النص الكامل والمصحح لخطاب السيدُ القائدُ عبدُالملك بدر الدين الحوثي عن آخر المستجداتِ ومجزرة العُـدْوَان في الصالة الكبرى بصنعاء
يمني برس- متابعات
دعا السيّدُ عبدُالملك بدر الدين الحوثي قائدُ الثورة الشعبية، الشعبَ اليمني للنفيرِ العام والمزيد من التحرك في مواجَهة كافة المؤامرات للعدوان الأمريكي السعودي على بلادنا.
وأوضح السيدُ في خطابٍ له يوم أمس، عن آخر المستجداتِ ومجزرة العُـدْوَان في الصالة الكبرى، أن قصفَ القاعة الكبرى بالعاصمة صنعاء هو من أفظع جرائم العدوان، داعياً قبائلَ خولان الطيال وسنحان وكل القبائل اليمنية أن يكونوا عند مستوى ما تفرضُه عليهم مسؤوليتهم الدينية والوطنية أمام الله والقبيلة.
وفي ما يلي نص الخطاب:
أَعُــوْذُ باللهِ مِـن الشَّيْطَـانِ الرَّجِـــيْـمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحَمْـدُ لله رَبِّ العالمين، وأشهَدُ أن لا إلهَ إلّا اللهُ المَلَكُ الحَقُّ المبين، وأشْهَدُ أَنْ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عبدُه ورسولُه خاتمُ النبيين.. اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ وبارِكْ على مُحَمَّــد وعلى آل مُحَمَّــد، كما صليتَ وباركتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجَبين وعن سائرِ عبادِكَ الصالحين.
أَيُّها الإِخْوَةُ والأخواتُ، شعبَنا اليمني العزيز: السَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ تَعَالَى وَبَرَكَاتُهُ.
إنَّا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.
فاجعةٌ كبيرةٌ
في مناسبةِ عزاءٍ، في مناسبةٍ إنْسَانية، هذه المناسبةُ كانت في مدينة صنعاء في القاعة الكبرى، بمناسبة عزاء بوفاة شخصية مرموقة من بيت الرويشان ووالد وزير الخارجية الأستاذ جلال الرويشان بيت الرويشان من قبائل خولان الطيال خولان الأُباة الأعزاء، في هذه المناسبة الإنْسَانية اجتمع المئاتُ من أَبْنَاءِ هذا الشَّـعْـب على رأسهم الكثيرُ من المسؤولين والشخصيات المرموقة ورجال كُثْرٌ من قبيلة خولان وكذلك من مناطق مختلفة ومتعددة، الكلُّ اجتمعوا في هذه القاعة في هذه المناسبة الإنْسَانية التي يتفاعَلُ معها شعبنا اليمني بحُكم قِيَمِه بحكم إنْسَانيته بحكم أَخْـلَاقه، وأثناء الاجتماع بهذه القاعة وحوالي الساعة 3:20 عصراً شَنَّت طائراتُ العُـدْوَان الأَمريكي السعودي غارةً جويةً على هذا الاجتماع في هذه المناسبة الإنْسَانية، على هذا التجمع الذي يضم المئات من أَبْنَاءِ هذا الشَّـعْـب، شنت عليه غارة وألقت عليه بما يقاربُ 4 قنابل كبيرة مدمرة وقاتلة وفتاكه لتحوَّلَ هذه المناسبة إلى مأتم كبير وإلى مناسبة عزاء لكل شعبنا اليمني المسلم.
هذه الفاجعة التي أتت في وَضَحِ النهار في وسط العاصمة صنعاء في أمانة العاصمة في مدينة صنعاء، هذه الفاجعة الكبيرة في وضح النهار في اجتماع كبير في مناسبة كبيرة فيها حضور رسمي وشعبي، هذه كانت فاجعة كبيرة ومأساة كبيرة وواحدة من أفظع الجرائم التي ارتكبها العُـدْوَانُ الأَمريكي السعودي بحق شعبنا اليمني المسلم والعزيز.
في البداية نحن نتقدَّمُ إلى كُلِّ أُسَرِ الشُهَدَاء بالعزاء والمواساة وإلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن يشفيَ الجرحى ويشفي كُلّ الجرحى بهذا البلد من أَبْنَاء هذا البلد المظلوم المسلم العزيز. ونسأل اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن ينصُرَ شعبَنا وأن ينتقم من أولئك الظالمين المجرمين المستكبرين الطغاة.
وأمام هذه الجريمة وأمام هذا الواقع الذي يعاني منه شعبنا منذ بداية العُـدْوَان من المهم أن نتحدثَ عن بعض النقاط انطلاقاً من طبيعة هذه الجريمة، هذه الجريمة الفظيعة بكل ما تعنية الكلمة وصلت في مستوى فظاعتها وبشاعتها وسوئها إلى درجة التحرُّج الذي أصاب الأَمريكي بالدرجة الأولى، مما أثّر على عملائه على أياديه الإجْـرَامية القذرة على المنافقين الذين جعل منهم أداةً لاستهداف هذا البلد واستهداف المنطقة بكلها، في الواقع لم يكن النظام السعودي أبداً ليتحرَّجَ هو ولا عملاؤه المحليون الذين يقاتلون معه مع الأَمريكي ممَّن خانوا بلدهم وخانوا شعبهم، لم يكونوا أولئك ليتحرجوا من مثل هذه الجريمة؛ لأنه ليست لديهم الاعتبارات التي لدى الأَمريكي، وهم بعد الجريمة مباشرة بدأوا بالتباهي بها والافتخار بها وعَدَّها ضربة قاضية، حسب زعمهم، وكذلك التبرير لها كالعادة، سلسلةٌ طويلةٌ من الجرائم وعادةً يتعاطون معها ويتحدّثون عنها بالتباهي والانتفاع أحياناً والتبرير والتسويغ أحياناً، ولكن إلى درجة الإنكار التام ومحاولة النفي المطلق والتهرُّب الكامل من الجريمة هذه سابقة غريبة بالنسبة لهم، ولكن كما قلت، السبب الرئيسي هو التحرُّج من الجانب الأَمريكي.. فنأتي إلى هذا النظام السعودي بإشراف أَمريكي ارتكب من أول ضَربة في عُـدْوَانه على بلدنا وشعبنا أبشعَ الجرائم بحق المدنيين وبحق المسالمين بحق الناس ليس في جبهات القتال وليس في المعسكرات ليس ضمن أَهْـدَاف عسكرية، بحق الناس في البيوت في الأعراس في الأَسْوَاق في المساجد في المستشفيات، بحق الناس وهم في المدن والقرى والمناطق حتى في الطرقات استهدف الجميع، وكانت بالنسبة لهم أَهْـدَافاً دسمةً.. وعادة ما يعلّقُ الطيارون بعد القصف بهذا التعبير إذا هو ضرب واستهدف تجمُّعاً بشرياً في سوق أَوْ في مسجد أَوْ في مدرسة أَوْ في مستشفى أَوْ في قاعة أَوْ في زِفاف أَوْ في عزاء في أيَّة مناسبة يستخدمُ عبارةَ الهدف دسم؛ لأن المطلوبَ أن يكون هناك تجمُّعات بشرية حتى لو كانوا أطفالاً ونساءً أَوْ كان تجمُّعاً إنْسَانياً لمناسبة إنْسَانية أَوْ أي اعتبار.
المدَنيون.. أهدافٌ دسمةٌ للعدوان
كان المطلوب بالنسبة لهم قتلٌ أكبر قدر ممكن من الناس، وفيما يعتبرونه هدفاً دسماً بهذا الاعتبار الجرائم الكثيرة التي ارتكبوها بحق شعبنا ومشهورة على مستوى الكثير من الأَسْوَاق، منها سوق مستبا وسوق حيدان وسوق الخميس بمران، منها سوق عذر، أَسْوَاق كثيرة جِـدّاً في هذا البلد في تعز في لحج في مناطقَ متعددة منها كذلك مناسبات أعراس في ذمار والبيضاء وفي مناطق متعددة منها كذلك مناسبات عزاء في أماكن كثيرة لا يسعنا الحال لأن نأتي إلى سِرْد وقائعها والأحداث والجرائم تلك، يمكن هذا في وسائل الإعلام، يمكن هذا في مناسبات وكذلك في ظل مؤتمرات صحفية في الندوات أَوْ ما شاكل ذلك ممكن أن تسرد الكثر والكثير من هذا الجرائم الفَظيعة، ولكن يهمنا هنا الإشارة إلى أنه اعتاد على ارتكاب الجرائم الجماعية جرائم الإبادة الجماعية جرائم حرب ومحاولة إبادة أكبر قدر ممكن من الرجال والنساء والكبار والصغار، وأن يجعل من المجتمع اليمني في كُلّ مناسباته وفي كُلّ مناطقة هدفاً لقنابله الأَمريكية التي قدّمتها أَمريكا وهدفت أَمريكا بتقديمها إلى أن يقتلَ بها الشَّـعْـب اليمني وأن يستهدف بها الشَّـعْـب اليمني، فهذه الجريمة ليست غريبةً على هذا النظام المتوحّش قرن الشيطان ليست غريبةً عليه لا بحُكم ما ينتمي إليه من مبادئَ ضالةٍ ومن ممارسات وحشية ومن إفلاس أَخْـلَاقيٍّ وإنْسَانيٍّ، جانب مفلس طرف مفلس يصارعنا يعتدي علينا يشتغلُ كأداة للأَمريكي وبإذن الأَمريكي، يشتغل بكل إخلاص لهم يتودد إليهم بذلك ويحاول أن يتكبر بذلك يكون كبيراً ووكيلاً حصرياً لهم في المنطقة، هذا الإفلاس الأَخْـلَاقي والإنْسَاني والقيمي جُلُّه متوحشٌ إلى درجة أنْ لا يكون لديه استثناءات في جرائمه ولا حرج، فالحرج تجاه هذه الجريمة لم يكن أبداً سعودياً ولا للعملاء المحليين وإنما كان حرجاً أَمريكياً.
أمريكا تتنصّلُ من مسؤوليتها
الأَمريكي بالرغم من دوره الواضح والصريح والمعلَن في الإشراف على هذا العُـدْوَان في أن هذا العُـدْوَان أُعْلِنَ من وسط واشنطن قبل أن يُعلَنَ من الرياض، في أن كُلّ الوسائل والأدوات العسكرية الفتاكة أَمريكية، في الإشراف والإدَارَة والتخطيط لهذا العُـدْوَان أَمريكي، في أن عملية الرصد للأَهْـدَاف وتحديد الأَهْـدَاف عملية أَمريكية، في أن الطائرات التي تغير والقنابل التي تضرب وتفتك وتدمر في هذا البلد وتقتل أَبْنَاء هذا الشَّـعْـب أَمريكية، ولا تضرب إلا حيث يأذن الأَمريكي وحيث يريد الأَمريكي وحيث يرخص الأَمريكي، وهذا أمرٌ محسومٌ منذ لحظة الشراء ومنذ لحظة التقديم لها الأَمريكي بالرغم من إعْـلَانه المتكرّر في مناسبات ومقامات على كُلّ مستوى بالنسبة لمسئوليه من تبنّيه الصريح لهذا العُـدْوَان ودعمه الواضح لهذا العُـدْوَان وإشرافه المباشر على هذا العُـدْوَان، إلا أن بالرغم من كُلّ ذلك يحاول أن يقدم نفسَه وكأنه طرفٌ محايد هناك، ويحاول يحاول بكل جهد أن لا ترتدَّ عليه الجرائمُ الفَظيعة والوحشية التي هي بضوءٍ أخضرَ منه، التي هي سلاحه بقنابله بحمايته السياسية بحمايته في مجلس الأمن وفي الأمم المتحدة ولدى المنظمات الدولية التي تُعنَى كما تزعم بحقوق الإنْسَان، الدور الأَمريكي الرئيسي في هذا العُـدْوَان والمحوري في هذا العُـدْوَان والأَسَـاسي في هذا العُـدْوَان والذي به تم هذا العُـدْوَان ويتم، وبه استمر هذا العُـدْوَان ويستمر وبه يحدث كُلّ ما يحدث في هذا العُـدْوَان، يحاول مع كُلّ ذلك أن يغطيَ على نفسه وأن لا ترتبطَ به وبسجله هذه الجرائم الفَظيعة جِـدّاً التي تمثل لعنة تأريخية وصفحة سوداء عليه وعلى عملائه، ولذلك يحاول أن يراوغ يحاول أن يبعدها عن نفسه، يتحرج باعتبار هذه الجريمة الأخيرة في القاعة الكبرى جريمة فَظيعة جِـدّاً وأكثر فظاعة ووحشية من سابقاتها يحاول أن يتنصل عنها ويحاول أن لا تُلصَقَ به تبعاتها الإنْسَانية والأَخْـلَاقية والقانونية ويحاول أن يبعدها عن نفسه، هنا نظراً للحَرَج الأَمريكي لاعتبارات حتى أمام شعبه هناك وفي الانتخابات وغير ذلك، هنا اضطر السعودي قرن الشيطان إلى أن يتحرَّجَ نظراً للحرج الأَمريكي وإلا لما كان يتحرج واضطرت أياديهم من الخوَنة والمجرمين والبائعين البائعين لشعبهم لإخوتهم لأَبْنَاء جلدتهم لأَبْنَاء مناطقهم، اضطروا كذلك أن يحاولوا التنصل منها بشكل أَوْ بآخر.
الجريمةُ واضحةٌ والمعتدي واضح
ولكن هل يمكنُ بكل هذه البساطة التنصُّل عن جريمة فَظيعة بهذا المستوى وعلى هذا النحوِ وبهذا الشكل، لا يمكن، هذه الجريمة ليست غامضةً ولا خفية ليست إبرةً سقطت في القش ولا هي جريمة خفية وغامضة، ليست جريمة اغْتيَال خفية بمسدس كاتم صوت لبدوي قابع في وادٍ سحيقٍ لا أحد يسمع ولا أحد يرى في ظُلمة الليل المعتمة ليست كذلك.
هذه جريمة مشهودة واضحة كبيرة وسط صنعاء في وَضَحِ النهار في مناسبة جماعية مناسبة مشهودة، وفيها حضور رسمي وشعبي والطيران يغير ويقصف والقصفُ يوثق بالكاميرات وقصف طائرات بشكل واضح بكل تفاصيله بكل جوانبه، وهنا كل الدلائل القاطعة والواضحة حتى على المستوى الفني لدينا كُلّ الأدلة اللازمة التي تثبت على نحو قاطع الارتكاب لهذه الجريمة بواسطة الطيران على نحوٍ متعمَّد للصالة نفسها وتقديمها واعتبارها هدفاً دَسِماً.
هذه الجريمة واضحة ملموسة مشهودة في وضح النهار وليست في قرية نائية أَوْ في واد بعيد سحيق على بدوي مختفٍ في عتمة الليل، لا في وَضَحِ النهار لا يمكن أبداً إلا من باب الاستهتار من باب الاستهتار من باب الجحود من باب السفسطائية أن يأتي الطرفُ المعتدي ليقول هذا الشيء، هناك جريمة أُخْـرَى أنا لا صلة لي بها. هذا استهتار وهذا استخفاف بالحقيقة الواضحة وضوح الليل والنهار وضوح الشمس والقمر وضوحاً لا غبار عليه ولن يجدي ذلك؛ لأنها ثابتة بكل الاعتبارات. هم في البداية تباهوا بها والبعضُ بَرَّروا لها، وفي الأخير وفي وقتٍ متأخر عندما تبين لهم بأنها لا تفيدُهم بقَدَرٍ ما تؤثّرُ عليهم ولاحظوا الحرج الأَمريكي حينها بدأوا يحاولون بتسريبات وتصريحات بعيدة من هنا وهناك، التنصُّلَ عن هذه الجريمة، هذه جريمتكم ولو أنها الأفظع ضمن سلسلة من الجرائم منذُ أول غارة جوية نفذتموها عُـدْوَاناً وجوراً وطغياناً وتكبُّراً على هذا الشَّـعْـب المسلم المسالم العزيز.
قرنُ الشيطان.. أخزاه الله
وإن هذه الجريمة الواضحة الثابتة لها دلالاتها المهمّة بمستوى ما هي عليه من فظاعةٍ من وحشيةٍ من إجْـرَام لها دلالاتها، وأول ما نستعرضُ في هذه الدلالات فيما يتعلق بالعملاء والخوَنة من أَبْنَاء هذا البلد، ما أسوأهم ما أخزاهم ما أشنع ما هم عليه من خيانة، حينما يأتي أولئك المعتدون وهم يرتكبون هذه الجرائم الفَظيعة الوحشية البشعة للغاية التي يستحي ويتحرج الأَمريكي وهو الأَمريكي الذي لا أجرمَ منه في الدنيا، يتحرج منها ويشعر بخزيها وعارها وشنارها فيما أنتم تباهيتم بالكثير الكثير من الجرائم، فيما أنتم كنتم دائماً إلى صف المعتدي على بلدكم، أين غيرتكم؟، أين حميتكم؟، أين شرفكم؟، أين انتماؤكم؟، أين هُويّتكم؟ كيف ارتضيتم لأنفسكم أن تكونوا في صَفّ النفاق؟، كيف لم تحترموا هُويّةَ بلدِكم، الإيمان يمان والحكمة يمانية، فانسلختم عن صَفّ هذا الشَّـعْـب المسلم إلى صف النفاق تحت عباءة قرن الشيطان تحت ظل العبودية والعمالة لأَمريكا وإسْرَائيْل؟، كيف ارتضيتم لأنفسكم أن تكونوا على هذا النحو؟، وحينها لم يبقَ لديكم أي شرف ولا أي ضمير ولا أي إحساس إنْسَاني، يُقتَلُ أَبْنَاءُ بلدكم والكثيرُ منهم حتى ممَّن ليسوا مصنفين ضمن أَنْصَار الله، إذا كانت خصومتكم مع أَنْصَار الله هي التي دفعتكم إلى أن تكونوا حتى مع الشيطان وحتى مع قرنه وحتى مع عملائه وأوليائه، لكن الكثير الكثير يُقتلون من أَبْنَاء هذا الشَّـعْـب حتى من المكونات الأُخْـرَى ومن المناطق المتنوعة والمتعددة ومن أَبْنَاء المذاهب المتعددة من أَبْنَاء التيارات والتوجهات السياسية والثقافية والاجتماعية المتنوعةِ، الكلُّ يُستهدَفُ الأطفال والنساء الّذين يُفترَضُ أنْ لا يعتبر الموقف من استهدافهم خاضعاً لأيّ اعتبارات سياسية ولا لأيّ اعتبارات أُخْـرَى، أن يكون الحس إنْسَانياً خالصاً تجاه ما يعانونه، الآلاف قُتلوا منهم فيما أنتم تبرّرون تطبلون تبتهجون وعلى نحو قذر، أنتم اليوم أمام امتحان جديد، هذه الجريمة في هذا المستوى الفَظيع والبشع وكان الكثير من ضحاياها شخصيات بارزة ووطنية ومرموقة، والبعض منها لها تأريخ ولها أَيْضاً دورٌ نشط في الإطار التصالُحي، الأستاذ الشهيد عبدالقادر هلال هذا رجل كان له نشاط تصالحي كبير جِـدّاً على مستوى الداخل وكان له سعيٌ متواصلٌ في كُلّ المراحل الماضية، بالمساهمة في إحلال السلام والاستقرار والوئام بين أَبْنَاء هذا الشَّـعْـب، حتى هو كان ضحية لهذا الاعتداء الغاشم والكثير من الشخصيات الذين استشهدوا في هذا العُـدْوَان.
كونوا شُرفاءَ وكرماءَ ولو لمرة واحدة
أنتم اليوم إذا كنتم جادِّين ولديكم ذرة واحدة بقيت، إن كانت بقيت، إما من الإنْسَانية إما من الهوية الوطنية إما من الانتماء الإنْسَاني والإسْلَامي والوطني والقبلي وكل الانتماءات التي تربطكم بهذا البلد، إن بقي لكم ذرة واحدة كونوا شرفاء واحرصوا واعلنوا موقفاً حاسماً لا يجعل منكم أنتم غِطاءاً لكل هذه الجرائم ولا يجعل منكم أنتم القناع واللحاف الذي يختفي خلفه قرنُ الشيطان تجاه الكثير والكثير من جرائمه، كونوا كرماءَ لمرة واحدة شرفاء لمرة واحدة، إنْسَانيين لمرة واحدة وإلا فما بعد ذلك إلا أن يكون لكم الخزي الأبدي والمساءة والعار الذي لا نهايةَ لَه في الدنيا والآخرة؟!، ماذا تنتظرون بعد كُلّ هذا، ألا يؤنبكم ضميركم؟! ألا تتحرك فيكم ولو القليل من النخوة والحميّة والشهامة، إن الأجانب يقتلون أَبْنَاءَ بلدِكم بهذه الوحشية من مختلف مكونات وانتماءات الناس في بلدكم وشعبكم.
أما ما تكشفه هذه الجرائم الوحشية تجاه النظام السعودي الذي تولى كِبْرَ هذا العُـدْوَان تجاه قرن الشيطان الذي ينطبق عليه هذا الاسم بكل ما تعنيه الكلمة، فمن الواضح أنه منذ بدايته اصلاً منذ مراحل تأريخه هو تطبّع بالإجْـرَام واستمر على الإجْـرَام واستساغ الإجْـرَام، لربما في واقع الحال يعتبرُها بطولةً، يعتبرها انجازاً، يعتبرها شيئاً مهماً في رصيده الأسود الإجْـرَامي، هل لديه إلا هذا؟!، الكثير الكثير من هذا النوع من الجرائم، القتل، الفتن، الاستهداف للناس بغير حق، الاستعانة بمن هب ودب في عُـدْوَانه، واستغلال الثروة التي كان يمكنها أن تشكل بالنسبة للشعب في الجزيرة العربية اقتصاداً قوياً وحقيقياً بدلاً عن أن تذهبوا به نحو الوضع الاقتصادي المتردي نحو المعاناة على المستوى الاقتصادي ولديه ثروة هائلة جداً، فإذا بكم تلحقونه ببقية الشعوب التي تعاني من وضعها الاقتصادي المتردي.
أكثرُ إجراماً من فرعون
كان بالإمكان لهذه الثروة أن تمثل إسهاماً صالحاً ومفيداً ونافعاً في العالم الإسْلَامي أن تدعموا بها شعبَ فلسطين المسلم السُّني في مواجهة العدو الإسْرَائيْلي، أن تفيدوا شعوبَ المنطقة إذا كنتم تريدون نفوذاً بوجهٍ صالحٍ بيد الخير لا بيد السوء والبطش والجبروت والعُـدْوَان، ولكنه التكبر ولكنه الغرور ولكنه الضلال ولكنه الباطل ولكنه النفاق ولكنه الإفلاس الكامل من الإنْسَانية من الأَخْـلَاق الدينية والمبادئ الفطرية أَيْضاً هو الذي جعلكم على هذا النحو، لا ترون أنفسَكم كباراً إلا بقدر ما تكبر جرائمكم بقدر ما تكون وحشيةً وفظيعة، فإذا قتلتم الكثير والكثير من الأطفال والنساء فزدتم بذلك إجْـرَاماً على فرعون، اعتبرتم أنفسكم شيئاً منذ أن صرتم على نحوٍ أكثر وحشيةٍ وإجْـرَامية، شيئاً مهماً في المنطقة، هذا هو حالُكم، هذا هو دليلٌ على خسّتكم على سوئكم على إجْـرَامكم على طغيانكم على حقيقتكم، من يريد أن يعرفَ النظامَ السعودي على حقيقته فلينظر ماذا يفعل ولا يسمع ما يقول، ينظر ماذا يفعل كيف يتصرف ما هي جَرَائمه، كيف ينطبق عليه قولُ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى (وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ)، هذا هو النظام السعودي قرن الشيطان يُفسِدُ في الأرض، يُفسِدُ حياة البشرية، يهلك الحرث والنسل، يرتكب أبشع وأفظع الجرائم، يستبيح الحياة الإنْسَانية، لا كرامة عنده للبشر ولا لحياتهم ولا للشعوب ولا لاستقلالهم، لا.
أما الأَمريكي فهو رأسُ هذا الإجْـرَام بكله، هو عقله المدبر والمُخَطّـط والمقرر والمشرف والمدير لكل تفاصيله ولولا – وهذه حتمية ومؤكدة – لولا الدور الأَمريكي في هذا العُـدْوَان لَمَا كان أصلاً أي ملك أَوْ أمير سعودي لما كان ليجرؤَ أبداً على مثل هذا العُـدْوَان وعلى مثل هذا الإجْـرَام وعلى كُلّ تفاصيل الجرائم التي يرتكبها بحق هذا الشَّـعْـب إلا بإذن أَمريكي وتوجيه أَمريكي ورغبة أَمريكية، ولو أن الأَمريكي سيستفيد منها أَيْضاً فيما بعد حتى ضد النظام السعودي.. لأنه كالشيطان إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، وهم حزبه لا يحمل تجاههم إرادة الخير، الأَمريكي كذلك حتى مع عملائه الذين يفعلون في سبيله كُلّ شيء ودنّسوا أنفسهم بهذا الخزي وبهذا العار وبهذه الجرائم الفظيعة التي لا نظير لها، إلى هذا المستوى وصلوا من أجله ولكن حتى هذا لا يُرضيه عنهم.
في النهاية عندما يأتي اليوم الذي يرى في استغلالِ كُلّ ذلك عليهم مصلحة له لن يتردد في استغلاله.
أين هي حقوقُ الإنسان؟
المجتمع الدولي ونعني الغرب بالدرجة الأولى والدول الأوروبية وغيرها، المجتمع ذلك أَوْ تلك الدول والحكومات هي نفسُها حاولت أن تستفيدَ من هذا العُـدْوَان لبيع السلاح ولكسب المزيد من الأموال من خلال الاستغلال على كُلّ المستويات، سياساً اقتصادياً إعلامياً، على كُلّ المستويات.
وبالتالي ليس متوقعاً من مجتمع الاستكبار من الدول المستكبرة المنسلخة تماماً من القيم الإنْسَانية مع كُلّ ما تنادي به من حقوق الإنْسَان، أين هي حقوق الإنْسَان؟!
كل هذه الجرائم منذُ بداية العُـدْوَان وحتى جريمة الأمس هي لعنةٌ عليكم وفضيحة لكم، هي شاهدٌ كبيرٌ بصوته المسموع العالي وبصورته الحقيقية الكبيرة والواضحة جِـدّاً مِلْءَ سمع الدنيا وبصرها، شاهدٌ كبير على دحض مزاعمكم وتقولاتكم وادعاءاتكم وأنكم إنما تخادعون بها الشعوبَ، إنما تحاولون أن تستغلوها سياسياً حينما تريدون ذلك تجاه طرف هنا أَوْ طرف هناك، وإلا فبرعايتكم وبدعمكم وبمساندتكم يتم كُلّ ذلك بحق شعبنا اليمني المسلم المظلوم.
أقول أَيْضاً لكل المتواطئين مع هذا العُـدْوَان في عالمنا العربي والإسْلَامي، اليوم أنتم كذلك إذا كان الأَمريكي قد بدا متحرّجاً على الأقل تحرّجوا تحرّجُ الأَمريكي لا تكونوا أسوءَ منه، ليكن لكم صوتٌ وموقف تجاه هذا العُـدْوَان، وإلا فإنكم في لحظة تأريخية توثّقون بها للأجيال القادمة كيف كنتم متواطئين مع أبشع الجرائم في المنطقة وكنتم لا إنْسَانيين لا إنْسَانية فيكم، دعكم عن بقية القيم الدينية وعن المبادئ لا شيء إفلاس حتى على المستوى الإنْسَاني.
وأقول لكل المتردّدين والصامتين إن اللهَ سبحانَه رقيبٌ على كُلّ عباده، الأحداث لم يعد فيها التباسٌ، لا والله لا التباس فيها، حجمها كبير وواضح وبيّن لا غموض ولا لبس، هل هناك شبهة في مثل هذه الجرائم البشعة، إذا كان فيها شبهة فكل الأحداث في الدنيا مشتبهة، لا أَمر واضح مرة واحدة أدنتم وكان لكم موقف مسئول تجاه ما يحدث من جرائم حتى بحق الأطفال والنساء، لا يُمكن أن يبرر قتل الأطفال والنساء لا يمكن أن يبرر قتل هؤلاء المدنيين والتجمعات السلمية والمناسبات السلمية، لا يُمكن أن يبرر بأي شيء أبداً، مع أن العُـدْوَان بكله غير مبرر وهو عُـدْوَان ظالم بغير حق ولا أي مبرر شرعيا أبداً ولكن كُلّ بحسبِ ما بينه وبين الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وما بينه وبين التأريخ.
لحظةٌ تأريخية
المنطقة كلها تمُرُّ بلحظة تأريخية بمرحلة مهمة جِـدّاً يتحدد فيها مصير الإنْسَان على كُلّ المستويات حتى المستوى الإنْسَاني وحتى المستوى الإسْلَامي والقيمي والأَخْـلَاقي والديني فحسبوا حسابكم لأنفسكم.
ثم أتوجَّهُ إلى شعبنا اليمني المسلم العزيز، شعبنا الذي يعاني من كُلّ هذا الظلم وهذا الاضطهاد من هذه الجرائم المروعة، شعبنا الذي يُقتَلُ رجالُه ونساؤه وصغاره وكبارة ويُستهدَفُ في كُلّ قرية في كُلّ مدينة، يستهدف الجميع بلا استثناء بالقتل بالجرح بالإبادة بالحصار بالتجويع، بكل وسائل الإضرار والأذى، هذا الشَّـعْـب المظلوم والمستهدَف بكل هذه الوحشية بكل هذه الاستباحة بكل هذه الاستهانة بكل هذا الإجْـرَام بكل هذا الطغيان ما هي مسئوليتنا، اليوم نحن نُقتَلُ، رجالنا يُقتَلون، نساؤنا يقتَلن بغير حق، كبارنا صغارنا إذا بقي فينا شرفٌ، إذَا بقي فينا حرية، إذَا بقي فينا كرامة إذَا بقي فينا حمية، إذَا بقي في قبائلنا قَبْيَلَة ورجولة، هل يكون لنا موقف إلا التحرك الجاد لمواجهة هذا العدو هذا المعتدي هذا المجرم هذا الباغي؟!.
اليوم يقفُ الأَحْـرَارُ وقفةَ الصدق وقفة الحق وقفة الشموخ وقفة العز يقاتلون في جبهات القتال، رجال الرجال الأَحْـرَار الأباة هم اليوم في الميدان، والكل أَيْضاً من كُلّ الشرفاء والأَحْـرَار الذين يحسون بمسئوليتهم إما إنْسَانياً؛ لأنهم لا يزالون بفطرتهم الإنْسَانية، وإما دينياً بحكم انتمائهم الديني بما يفرضه عليهم بالمبادئ والقيم مع الإنْسَان أَيْضاً، الكل لهم موقف، الأَحْـرَار حقاً الأَحْـرَار صدقاً كُلّ أولويتهم كُلّ أولوياتهم وكل اهتماماتهم انصبّت في مواجهة هذا الطغيان وهذا العُـدْوَان وهذا الإجْـرَام.
الشعبُ كله يحارب
أما البعضُ فبما لديهم من قَدْرٍ في الفراغ بقَدْرِ فراغِ قيمهم بقدر النقص في إيمانهم أَوْ في إنْسَانيتهم فلا يزال دورهُم في مواجهة هذا العُـدْوَان هو الدور الهامشي وليس الدور الرئيسي وليس التوجه الأَسَـاسي، البعضُ على المستوى الإعلامي، على المستوى السياسي، على المستوى الإنْسَاني، على مستوى الميدان قد يكون له دورٌ لكنه محدود.
نحن اليوم بعد هذا الجريمة بعد كُلّ الجرائم التي قد مضت، ويكفينا والله حتى لو لم نستذكر مسؤوليتنا الدينية بالفطرة الإنْسَانية حتى بها لو عدنا إلى فطرتنا واستذكرنا كُلّ ما يحدث وما قد وصل إليه الحال في مستوى إجْـرَامهم واستهدافهم على كُلّ المستويات لنا كشعب يمني بمختلف مكوناتنا وفئاتنا، إنه والله لكافٍ في أن نتحرك بجدية وإلا فما الذي ينتظره البعضُ المتقاعسون المترددون أَوْ الذين يتحركون ببطيء أَوْ الذين لم يجعلوا الموقف إلا الموقف الهامشي أَوْ المحدود، ما الذي ينتظرونه بعد كُلّ الذي قد حدث ويحدث؟!.
شعبُنا اليوم يحارب بكل المستويات، يستباح لأن أَمريكا قد أذنت لهم وهي عندهم آلهتهم، حرامها هو الحرام وحلالها هو الحلال وتشريعها وهو التشريع، وما أذنت لهم به يُفعَلُ ولو خالفوا به الله وشرع الله ودين الله وفطرة الله التي فطر عباده عليها، لا، المهم عنهم أَمريكا ما تأذن به أَوْ توجّه به أَوْ يرون فيه الرضا لها يعملونه به حتى لو كان أفظعَ ما يمكن أن يكون وأسوأ ما يمكن أن يكون.
اليوم أتوجِّهُ بكلامي إلى الأَحْـرَار الشرفاء في قبائل خولان الطيال والمناسبة كانت مناسبتَهم، أتوجَّهُ إليهم وأقول: لن أحدِّدَ لكم ما تفعلون، لكني سأقول لكم بحكم ما نعرف عنكم من قَبْيَلَة من رجولة من شهامة وأنكم من الأَحْـرَار والأُباة في قبائل اليمن: كونوا عند مستوى ما تفرضُه عليكم مسؤوليتكم الدينية أمام الله ومسؤوليتكم الوطنية تجاه وطنكم ومسؤوليتكم القبلية، يا قبائل يا أَحْـرَار، أقول كذلك لقبيلة سنحان أقول كذلك لكل القبائل التي سقط منها شُهَدَاء وجرحى بالأمس، ومعكم كُلّ الشَّـعْـب اليمني كُلّ الأَحْـرَار في هذا البلد هم إلى جانبكم كُلّ المظلومين في هذا البلد والجميع مظلوم هم إلى جانبكم.
اليوم نحن معنيون أن نكونَ كما عليه الحال بالنسبة لكل الأَحْـرَار الأباة الذين هم في ميدان القتال، والذين هم اليوم يتحرّكون بكل جد وصدق في كُلّ المجالات، نحن معنيون بالتحرك الجاد الفعال، كما ينبغي بمستوى المسؤولية، بمستوى التحدّي، بمستوى هذه الجرائم الفظيعة والوحشية، بمستوى هذا الاستهتار بالشَّـعْـب اليمني، إنهم بكل هذا الاستهتار يقولون للشعب اليمني بفعلهم وصنيعهم، أنت يا أيها اليمني، مهدَرُ الدم، مستباح الحياة، مستباح الأرض، مستباحُ العِرض، نقتلك، نسفك دمك، نستبيح أرضك، نحاصرك، نستهدفك في معيشتك، لا نتحرج في أن نفعل بك أيَّ شيء، هذا هو موقفهم، هذا هو مقال حالهم وفعالهم، ألا يستثيرنا هذا؟ أيُّ إنْسَان أي حر، أي أبي، ليكن بمستوى رجولته وإنْسَانيته إن كان له بقية إحساس أَوْ شَرَف أَوْ رجولة أَوْ غِيرة أَوْ حمية، والله إن النساء في هذا البلد لهن في صلابة موقفهن ومستوى تضحيتهن وصبرهن من الامتياز والشرف، والعِزة والكرامة والإباء أكثر مما لدى الكثير من المتقاعسين والمتنصّلين عن المسؤولية والهامشيين والضائعين، والتائهين، إما التائهين في عالم الفيسبوك الافتراضي والخيالي، أَوْ الضائعين في واقع الحال والموقف والعمل.
اليوم المسؤولية أمام الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى تجاه ما يحدث، يوم القيامة، يوم الحساب والسؤال، المسؤولية كبيرة، والحساب عسير على كُلّ المتنصّلين والمفرطين والمقصّرين؛ لأننا إذا أتينا لنصنّفَ ما يحدث بنا كشعب يمني مسلم من ظُلم واضطهاد وإجْـرَام واستباحة بالتصنيف الديني ضمنَ قائمة المنكرات، هذا والله من المنكر أنكره، ومن الشر أشره، ومن الباطل أبطله، هذا هو الإجْـرَامُ الذي لا نهاية له، لا مستوى له، لا حَدّ له، أفظع الإجْـرَام وأسوأ الإجْـرَام، المسؤوليةُ كبيرة، لا يجوزُ لأحد أن يكونَ هامشياً تجاه ما يحدث، محدود الاهتمام، ضعيف الجدية، منشغلاً وتائهاً في أشياء أُخْـرَى، لا؛ لأن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هو معنا بقدر ما نكون نحن مع أنفسنا، إذا لم نكن نحن بالشكل المطلوب وبالمستوى المطلوب في الاهتمام بقضايانا التي تعنينا في النهوض بمَسْؤُوْليتنا التي علينا في التحرك الجاد فلن يكون الله معنا، الله كما يقولون لن يكون ملكياً أكثر من الملك، الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ليس مع مَن ينسى نفسَه، يفرط في مسؤوليته، يقصّر ولا ينهض ولا يتحرك، لا، إن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قال في كتابه الكريم: (ألم ترَ إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوفٌ حذَرَ الموتِ فقال اللهُ لهم موتوا)، الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يقول: (قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أَوْ القتل وإذن لا تمتعون إلا قليلا)، الله ليس مع الجبناء، ليس مع الكسلين، ليس مع المتنصّلين عن المسؤولية، ليس مع المقصّرين والمتهاونين والمتقاعسين والمتخاذلين، الله مع الصابرين، الله مع المجاهدين، الله مع من ينهضون بمسؤوليتهم بصدق وجِـدٍّ وتضحية وعطاء.
المطلوبُ هو التحرّكُ في كُلّ المستويات
أما المتهاونون فليس اللهُ معهم؛ ولذلك، نحن اليوم معنيون أن نتحركَ بأكثر مما كُنَّا عليه في الماضي، هناك تحرك، هناك صفحات بيضاء ناصعة منذ بداية هذا العُـدْوَان سطرها الكثير والكثير من الشرفاء، من الأَحْـرَار في هذا البلد من رجاله ونسائه، هناك عطاءٌ عظيمٌ، هناك صبر كبير، هناك تضحيات عظيمة، هناك بطولة، هناك تأريخٌ سيُسَطَّرُ بأحرف من نور لكل الأجيال، ولكن هناك لا يزال البعضُ متقاعسين، متخاذلين متنصلين، رضوا لأنفسهم أن يكونوا مع الخَوَالف، رضوا لأنفسهم البقاءَ في البيوت بدون مسؤولية، رضوا لأنفسهم أن يكونوا صامتين، فلا الجرائم البشعة، لا مقتل الرجال، ولا مقتل النساء، لا مقتل الأطفال، ولا صراخ واستغاثة الأطفال أثّرت فيهم، ولا استشعارهم وإحساسهم بالمسؤولية حركهم، ولا حتى الوجدان الإنْسَاني والمشاعر الإنْسَانية أثّرت فيهم، ذلك هو التبلُّد، ذلك هو الطبْعُ على القلوب؛ لأن الله يقول عن المتخلفين: (وطبع الله على قلوبهم)، هذا هو الطبع على القلب، أن تفقدَ إحساسَك الإنْسَاني، تشاهد اليوم هناك فيديو، في عصر الرسول لم يكن هناك فيديو، اليوم تشاهد الأطفال، والكثير منهم قد قُتلوا، أطفال بتلك القنابل وتلك الصواريخ، والبعض منهم جرحى يصرخون ويتأوّهون، ويعصرهم الألم، والبعض الآخر أَيْضاً بين الحياة والموت.
على المستوى الاقتصادي، كلنا يلحظ ما يعملونه بنا ويفعلونه بنا، أي إنْسَان بقي فيه إنْسَانية، إحساسه الإنْسَاني سيحركه، إحساسه بالاستهداف، إحساسه بالخطر، أَوْ إحساسه بمستوى الاستهداف الفظيع من جانبهم سيحركه، مستوى الاستهتار الفظيع من جانبهم، سيحركك، لكن الإنْسَان الذي طبع الله على قلبه، وتفرغ من إنْسَانيته لن يؤثر فيه شيء أبداً، اليوم مسؤولية علينا دينية أمام الله النفير، أن ننفرَ، وأن تكونَ حالة النفير حالة عامة، لكل فئات الشَّـعْـب على كُلّ المستويات، الذين بإمكانهم الذهاب إلى الجبهات فليذهبوا، علينا أن نأخُذَ بثأرنا لنكون رجالاً وأَحْـرَاراً، إذا سكتنا ونحن نُقتَل، أَوْ تنصلنا ونحن نستباح، أَوْ تغافلنا ونحن نهان لهذه الدرجة فلا خيرَ فينا مدى التأريخ أبداً، ولنخجل من الأجيال القادمة، لكن إذا كُنّا عند مستوى المسؤولية ومستوى التحدي ومستوى الخطر حينها سنترك للأجيال القادمة التأريخ المشرّف ونكون فخراً لهم في ظل مرحلة مهمة، مرحلة تأريخية مهمة، حينها نحوزُ الشرَفَ أمام الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وأمام أجيالنا وأمام أنفسنا، وأمام أسرنا وأهالينا.
اليوم ينبغي علينا أن نتحركَ بالشكل المطلوب، الكثيرُ ممن كانوا قد عادوا من الجبهات نتيجة ظروف أَوْ أعباء معينة أَوْ عواملَ معينة عليهم أن يعودوا إلى الجبهات، لا يجوزُ لأحد منهم البقاء في البيوت بدون عُذر، الكثير من الشباب وهم رجالٌ وأقوياء وشُجعان لا يجوز لهم البقاء في البيوت، ما الذي يبقى الإنْسَان له، ليُقتل بالطيران؟ ليستباحَ، أَوْ ليبقى وكأنه لا رجولةَ فيه ولا حرية فيه ولا عزة له، لا، الجميع معنيٌّ ليذهبوا إلى الجبهات في الداخل لمقارعة الغزو والاحتلال وفي جبهات الحدود للتصدي المباشر والأخذ بالثأر من أولئك المجرمين، الانتقام من أولئك المجرمين قتلة الأطفال والنساء، قتلة كبار اليمن وشُرفاء اليمن، ورجال اليمن وأَحْـرَار اليمن، الذهاب إليهم، والقتل لهم.
أقولُ لكل المتنصّلين عن المسؤولية، لكل المفرّطين والمقصّرين والمتقاعسين والمتخاذلين، لا يجوز لكم أن تخسروا هذا الشرف، حوزوا ولو قليلاً منه، تحركوا، عليكم مسؤولية أمام الله وأمام أنفسكم وأمام التأريخ، أمام الأجيال المقبلة، اذهبوا، انهضوا، تحرّكوا، لتكونوا شرفاء وأَحْـرَاراً وأعزاء، وإلا فلعنة التأريخ كبيرة، وسخط الله كبير أمام هذه الجرائم الفظيعة، لا يجوز التنصل عن المسؤولية، على كُلّ المستويات، على المستوى الإعلامي المسؤولية كبيرة، على كُلّ الإعلاميين أن يجعلوا أولويتهم قبل كُلّ شيء قبل المناكفات وقبل المزايدات، وقبل التيه الإعلامي والضياع الإعلامي والكتابات الساقطة للبعض، مع احترامي وتقديري الكبير الكبير الكبير للشرفاء والأَحْـرَار والأعزاء منهم الذين لديهم إحساسٌ بالمسؤولية، وتعاطٍ مسؤولٌ تجاه ما يحدث، لكن هنالك الكثير من الإعلاميين الضائعين في الإعلام وفي عالم الفيسبوك الخيالي والافتراضي، لا، لنجعل أولويتَنا على المستوى الإعلامي هي في مواجهة هذا العُـدْوَان وفي التصدّي له، فضحاً، تعريةً، كفاحاً على كُلّ المستويات.
لماذا تأخّرت المرتّبات؟
على المستوى الاقتصادي المسؤولية كبيرة، اليوم لماذا تأخّرت المرتبات، من الذي حارب البنكَ المركزي، مَن الذي استهدفه، من الذي استهدف الاقتصاد في بلدنا بكل أشكال الاستهداف، يضرب حتى اللنشات على الموانئ التي تنقل البضائع من السفن، يستهدف كل أنواع وأشكال اقتصادنا، تدميراً للمنشآت للطرقات للشركات، للمصانع للأَسْوَاق للمحلات، عملٌ ممنهجٌ على أن يفرغ كُلّ إمكانات هذا الشَّـعْـب وقُدراته وعلى أن يحول هذا الشَّـعْـب إلى مفلس على كُلّ المستويات، إلا هذا المعتد المجرم السعودي قرن الشيطان بإشراف أَمريكي ورغبة أَمريكية وإرادة أَمريكية، اليوم من الذي عطّل الإيرادات، ومن الذي استأثر بالثروة الوطنية في مأرب من الغاز والنفط إلا أولئك المجرمون والظالمون وعملاؤهم، اليوم هم الذين يسعون إلى ألا تصل اسطوانة الغاز إلا بثمَنٍ كبير يذهب إلى جيوبهم ويبقى البنك بدون إيرادات، اليومَ كانت فعلاً استجابة الأَحْـرَار والشرفاء من أَبْنَاء هذا البلد من طبقة الفقراء، استجابة هائلة لحملة دعم البنك المركزي، وتحرّكوا بشكل مذهل، وبشكل عظيم، بشكل يعبر عن رصيدهم العظيم من الإيمان والقيم والأَخْـلَاق والحرية والكرم الحقيقي، ذلك الفقير الذي يقدم مما يمتلكه، والذي يمتلكه والقليل القليل يؤثر على نفسه ويؤثر على أسرته ويتبرع لدعم النبك المركزي هو يقدّم رسالة لذلك التاجر الكبير الذي يمتلك الملياراتِ وهو لدرجة رهيبة من الجشَع والطمع لدرجة أن لا يسخى أن يودع بعضاً من أمواله، وليس يتبرع، أن يودعَ بعضاً من أمواله في البنك المركزي أَوْ لأي بنك من البنوك لدعم الاقتصاد الذي هو مستفيدٌ منه بأكثر من ذلك الفقير، القليل من رجال المال والأعمال كانوا شرفاء، وكانوا بمستوى المسؤولية، وتحرّكوا كما ينبغي، البعض منهم لا يزال متردداً، مع أن مخاطر الانهيار الاقتصادي عليهم كبيرة، حينها لا ينفعُهم ما كدّسوه ولا ما خزّنوه، عليهم مسؤولية في أن يودعوا في البنوك، على الجهات الرسمية مسؤولية كبيرة في أن تهتمَّ بهذا الأمر، وفي أن تهتم بما بقي من مواردَ لدعم البنوك ولدعم البنك المركزي حتى يستطيعَ أن يقدِّمَ ما استطاع تقديمَه من مرتبات، على الإخوة الذين تأخرت مرتباتهم وهم يعانون اليوم، ومعاناة أسرهم لعنةٌ على كُلّ المستبِّبين في ذلك والفاعلين لذلك والذين هم وراء ذلك، لعنة على عبدربه والعملاء في هذا البلد الذين كانوا هم الأداة لتنفيذ هذا، ولعنة على الساعي لذلك من سعودي وإماراتي وأَمريكي وبريطاني وإسْرَائيْلي، وشاهدٌ واضحٌ على أنهم يستهدفون كُلَّ هذا الشَّـعْـب؛ لأنهم حينما يستهدفون الموظفين وهم مئات الآلاف فهم يستهدفون عشرات الآلاف من الأسر، وراء كُلّ موظف أسرة، أطفاله ونساؤه، وراء كُلّ موظف أسر، أطفال ونساء، هم مستهدفون بهذا الحصار الإجْـرَامي، على الجميع أن يعرفَ مَن هو خصمه، مَن هو الذي يستهدفه بذلك، مَن هو وراء معاناته هذه، هم أولئك المعتدون الظالمون، الذين علينا نحن جميعاً مسؤولية في أن نتحرك لمواجهتهم وأن نتصدّى لهم.
نداءٌ جديدٌ للأكاديميين
كذلك أتوجّه من جديد بالتأكيد على الأكاديميين أن يتحركوا بجدية عالية في الاسهام في كُلِّ المجالات بحكم اختصاصاتهم، على المستوى الاقتصادي، كما قلت في الكلمة السابقة، يمكن أن نحوّلَ التحدّي إلى فرصة، وفعلت شعوبٌ ذلك ونجحت، واللهُ معنا حينما نتحرك، حينما ننهض بمسؤوليتنا، حينما نعمل ما علينا أن نعمل، ثم نتحرّك بجدية لمواجهة من يحاربنا على كُلّ المستويات، في اقتصادنا في معيشتنا في لقمة عيشنا، من يستهدفنا بكل الوسائل والأساليب من القنبلة إلى الحصار، معنيون بالتحرك على كُلّ المستويات، والمسؤولية علينا واحدة.
ونحن في هذا الشهر وفي هذه الأيام في شهر محرّم الحرام وعلى مقْرُبَةٍ من يوم عاشوراء نستذكر من معاناتنا، نستذكر مما نراه من جرائمَ وطُغيان، من امتدادِ الطغيان اليزيدي والإجْـرَام اليزيدي المتمثل بأَمريكا وإسْرَائيْل، وقرن الشيطان النظام السعودي، نرى فيهم الامتدادَ الفعلي للإجْـرَام اليزيدي؛ لأن الطغيان واحد وتصرفاته وأساليبه متناسقة ومستوية، الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قال في كتابه الكريم: (أتواصوا به بل هم قومٌ طاغون)، الذي تشترك فيه كُلّ الأقوام وكل الجهات الطاغية والمستكبرة والظالمة والمنسلخة عن المبادئ والقيم والمتوحشة والإجْـرَامية هو الطغيان، هو قاسمُهم المشترك عبر التأريخ، وما فعله يزيد في كربلاء يفعلُه النظام السعودي اليوم بإشراف أَمريكي وإدَارَة أَمريكية وحماية أَمريكية ومشاركة أَمريكية وإسْرَائيْلية يفعلُه بشعبنا اليوم، ويحدث اليوم لنا في بلدنا ما حدَثَ بكربلاء، اليوم يمنُنا كربلاء أُخْـرَى، وأيامُنا منذ بداية هذا العُـدْوَان كلها عاشوراء، ونحن معنيون أن نقتبسَ من إمامنا الحسين عليه السلام، من أهل بيت نبينا، من تأريخنا الإسْلَامي العظيم، أن نقتبسَ من تلك المواقف البطولية العظيمة التأريخية الأسوة والقدوة فنكون أَحْـرَاراً ولا نقبل بالذل أبداً؛ لأن الإمام الحسين عليه السلام في صموده وثباته وإبائه كان امتداداً لهدي جده المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وكان في موقفه معبراً عن مبادئ الإسْلَام الذي ننتمي إليه، عن نهج القرآن الذي ننتمي إليه أيضاً، ونعتبره حُجّةَ الله علينا، هذا القرآن عبّر عنه الحسين بالموقف وبالكلام وبالفعل ونحن اليوم معنيون أن نستفيدَ من ذلك من الإمام الحسين حينما قال: ألا فإن الدعيَّ بن الدعي قد رَكَز بين اثنتين بين السِّلَّة وبين الذلة، وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسولُه والمؤمنون، نحن اليوم كشعب مسلم وقد رَكَز الأَمريكي وقرن الشيطان السعودي بين اثنتين بين السلة والذلة معنيون أن نقولَ بهتافنا وأن نثبتَ بأفعالنا ومواقفنا وصمودنا وتضحيتنا: هيهات منا الذلة، معنيون بذلك لأن الله يأبى لنا ذلك، يأبى لنا أن نذلَّ وأن نقبل بالذل والهوان، ورسوله يأبى لنا ذلك، رسوله عزيزٌ من عزته، الله قال ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين، ورسوله قال لنا صلواتُ الله عليه وعلى آله: (الإيمان يمان والحكمة يمانية)، والعزة ملازمة للإيمان، فلن نكونَ إلا أعزاء، ولن نقبلَ أبداً بالذُّل، وسنتحرك في مواجهة هذا العُـدْوَان على كُلّ المستويات بما تفرضه علينا قيمنا ومبادئنا وإنْسَانيتنا، واجبُنا الديني وواجبنا الإنْسَاني وواجبنا الوطني، هذا ما نحن عليه، هذا ما عليه كُلّ الأَحْـرَار في هذا البلد، وكل الشرفاء في هذا البلد، ويجب أن يحذوَ حذوَهم الآخرون من المقصرين والغافلين، كَفَى تقصيراً، كَفَى تنصلاً عن المسؤولية، كَفَى تعاملاً هامشياً مع أحداث عظيمة ومسؤولية كبيرة، هذا ما علينا أن نكونَ عليه، وهذا ما تحتاج إليه شعوب المنطقة بكلها، الجميع مستهدَفٌ، قيمُنا الإسْلَامية والفطرية الإنْسَانية يجب أن تكون على الدوام مستنداً لنا في تحركنا وفي مواقفنا وإلا لن نكون أناساً، إذا فرّغنا قيمنا، إذا عطّلنا مبادئنا، إذا تركناها على جنب، وتعاطينا بطريقة سياسية مفرغة لا فيها قيم ولا فيها مبادئ ولا ارتباطات إنْسَانية ولا أي شيء معناها أن يكونَ الناس أنعاماً، الجميع معني، لن يفيدَ شعوب المنطقة إلا النهوضُ بمسؤوليتهم، إلا أن تتحرك كما ينبغي أن تعتمدَ على الله، وأن تتوكلَ عليه وهو القائل: (ومَن يتوكل على الله فهو حسبُه)، أن تثق بنصره وأن تستقويَ به، وبالتوكل عليه وبالاستجابة له وهو القائل: (إن يَنْصُرْكم اللهُ فلا غالبَ لكم)، رأينا النتيجة الطيبة والثمرة الكبيرة في صمودنا وصبرنا وثباتنا في هذا البلد، وإلا لولا هذا الصبر وهذا الصمود وهذه التضحية لكان العدو قد أكمل عُـدْوَانه ووصل إلى هدفه في احتلال كُلّ هذا البلد واستعباد وإركاع كُلّ هذا الشَّـعْـب، ولكن الإفلاس الذي واجهه في كُلّ مشاريعه ومؤامراته، فلم يصل إلى المستوى الذي أراده ولا إلى النتيجة التي سعى لها، جعله يتصرَّفُ على شكل أرعن وأحمق وغبي ومستهتر وبالطريقة الغريزية، لا عقل ولا حكمة ولا أَخْـلَاق ولا قيم، كالحيوان تماماً، بالطريقة الغريزية، ولذلك نحن نقول لشعبنا، ونقول لشعوب المنطقة من حولنا: التحرك الجاد والنهوض بالمسؤولية والثبات والصمود هو الذي يفيد، ونحن في هذا المقام نشيدُ بعملية القدس وهي عمليةٌ مهمة، ونأمُلُ لشعبنا المظلوم في فلسطين النصرَ والعونَ من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ولمقاومته المزيدَ من التقدم والقوة والفاعلية في مواجَهة ذلك العدو الذي هو شرٌّ على الأمة بكلها، والذي سعى قرن الشيطان السعودي وسعى مَن معه من العملاء لأن يتوّهوا الأمة عن الانتباه لخطورته، لخطورة العدو الإسْرَائيْلي، وقدموه حليفاً ونصيراً للأمة الإسْلَامية، وجعلوا من كُلّ ما يفعلونه من جرائم فظيعة ووحشية ومن عُـدْوَان وتَعَدٍّ على الشعوب وإثارة للفتن، جعلوا من ذلك عروبةً وجعلوا من إسْلَاماً، وجعلوا من عمالتهم لأَمريكا وتقرُّبهم لإسْرَائيْل وخدماتهم الرهيبة التي يقدمونها للأَمريكي والإسْرَائيْلي عينَ العروبة وجوهرَ الإسْلَام، أيُّ إساءة إلى العروبة والإسْلَام أكثر مما تفعلون؟! وأبشع من تصرفاتكم؟
أنا أتوجَّهُ في هذا اليوم إلى شعبنا اليمني، إلى التحرك الجاد والمسؤول، وأن تكونَ كُلّ جريمة حافزاً إضافياً للتحرك المسؤول، للتصدي لهذا العُـدْوَان على كُلّ المستويات، وأحذر بنصح كُلّ المتخاذلين والمتقاعسين والمتنصّلين عن المسؤولية، كَفَى تنصُّلاً عن المسؤولية، كَفَى تذبذباً، كَفَى غفلةً، استيقظوا، انتبهوا، على الجميع التحرّك، وإلا المسؤولية كبيرة أمام الله وأمام أنفسنا.
في ختامِ هذه الكلمة أتوجَّهُ أَيْضاً بالدعوة لأَبْنَاء شعبنا العزيز المسلم للأَحْـرَار والشرفاء، أوجّه دعوةً لكل المؤمنين والمؤمنات لإحياءِ فعالية عاشوراء، أولاً في المسيرة العاشورائية المركزية في صنعاء التي ستُحدَّدُ من خلال إعْـلَان عبر قناة المسيرة، ثم أَيْضاً عبرَ المحافظات التي يتاحُ فيها ذلك بأي شكل من الأشكال، وكل ذلك سيتم عبر إعْـلَانات في قناة المسيرة
أسألُ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لنا ولشعبنا المظلوم النصرَ والعِزةَ والتأييدَ من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، والعَونَ وللنهوض بمسؤوليتنا كما يحب اللهُ مِنَّا ويرضاه وأن يرحَمَ شُهَدَاء شعبنا وكل الشُهَدَاء وأن يفكَّ عن الأسرى ويشفي الجرحى، إنه سميع الدعاء.
وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ تَعَالَى وَبَرَكَاتُهُ.