هكذا وصفت هآرتس الصهيونية وضع السعودية في اليمن
يمني برس- متابعات – تقرير *
رغم أن السعودية تكبدت خسائر، في حربها باليمن، وبدأت الانتقادات داخل المملكة تتزايد بشأن ارتفاع تكلفتها، لكنها ليست على وشك إيقاف الحرب، خاصة في ظل غياب الضغط الدولي وكاميرات التلفزيون التي تغطى المعركة، وبالتالي تبدو الحرب اليمنية منسية ومستمرة إلى أجل غير مسمى، رغم أن مخاوف السعودية من اليمن مبالغ فيها.
نشرت صحيفة “هارتس” العبرية، مقالاً تحليلياً (الاثنين 22 أغسطس/ 2016)، أشارت فيه، أن الحرب في اليمن – خلافاً لسوريا – بعيدة عن الاهتمام الدولي، ورغم تعرض مئات الآلاف من الأطفال لمحن قاسية، لا تزال الأمم المتحدة صامتة خوفاً من المقاطعة الاقتصادية السعودية، وإلا فمتى كانت آخر مرة رأينا فيديوهات أو تقارير تليفزيونية من الحرب في اليمن؟
وتتساءل الصحيفة: من يقاتل من هناك؟ ومن الذي يحاول حل الأزمة المتجذرة أصولها منذ عقود وأدت إلى تفجير الحرب الشاملة بعد نحو عامين؟ مبينة أن الاهتمام بالحرب اليمنية هو الأكثر سطحية.. وهناك، بالكاد، تغطية إخبارية إجبارية يتشارك بها صناع القرار في العالم.
وأشارت، أنه بالمقارنة مع الحرب في سوريا، ورغم أنها أقل إثارة. حيث قتل نحو 6500 شخص في الحرب، نصفهم تقريباً من المدنيين، لم يلق العالم أي اهتمام لها إلى حد كبير، باستثناء الولايات المتحدة، التي كانت تعمل بحرية داخل الأراضي اليمنية عندما قصفت أهداف تنظيم القاعدة.
ولفتت، أن مضيق باب المندب الذي يقع بالقرب من مدينة عدن، وهو المتحكم في مصالح العالم وخاصة الدول العربية القريبة من الذراع الشرقي للبحر الأحمر مثل الأردن والمملكة العربية السعودية ومصر وإسرائيل، ويأتي في المرتبة الرابعة كأكثر المناطق أهمية لتجارة النفط.
بين صنعاء ودمشق
تقول الصحيفة: كما هو الحال في معظم الحروب، فإن القتال من أجل السلطة والسيطرة هو السبب الرئيس وراء الحرب في اليمن، مثلما هو الحال في سوريا، ولكن حرب اليمن لم يكن مخططاً لها، ارتفعت حدة الحرب في اليمن من صدام قبلي محلي إلى تركيز الاهتمام الدولي، وذلك ليس بسبب القيمة الاستراتيجية للبلاد، ولكن لأنها أصبحت ساحة معركة بين قوتين متنافستين – إيران والمملكة العربية السعودية.
وبحسب الصحيفة، على عكس سوريا، لم تنجر القوى الكبرى مثل روسيا والولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى الصراع في اليمن، وهناك بعض الاختلافات الكبرى، حيث تمكن اللاجئون السوريون من الفرار إلى أماكن مثل مصر ولبنان وتركيا، وبعضهم فر إلى الدول الأوروبية، عكس النازحين اليمنيين المعرضين لمخاطر عالية لا يمتلكون مكاناً آخر يذهبون إليه، حيث قدرت وكالة إغاثة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة 2.8 مليون لاجئ، بما في ذلك أكثر من نصف مليون طفل في خطر الموت جوعاً، منذ عام 2015.
غضب سعودي
وقبل أسابيع قليلة، أثارت السعودية ضجة كبيرة هزت الأمم المتحدة، بعد تقرير للأمم المتحدة نشر في مايو، يحمل قوات التحالف وعلى رأسها سلاح الجو السعودي، مسؤولية مقتل المدنيين في الحرب الذين يمثل الأطفال 60% منهم، ووضعها التقرير على القائمة السوداء، وطالبت الرياض الأمم المتحدة بإعادة النظر في التقرير.
اعترف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بأنه تعرض للابتزاز من قبل بعض الدول (التي لم يسمها) لإزالة التحالف العربي من القائمة السوداء، حتى لا تجمد السعودية مدفوعاتها للأمم المتحدة. والآن تهدد الأمم المتحدة بوضع التحالف مرة أخرى على القائمة السوداء في أعقاب الهجوم على مدرسة ومستشفى في شمال اليمن وقتل 10 أطفال على الأقل.
وترى “هارتس″، أن الحساسية التي أظهرتها السعودية تجاه التقرير ليست من مخاوف تشويه سمعة المملكة، ولكن لأن أصواتاً ارتفعت في الكونجرس الأمريكي ضد صفقات السلاح للرياض في ضوء القتل العشوائي للمدنيين، بالإضافة إلى نفس المعارضة والانتقادات في بريطانيا، التي باعت أسلحة للسعوديين بقيمة 2.8 مليار جنيه استرليني منذ مارس 2015 عندما بدأت الحملة العسكرية السعودية في اليمن.
مخاوف السعودية مبالغ فيها
وحذرت افتتاحية نيويورك تايمز، مؤخراً: “نظراً لسقوط ضحايا من المدنيين، فإن المزيد من الدعم الأمريكي لهذه الحرب لا يمكن الدفاع عنها… هناك بصمة أمريكية على كل حياة مدنية فقدت في اليمن”. معتبرة أن هذا تصريح من الصعب على الإدارة الأميركية والكونغرس دحضه، وخاصة عندما يكون من غير الواضح تماماً ما الفائدة الأميركية في هذه الحرب، فضلاً عن ضرورة الوقوف إلى جانب السعودية المملكة العربية بأي ثمن في الحملة التي تشن في اليمن ضد ما تصفه النفوذ الإيراني، وربما لتعويض المملكة العربية السعودية عن توقيع اتفاق نووي مع إيران.
وقالت الصحيفة، المشكلة هي أنه حتى المخابرات الأمريكية تعتقد أن تورط إيران في اليمن محدود وأن المخاوف السعودية مبالغ فيها. ولكن عندما تحتاج أمريكا الدعم السعودي في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط، فإن تقييمات المخابرات يرمى بها في المقعد الخلفي لاعتبارات سياسية.
وخلص تحليل الصحيفة إلى أنه ورغم أن السعودية تكبدت خسائر، في هذه الحرب، وبدأت الانتقادات داخل المملكة تتزايد بشأن ارتفاع تكلفتها، لكن السعودية ليست على وشك إيقاف الحرب، خاصة في ظل غياب الضغط الدولي وكاميرات التلفزيون التي تغطى المعركة، وبالتالي تبدو الحرب اليمنية مستمرة إلى أجل غير مسمى.
- المصدر بانوراما الشرق الاوسط