لا للالتفاف على الثورة
بقلم : علي شرف الدين
فـ(بقاء شخص من النظام = بقاء النظام)
مَن ذلك الذي يُعدّ بريء الذمة من رموز هذا النظام الذي يتزعمه الإرهابي علي عبدالله صالح؟ من منهم يعدّ بريئًا براءة الذئب من دم ابن يعقوب؟ إن أضعف إدانة تلاحق إولئك المتسلقين على أكتاف المسئولية التي اسمترؤا خيانتها هي نهب المال العام، واستغلال المناصب الرسمية في تحقيق أغراض شخصية، وهذا عام لا يخرج منه أيٌ من رموز النظام، ولا سيما في الجانب العسكري، فقادة الجيش والأمن من أكثر الناس تورطا في قضايا الفساد المالي والإداري، وهم بفضل نفوذهم العسكري والأسري لا يجدون حرجا أنيجاهروا بممارساتهم العابثة، بل وتعلو ضحكاتهم وقهقهاتم في مسامع الشعب وهم يسلبون ما يشاؤون من الأراضي والسيارات والأموال العامة، استهزاء بالشعب، وتهكما عليه. وهذا أمر لا يخفى على الصم العميان،وكأن لسان حالهم يقول:
أنا الذي نظر الأعمى إلى جشعي وأسمعت ضحكاتي من به صممُ
والإرهابي علي عبدالله صالح لم يكن ليأمن على نفسه أبدا وهو يعيث فسادا في البلاد، وهتكا لحقوق العباد، إلا بعد أن أحاط نفسه بالقادة العسكريين من أقاربه، أبنائه، وإخوته، وبنيهم، وكم هي أيديهم جميعا ملطخة بدماء اليمنين، سواء بما مارسوه في الأمن السياسي والأمن القومي من جرائم الخطف والتعذيب للأبرياء من المواطنين والناشطين السياسيين والحقوقيين، أو بما مارسوه في الحرس الجمهوري والفرقة الأولى مدرع وقوات الطيران من حرب ظالمة على أبناء شعبنا في صعدة، تحت غطاء إعلامي مضلل، فلم يتوانوا عن سحق الناس بالدبابات، وسحلهم في الشوارع أمام الناس، وهدم بيوتهم، وتشريد أسرهم، ونهب أموالهم، وحرق مزارعهم، وبث ما استطاعوا من سموم العنصرية والطائفية والمذهبية،في أبشع صورة لم يقم النظام الصهيوني بمثلها في فلسطين المحتلة، ولكن يوم الحساب قادم، وسينكشف قريبا كثير مما حاولوا ستره،مما يفزع الأكباد من جرائمهم، واستخفافهم، لا بالمال العام فحسب، ولكن بأعراض الناس، ودماء أبناء الشعب، ودماء أبناء الجيش، فالزمان يبشر القاتل بالقتل دائما، ولو بعد حين، والتاريخ لا يرحم، فلينتظر الجميع دورهم، اليوم سينتزع الشعب سلطانك أيها الإرهابي المتغطرس، وغدا سيحاسب كل إخوتك وأبنائك وأبناء إخوتك من قادة المؤسسات الأمنية والعسكرية، وكل رموز نظامك المتهاوي، الذي لا يشبهه في تركيبته سوى نظام العصبات والمافيا.