُبي والدوحة حتى يقفز الجروان لتحديد ما يجب ان تكون عليه قرارات البرلمان اليمني؟ ولا نعلم متى كانت الاتحادات تُجيز لمعتوه كالجروان او غيره الحديث عن قرارات الشعوب الراغبة بشق طريقها ان هي ارادت ذلك (بإفتراض ان اليمن جزء لا يتجزاء من اتحاد عربي كبير وليس دولة مستقلة ذات مؤسسات ديموقراطية منتخبة من قبل شعبها العظيم )، بتلك الطريقة الفجّة –السافرة التي ظهرت في بيان الجروان المُتجرئ،.!
من الطبيعي ان لا يتعرف الجروان و قوّاديه وزبانيته بقرارات مجلس النواب اليمني الذي يستمد قوّته وصلاحياته من الارادة الشعبية اليمنية العارمة التي اثبتت صلابة فولاذيه في التصدي لجنوده المغفلين وسحقتهم في صحاري مأرب وفيافي الجوف وشعب الجن ، لكن ماليس طبيعياً هو ان يظهر علينا ببيان شخصي منسوباً لبرلمان لا يعرف عنه اكثر من 99 % من العرب المنتشرين في الساحة العالمية الواسعة سوى انه حانوت صغير لصياغة الاجندات النجدية وقولبتها بشكل مخادع ومتستر ، ولكن يبدو بأن المقولب المغفل لم يحسن قولبة خطوته المتسرعة عندما كشفها بشكل فاضح وغير محسوب امام قنوات الجزيرة والعربية وال حدث و ..الخ في سابقة سيندم عليها طبّاخو الرياض في الوقت القريب عندما يكتشفون بأنهم اوعزو للجروان خطاءً ودفعوه للاعلام وهم جميعا في حالة مُسكرة – وغير مُتزنة .!!
ندرك جيدا حجم الهوس والتخبط الذي بات ينتاب دويلات الخليج ويجتاح الرقعة العالمية من أوربا الى امريكا ومن الشرق الى الغرب بسبب الخطوة القاصمة الذي اقدم عليها مجلس النواب اليمني عندما منح ثقة بغالبية اعضائه للمجلس السياسي الاعلى لكنا لم نكن نتوقع بأن تكون ردود الفعل بهذا السخف وبهذا الغباء المفرط والمضحك الذي ظهرت عليه في بيان الجروان، ومن هنا نعتقد وبقوة بأن الارباك الخليجي- الامريكي قد فاق توقعاته، والتخبط الاممي قد بلغ ذروته والأيام كفيلة بأن تمتعنا ضحكاً أكثر باذن الله .