مؤامرة مفضوحة.. بقلم/ حميد دلهام
يمني برس – كتابات
لفت انتباهي فقره اخيره، في أحد برامج العربية ، المقدمة في سياق الهاله الاعلامية والحملة الشعواء، لاعلام العدوان، في محاولته البائسة والمفضوحة للتنصل عن جريمة ومجزرة الصالة الكبرى،والصاقها بأحد مكوني تحالف الداخل الوطني المدافع عن الوطن و المناوئ للعدوان، وتوظيف ذلك في الدس والوقيعة وشق الصف الوطني…لفت انتباهي اصرار مقدم البرنامج، على براءة تحالف العدوان من استهداف الصالة الكبرى والعزاء المقام فيها، وبالتالي ارتكاب تلك الجريمة المروعة و المجزره المهولة، وان كان هذا يأتي في سياقه الطبيعي، والمعبر عن غطرسة وكبر واستهتار، كل مظاهر العدوان حتى الاعلامية منها، بالدم والشعب اليمني..الا ان اللافت والذي يجب التوقف عنده، هو الدليل الذي قدمه البرنامج، للاستدلال واثبات براءة ذلك التحالف، وعدم تورطه في ارتكاب تلك المجزرة.. لقد كان الدليل عباره عن شريط فيديو، يظهر فيه الزعيم على عبدالله صالح، و هو يقدم واجب العزاء، عبر تصريح لبعض وسائل الاعلام، في وقت سابق وتحديدا في وفاة الدكتور عبدالكريم الارياني.. الفيديو يظهر الزعيم، وباعتراف مقدم البرنامج، و هو يقوم بواجب العزاء في الصالة الكبرى، وهي النتيجة والرسالة، التي اراد البرنامج ايصالها، او بالأحرى الاستدلال بها، بان علي عبدالله صالح، حضر في نفس الصالة وفي مناسبة ممثالة، ولم يتم قصف الصالة من قبل طيران تحالف العدوان.. فلماذا يقوم بقصفها اثناء عزاء ال الرويشان..؟؟؟ هنا وفي سياق الرد، نجد ان طرحا كهذا، لا يخرج عن دائرة الاستغفال والاستحمار والاستخفاف، بعقل وادراك وتفكير جمهور المشاهدين والمتابعين لاعلام العدوان..وكذلك الاستهتار والاستخفاف، بحرمة وقدسية الدم اليمني وارواح الابراء من المدنيين…اما الدليل المقدم، فهو دليل ادانه لا دليل براءة… من جانب تحليلي نجد العدوان يعلم علم اليقين بان الصالة هي ( الصالة الكبرى )، اكبر مكان مسقوف في العاصمة، لاقامة و احتضان المناسبات الاجتماعية المدنية الشعبيه، تحديدا مناسبتي الاعراس والعزاء، وان المكان لا علاقة له لامن قريب ولا من بعيد، باي تواجد أو مظاهر عسكرية، او حتى مقرات دائمة او مؤقتة، لأي من قوى الداخل المناوئة له..وبالتالي هذا اعتراف بعلم العدوان بالصالة والغرض التي اعدت له سلفا، و ماهية التواجد المدني الذي تحتضنه تلك الصالة، هذا اولا.. ثانيا يظهر من سياق الحملة الاعلامية ، التي تجري على قدم وساق، في قنوات اعلام العدوان، وحتى الموقف الرسمي للنظام السعودي، بانكاره ارتكاب المجزره ومحاولته المفضوحة، الصاق التهمة بانصار الله، وكذلك المواقف المتناغمة مع ذلك الموقف، من قبل ايادي ومرتزقه العدوان، والمؤيدين له من الفارين وساكني الفنادق..كل ذلك يظهر، ان الجريمه خطط لها سلفا، وان رأي العدوان استقر على ضرب أول مناسبة مدنية، محسوبه لاحد قيادات المؤتمر، وقتل اكبر عدد من قياداته العليا وكوادره، الذين سيحضرون للمشاركه بالتأكيد، ثم العمل بشتى الوسائل لالحاق التهمة بالشريك الاساسي للمؤتمر، في ادارة الدوله ومعركة الدفاع عن الوطن، وصولا الى شق الصف والفرقة، وحتي الصدام المباشر بين الشركين ، بعد ان عجز المعتدون عن تحقيق اهدافهم بشكل مباشر، والانتصار على الشعب اليمني..ومما يدل ذلك، ان النظام السعودي عمل بشتى الوسائل، على افشال تكوين لجنة تحقيق دولية، للتحقيق في الجرائم والمجازر التي ترتكب بحق الشعب اليمني، وبذلك ضمن لنفسه الهروب والانكار والتنصل، من اثار و تبعات جرائم عدوانه المستمر على الشعب ، وبما في ذلك مجزرة القاعة الكبرى ثالثا يثبت الاستدلال بالفيديو، ان العدوان تعلم من حضور الزعيم في الصالة، عبر عزاء ال الارياني، انه قد يعملها مرة اخرى، خصوصا في مناسبات عزاء المقربين اليه، والبارزين في حزبه، و المنخرطين في تمثيله، في الاعمال الادارية الحساسة في الدوله، كحال وزير الداخلية جلال الرويشان،، وهذا يؤكد ما ذهب اليه البعض، من ان رأس الزعيم وبقية القيادات العليا المشاركة في العزاء، كان من ضمن اهداف استهداف وقصف الصالة ومجلس عزاء ال الرويشان…بناء على معلومات حصل عليها العدوان، اكدت حتمية حضوره ومشاركته في العزاء،، الى جانب ان العزاء جمع أكثر من الف مدني يمني، تحت سقف واحد، وهو هدف ثمين وصيد سمين، بالنسبة للنظام السعودي، الذي يسعي الى قتل وابادة اكبر عدد ممكن من الشعب اليمني.. وبين هذا وذاك يبقى اصرار نظام الظلم والجور والبغي والعدوان، على محاصرة البلد، واغلاق كل منافذها امام جرحى المجزره، البالغ عددهم أكثر من ست مائة جريح، معظمهم في حالة حرجة، مع ما افرزته حالة الحصار والعدوان، من تداعيات على الجانب الصحي في اليمن، الامر الذي يعجز معه أطباء الداخل، عن تقديم الخدمة الصحية والعلاجية لؤلائك الجرحى، وبالتالي امكانية استشهادهم في ظرف كهذا امر وارد لامحالة، كل ذلك يؤكد ان النظام السعودي هو من ارتكب المجزره وانه يصر على الحاق الجرحى، بمن سبقهم وقضى نحبه من شهداء الصالة الكبرى خصوصا، وشهداء الشعب اليمني بشكل عام..