المجلس السياسي، واللجان الثورية
بقلم/ أمة الملك الخاشب
قد يتساءل الكثيرون لماذا رئيس اللجنة الثورية مستمر في الزيارات والأعمال التعبوية رغم أنه قد دعا لتأييد المجلس السياسي في السبعين وماتلاه من دور وتسليم بعد الاتفاق السياسي بين المؤتمر وأنصار الله وبتأييد شعبي جماهيري منقطع النظير ؟
لذا اُريد أن أوضح هنا لمن تدور في رأسه تلك الاسئلة سواء كان يجهل أو يعلم ، ومن الملاحظ أن البعض ممن ينزعجوا ، قد يكونوا غير مستوعبين وغير متفهمين وغير مستشعرين أنهم في مرحلة تستوجب تحرك الجميع ، وعند البعض قد يكون منشأ مثل هذا الانزعاج هو أن صاحبه من المؤيدين للعدوان ولكنهم لا يملكون الجرأة بقولها صراحة فمن يرفضون العدوان لن ينزعجوا أبدا ، ولايجب أن يكون الانزعاج من ناس يقفون ضد العدوان لان من يعرف على مثل هذه الأوتار من الغالب هم أعداء الوطن أو من غرقوا في التعصب والنظرة الضيقة التي لاترى إلا ماحولها ، فتراهم يتهمون أنصار الله بنقض الاتفاقات أو إلغاء دور المجلس السياسي وغير ذلك من خزعبلاتهم التي هم في الاساس منغمسين فيها ، ولهذا تراهم يسخطون ، وتتغير ملامح وجوههم ، إن رأوا رئيس الثورية العليا يزور منطقة أو قبيلة ، أو وهو يلقي كلمة في مناسبة أو يشارك في فعالية ، وكأنه في نظرهم يجب عليه أن يتوارى عن الانظار ويختفي ولا يقوم بأي عمل وعليه أن يذهب ليعيش في مكان ما بعيد عن السياسة ؟ كأننا لانعيش وضع استثنائي والوطن بحاجة إلى جميع أبنائه بكل مستوياتهم .
لذلك فأنا أتمنى أن يعلموا ويدركوا التالي :-
أولا : يجب أن يعلم ويطمئن كل من لايعلم أن رئيس اللجنة الثورية أبو أحمد الحوثي لا يتدخل في العمل المؤسسي ولا الاداري ولا يؤثر على عمل المجلس السياسي فالمجلس السياسي له مطلق الحرية في القيام بأعماله وبإمكان الكتاب والصحفيين أن يزوروا المؤسسات ويلتقوا بالقائمين عليها ويتأكدوا من ذلك ، أو متابعة ما يقوم بكتابته الأستاذ محمد علي الحوثي بخصوص ذلك على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي”فيس بوك” وكيف يُعبر بوضوح وشفافيه فيها .
ثانيا :
رئيس اللجنة الثورية مستشعر بدوره الذي يجب أن يستمر ومستشعر بخطورة العدوان الذي لم يكل ولم يمل ولا زال يعمل ويتحرك بقوة وفي كل المجالات ولا يزال يحشد ويتآمر ، ويقتل ويدفع الاموال .. ولوكان قد توقف عن القيام بدوره لكنا إتهمناه بعدم التسليم ، ولكنا انتقدناه كما ننتقد من يظلون مع القواعد والخوالف في بيوتهم ، كون ذلك واجب وطني وديني وأخلاقي وعلى الجميع التحرك … كل مواطن واعي هو يشكل رقم في لوحة الوطن الفسيح فهل يعقل وهل من الممكن أن يكون دور رجل مثل ابو أحمد وهو من الشخصيات النادرة في الاخلاص والتفاني لحب الوطن والايمان بقضيته السكوت أو القعود مع القواعد أوالتواري في ظل أوضاع كهذه ؟!
هذا الجهل بعينه والغباء بطوله وعرضه هل تريدونه أن يظل متواري خلف الانظار؟ أن لا يقوم بدور التعبئة والثورة المستمرة؟ وأن لايستعان به لخدمة الوطن ، والنزول للمجتمع وحث القبائل ومنظمات المجتمع المدني ومختلف مكونات وشرائح المجتمع على الاستمرار الكامل بالبقاء في المواجهة ، وعلى أن يكونوا على أتم الجهوزية لمواجهة عدوان ظالم يستعين بكل مجرم وعميل ومرتزق وجماعات إرهابية وووووو ولا يتوقف لحظة عن التحرك ضدنا وبكل مايستطيع من جهد ومال والإستعانة بخبراء العالم وجيوشه وإعلامييه وسياسية وفي كل المجالات وممن هم معروفين في التخطيط و ماكرين فيه ويمتلكون الدهاء والخبث وينفق عليهم بالأموال التي أدهشت الجميع وبسخاء..والخ ، وبكل الوسائل المتاحة والأساليب والقدرات التي لم يتركوا طريقة إلاواستخدموها ؟ من أجل الانتصار في معركتهم وتحقيق أهدافهم .
هل تنزعجون منه لأنه يعمل مابوسعه ويغيظ العدو بعمله وأصبح مطارد بمقاتلاتهم لأنهم يعلمون أنه لايخرج من أجل دعاية انتخابية أو في نزهة بل من أجل مواصلة الصمود والتحشيد في معركتنا التي لاتقاس بالقدرات ولا الامكانيات وووووكان المفترض بمن يدعي أنه حريص على الوطن أن يحرك ويوجه جهده ضد العدوان و بدلا من أن يقتدوا بأبو أحمد و أخذه مثالا لكم في تسخير كل وقته للتحرك لمواجهة عدوان كهذا تحاولون غمسه وتتفننون بلمزه ؟
هل تريدونه أن يتقاعس عن دوره ويظل في بيته مثلما يفعل الكثير من القيادات الذين كانوا ينفخون أوداجهم وهم يثيرون الغبار بمواكبهم ولاتتسع لهم المجالس وهم يتفننون في التحليلات ونثر البطولات في مقايلهم وهم في أعلى سلام الوظيفة أو يهيئون لها ولكنهم متواريين عن الأنظار اليوم بزعم الحفاظ على مستقبله السياسي أو العسكري أو غيره، ويصمون آذانهم عن تلبية نداء الوطن في وقت الوطن أحوج مايكون لهم إلا القليل ممن صمدوا واعتبروا مستقبلهم الوطن وليس نفسه أو مكونه أو حزبه لأنهم يرون وطنهم يمر بظروف استثنائية ولحظات تاريخية يصنع فيها المجد تاريخه بدماء طاهرة وبرجال صادقة وبسواعد فتية وبتضحيات جسيمة ؟
ام هل تريدون منه ومن المخلصين أن يكونوا أقل شأنا من المرأة اليمنية الثائرة التي تحركت وحشدت وأنفقت وقدمت فلذات الأكباد وقدمت الأموال وبذلت جهودا لمواجهة العدوان بكل ما تستطيع بينما من عاش وبنى مستقبله من خير الوطن يدير وجهه هناك ممن لا زالوا يتقاعسون برغم أنهم يدعون أنهم ضد العدوان ؟
المجلس السياسي الأعلى هو من أقدم على الأمساك بالسلطة في. ظروف صعبة وهم أمام تحد كبير وظروف استقبال الضربة الاولى والمفاجئة للدول الناجحة هي الأصعب في نظر كل الخبراء والمحللين فما بالك بإدارة بلد في وقت تخلى عنه من كان يزعم إدارته وبلد مشهور بالفساد الإداري والمالي وووو وإدارة الرجل مع ثله من المخلصين للوطن حتى شهد العدو قبل الصديق لهم بل ويعتبر مدرسة يتعلم منه إداراة الحروب والازمات أمام هذا التحدي الكبير والعدوان الغاشم
وقبل الختام أود القول أن هؤلاء ليسوا بأوصياء على المجلس وإذا كان هناك أعمال إن صح الحديث توحي بتدخل أو منازعة في اختصاصه فهم يستطيعون التفاهم معه كما تفاهموا معه على الدور والتسليم وما أعقبها فرئيس اللجنة الثورية قد سلم لهم السلطة وإدارة شئون الدولة ، وهو يتحرك من منطلق أن الثورة مستمرة والمسار الثوري مستمر ، وهو مساند وداعم للمجلس السياسي كما أكد على ذلك في خطاب السبعين والتسليم ولم يعقب عليه أحد في حينه وبدون أن يؤثر عليهم لأن المرحلة تحتاج تحرك الجميع بلا استثناء ، كوننا في حالة نفير عام وإستنفار ، وعلينا مضاعفة الجهود وترك المناكفات وتوحيد الصفوف ضد عدونا التاريخي والأزلي والذي يواجهنا بكل ما يستطيع من قوة ، وستظل اليمن حرة أبية برجالها الأوفياء الشرفاء المخلصين الذين يبذلون الغالي والرخيص لأجل تراب هذا الوطن الغالي .