إلى شعوب الخليج.. إني لكم من الناصحين
محسن علي الجمال
عندما أرادت أَمريكا وإسرائيلُ الهيمنةَ والتسلُّطَ والاستعمارَ على الأُمَّـة العربية وبسط نفوذها لتقتاتَ من أراضي الشعوب العربية والإسْلَامية وَخُصُـوْصاً محور بما يسمى بالشرق الأوسط عمدت إلى كلمة الإرْهَاب كخدعة وذريعة لاحتلال واستعمار الشعوب العربية والإسْلَامية مع عدد من قادة وأمراء تحتَ عنوان اتّفاقيات مكافحة الإرْهَاب متمثلة بفقّاساتها داعش والقاعدة والنصرة وغيرهما من المسميات التي تبنّتها بقاعدة الفكر الوهابي التكفيري الذي لبس عباءةَ الإسْلَام لتكونَ خنجراً مسموماً في خاصرة الأمتين العربية والإسْلَامية، وجاءت بهذه الطريقة الملتوية للتحكم بمسارات الشعوب كبديل آخر للاستعمار العسكري المباشر.. بعد أن رسمت خططاً للانقضاض على كُلّ دولة عربية لشرذمتها وتفكيكها وتقسيمها دويلات وكنتونات صغيرة وبدأت بالعراق ولبنان وسوريا وليبيا واليمن.. ومن ثم محاولتها لزعزعة مصر وسوريا والجزائر، وما يحصل الآن من الوقائع على الشعوب وأراضيها خير شاهد.
وما يجري من قتل وإبادة وحروب في داخل الدول العربية المستهدفة للكيان الصهيوني والأَمريكي ليس بعيداً عنكم، فكلٌّ يأتي دوره على حسب الرقم، فالمثل اليمني يقول لكم: “إذا حلق ابن عمك بليت”.. فالهدف القادم هو أنتم إن لم تعيدوا حساباتكم وصحوتكم أمام حكوماتكم وأمرائكم وأساطيل إعْلَامكم الذي يجعلكم في تضليل ويبعدكم عن الحقائق.
أما في اليمن فسنقول لكم بحيادية تامة ونقدم نصائحنا اليكم.. لا زلتم يا شعوب الخليج العربي ضحيةً للتعتيم الإعْلَامي وتضليله عليكم وتمييعه للحقائق وتزييفها.. كما كان الشعب اليمني مضلل عنه في حروب صعدة الظالمة إثر التعتيم الإعْلَامي الكبير واختلاق الأكاذيب وبث الشائعات التي يقدمها إليكم إعْلَامكم ومحاضريكم، وقدم فيها ضحايا كثيرين من الجيش اليمني ومن أَبْنَاء اليمن من محافظة صعدة وبعد انكشاف الحقيقة للشعب اليمني أصحبت كُلّ أسرة تتألم على فقيدها في تلك الحروب.. وانكشفت للجميع أن المطبخَ الإعْلَامي الذي كان يصاحِبُ حروبَ صعدة هو نفس الماكينة التي كشفت الآن واتضحت أنها مطابخُ إعْلَامية أَمريكية صهيونية بحتة.
يا شعوب الخليج.. لا زلتم تؤيدون العُـدْوَان السعودي الأَمريكي وتحالفه على اليمن وتسكتون على كُلّ الجرائم والابادات الجماعية لأطفال ونساء الشعب اليمني وتحويل أجسادهم إلى أشلاء تحت الذرائع والاسطوانات المشروخة كالتدخل الإيراني والشرعية الموهومة للفار هادي وأعوانه، بينما الحقيقة أن الشعب اليمني حطّم قيود الذل والاستسلام والارتهان وخرج عن الوصاية وَيريد العيش بعزة وكرامة واستقلالية تامة والتعامل بالندية مع جميع الدول لا أن يكون تبعيةً لأحد لأية دولة في هذا العالم.
يا شعوب الخليج.. تنادون اليمن أصل العروبة ومنبع الحضارة ومصانع الرجال بأنهم مجوس روافض فنحن أَبْنَاء الشعب اليمني لم نجد بيننا شخصاً إيرانياً واحداً، ولم نجد فينا مَن يعبد النار وتريد حكوماتكم إشعال الفتنة الطائفية والمذهبية لتفكيك النسيج الاجتماعي اليمني تحت عنوان شيعة وسنة فهذه المسميات ليست عندنا إطْلَاقاً.
يا شعوبَ الخليج.. لقد كان أغلبيةُ الشعب اليمني أشدَّ عداوة منكم للحوثي نتيجة الشائعات التي جعلت الشعب يندفع لقتاله وبذل الشعب اليمني فلذات أكباده وقدم أمواله واجتمعت قبائله لاستئصال الحوثي لكنها اليوم تعض الأصابع وَتذرف دموع الندم بعد اطلاعهم على المشروع والثقافة القُرْآنية وتتمنى وأنها لو كانت فداءً له.
إستعنتم بأَمريكا لتحميكم وتدافع عنكم، وتنكرتم لله سبحانه وتعالى، وكفرتم بنعمته، وظننتم بترساناتكم العسكرية أن دولكم برعاية أَمريكا ومباركة إسرائيل ستدوس على الجميع، لكن اليوم جنودكم ننظر لأبنائكم نظرة إشفاق ورحمة كيف يقتلون وهم في صفوف الباطل ومدافعون عن أولياء الشيطان، وستندمون حتماً حين تعرفون الحق وأهله كنا عرفناه في اليمن.
يا شعوب الخليج.. سنة وسبعة أشهر لم تهتز للشعب اليمني شعرة من رأسه، وكلما استهدف تحالف دولكم الأسر اليمنية ظلماً كلما عكست همجية غاراتكم النتيجة وتجعل الأسر التي لا تحبُّ الحوثي تجعلها تتمسك بالحوثي وتنطلق إلى كافة جبهات القتال لأخذ الثأر عن شهدائهم.
يا شعوب الخليج الشرعية إذا كان التحالف تحتَ عنوان الانقلاب الحوثي الصالحي، فما الهدف من قصف واستهداف المساجد والمعاهد والمدارس والمستشفيات والطرق والجسور والجامعات والأسواق وتدميرها؟.. فيما الشرعية التي تدافعون عنها حتّى في منشورات تويتركم لم تؤمن حياً واحداً من حي المحافظات الجنوبية التي ترزح تحت الاحتلال وتحت وطأة داعش والقاعدة وبقية مرتزقة العالم الذين جاء بهم التحالف من مختلف بقاع الأرض للقتال في ارض اليمن وقتلوا شر قتله.
يا شعوب الخليج.. استخدم تحالف العُـدْوَان على اليمن أفتك الأسلحة المحرمة دولياً، حيث لا قوانين ستحميكم إن لفّت أَمريكا حبال المشانق على أعناقكم وهي تنسج الآن خيوطها لتوقعكم في مصيدتها.. فيما القضية الفلسطينية لا زالت تئن وترفع مظلوميتها منكم إلى الله لتخاذلكم عنها، فيما الشعوب العربية جريحة من ظلم وطغي وتكبر وتجبر قادتكم، فأين الحزم والعزم على إسرائيل الذي يسر قادتكم باحتضان قادتهم وأين هو منكم حديث من لم يهمه أمر المسلمين فليس منهم.
يا شعوب الخليج.. ما ترونه من شدة بأس للمقاتل اليمني ليس السحر الحوثي الذي يضحكون به عليكم ويصدقه غباؤكم، كما كنا نحن في الجاهلية الأولى، إنما هو في الحقيقة قوة الإيمان والصلة الحقيقة بالله والثقة به والالتجاء به فهو خير الناصرين وهو حسبنا ونعم الوكيل وتناسيتم أنّه من يقول للشيء كن فيكون.
يا شعوب الخليج تتفاخر قيادتكم بحماية ومظلة أَمريك لقتل جيرانكم من أَبْنَاء الشعب اليمني وإخوانكم في الإسْلَام، ونسيت أن لهذا العالم رباً هو الله يوم ينادي على المظلوم ويقول له تقدم وينادِ على الظالم لا تتكلم.. فَإن كان لكم كيد فكيدون.
يا شعوب الخليج.. ثقوا أننا لن تخفيَنا لو اجتمعت علينا قوى الأرض بأساطيلها وبوارجها وطيرانها واسلحتها مادامت قوة السماوات والأرض بيد من لا يغفل ولا ينام ومن يقول وكان حقا علينا نصر المؤمنين.
يا شعوب الخليج.. أتظنون أن اللهَ سينصر تحالفكم الإسْلَامي اسماً والأَمريكي الصهيوني حقيقةً؟.. فكيف سينصر الله تحالفكم وقد اتخذ قادتكم اليهود والنصارى أولياءً من دون الله بينما نحن ولينا والله ورسوله والذين آمنوا؟!.
يا شعوب الخليج.. أتظنون أن الله سيكتب الغلبة لبلاك ووتر والدواعش ومجرمي العالم وقد جاءوا إلى اليمن لقتل أَبْنَائه واستحياء نسائه وهتك اعراضه.. كلا.. فو الله لن يجدوا موطئ قدم واحداً، وإنما سيذوقون الموت الأَحْمَر الذي لن يخطر ببالهم.
يا شعوب الخليج.. هل أضعتم سنة وكلام رسول الله الذي يتشدق به عجافكم من منابرهم في حُرمة الدماء.. فحرّمتم وعصمتم دماء الصهاينة والأَمريكان الذين بُنيَت لهم قواعد عسكرية لاحتلاكم لا للدفاع عنكم وحللتم دماء أَبْنَاء العرب والمسلمين تحت عناوين تخدم أعدائنا وأعدائكم.
يا شعوب الخليج.. سنقول لكم كما قال الله في كتابه القُرْآن الذي استغنيتم عن سماعه واستبدلت اسماعكم بكتاب الله أغاني البالات والرقصات حين قال سبحانه: (سَنُرِيهِمْ ءاياتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ).. وما يحصل في جبهات القتال بنجران وجيزان وعسير جزء من وعد الله الصادق وأنتم ترون ابنائكم يفرون كالثعالب بدباباتهم ومصفحاتهم وهمراتهم من جندي يمني يحمل سلاح لم تعرفونه بعد وبندقيته الشخصية.. فماذا تفسرون هذا أنتم؟.
يا شعوب الخليج.. لئن لم ترفعوا كلمةَ حق عند سلاطينكم الطغاة فبشروهم بأن الله قد بعث عليهم عباداً له أولي بأس شديد يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم.. فانتظروا قدومَهم، فقد حان المجيء إليكم وستقولون للحوثي ومسيرته وأنصاره وشهدائه وجرحاه حين تنقشعُ عنكم الغشاوة يا ليتني كنتُ معهم فأفوز فوزاً عظيماً.