كاتب مغربي:“اليمن ليست زوجة سعودية تضرب بالعقال انها سيدة الجزيرة العربية بقلم/عادل العوفي
كتابات-يمني برس:
“هل ستتخلى عن ضرب زوجتك؟”.. من البديهي ان اي شخص على وجه الكرة الارضية مهما كانت قدرته على الاستيعاب سيخطر بباله فور اطلاعه على الكلمات المكتوبة في البداية او على الاقل سيتبادر الى ذهنه “البيئة” التي ينحدر منها صاحبها واجزم انه لن يجد صعوبة في تحديد حتى الدولة التي ينتمي اليها.
بكل بساطة لان “الصيت السعودي” كان ولا يزال “عالميا” في طريقة اذلال المرأة والدهس على ابسط حقوقها، طبعا ما ذكر انفا كان للسفير السعودي في واشنطن ردا على سؤال لصحيفة امريكية حول اليمن الجريح.
لكن قبل ان ندخل في التفاصيل تماما ولو انها “فكرة مجنونة “{مثل صاحبها الذي هو انا}، كنت افكر لماذا “تتغاضى “امريكا” راعية الحرية والديمقراطية” في العالم عن جرائم السعودية ضد النساء؟ ولماذا لم تفكر مثلا في “تحريرهن” من القهر والظلم الذي يشهد به الصغير قبل الكبير؟ اليست هي من دمرت العراق {عفوا حررت اقصد} تحت مسميات مماثلة؟ ام ان “الشياطين” لم يمكن ان تركز جهودها الخارقة في امر واحد فلكل “تخصصه” واعماله التي تلتقي في النهاية تحت “هدف مشترك”؟
عموما وسط هذه التصريحات المسيئة لشعب عظيم وبلد عريق مثل اليمن استغربت ان اغلب من يدعون انهم يمثلون هذه الحضارة الضاربة في جذور التاريخ اكتفوا بالصمت المخجل والمريب خوفا من اثارة “غضب” من يقود العدوان ضد بلدهم.
ليأتي الرد الواضح والصريح والشجاع من لدن الاعلامية “منى صفوان” التي حركتها غيرتها على بلدها ضاربة بعرض الحائط حسابات بعض السياسيين وتلقن من استباحوا اليمن درسا بليغا في الاخلاق والتاريخ حين ردت بالقول “اليمن ليست زوجة سعودية يضربها زوجة بالعقال انها سيدة الجزيرة العربية وملكة متوجة على عرش الحضارة”.
نعم هذا هو الكلام المنطقي الكفيل باسكات كل من تسول له نفسه المريضة التطاول على ابناء هذا البلد الاحرار الذين يقاومون العدوان ويرفضون الذل والعار والاستعباد مفضلين الموت جوعا لكن بكرامة وعزة نفس وشموخ واباء..
للحديث بقية ..
هل هزتهم ثورة المرأة السعودية لهذه الدرجة؟:
في سياق متصل ويهم نظرة “الاحتقار” التي تطال المرأة في السعودية، صدمنا بقرار اعتقال الناشطة “مريم العتيبي” التي تقود “ثورة” على مواقع التواصل الاجتماعي لاسقاط ولاية الرجل على المرأة ويحصد هاشتاغ مخصص للمناسبة اقبالا منقطع النظير في المملكة.
لكن الغريب ان سبب الاعتقال والتهمة الموجهة للناشطة المذكورة هي “عقوق الوالدين”، تخيلوا معي هذا المنطق الاعوج الذي يسيطر على هذا المجتمع الغارق في التخلف والازدواجية.
المحامي والناشط المعروف طه الحاج تحدث في اطلالات تلفزيونية على ان والد مريم هو من قام برفع دعوى ضدها مطالبا بسجنها، مع العلم انها من تتعرض للاعتداءات مستمرة من لدن شقيقها الاكبر فما كان من الوالد الا ان اصطف في خندق ابنه ضد ابنته وقرر الزج بها في السجن.
لن نفصل الفقرة الاولى عن الثانية فالنتيجة واحدة ومثيرة للغثيان وتكشف بالملموس مدى الانحدار المقزز والنظرة السطحية والدونية للمرأة في المجتمع السعودي.
في نفس الصدد “انبرت” وسائل اعلام سعودية وفي محاولة فاشلة منها “للتصدي” للنجاح الباهر والتأثير القوي الذي افرزته الدعوات لاسقاط ولاية الرجل عبر مواقع التواصل الاجتماعي الى بث اخبار مثيرة للسخرية عن “اكتشاف” من يقف خلف “الحملة”.
تصوروا ان الاعلام السعودي “الخارق” وجد ان شخصا يهوديا اسمه “ايزاك” هو من يقف خلف الموضوع وهو من يحرك الكثير من النساء السعوديات ويتلقين “الاوامر” منه شخصيا لبث الفتنة وسط هذا “المجتمع الفاضل”.
لم اكن اعرف ان الصلة “بالصهاينة” تزعج الاعلام السعودي الى هذا الحد، ولا اريد النبش في الموضوع من جديد فحالة “الحب والوئام” التي بين الاثنين لا تخفى على القاصي والداني.
لكن هل ازعجتهم هذه “الثورة النسائية المباركة” الى هذه الدرجة التي جعلتهم يختلقون الاكاذيب يمينا ويسارا “لتشويه” هذه الخطوات “الميمونة” في سبيل تحرير المرأة من هذه القيود والاصفاد؟
سبق وكتبت هنا انني اشد على ايدي هذه الثائرات واضيف الان ان كل هذا الذي يحدث ليس سوى دليل واضح على انهن في الطريق الصحيح لبلوغ الهدف المنشود وكسر كل القيود والاغلال.. والقادم اعظم ..
عمرو أديب وزملائه وقول كلمة الحق في وجه سلطان جائر:
“مصر كسبت، لا يوجد هناك أحد يجي على مصر ويكسب”، كنا سنبصم بالعشرة للاعلامي عمرو اديب ونؤكد له ان كلامه صحيح و”اصلي” لو نطقه وهو يقف في خندق الحق مصطفا بجانب المظلومين في “المحبوسة” {كانت تسمى المحروسة}.
اولا هو كان يتكلم في برنامجه عن استقالة او اقالة الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي وربط السبب “لدعوات المصريين” عليه، لكن ماذا عمن يهين المصريين ليل نهار و يقطع ارزاقهم ويتفنن في اذلالهم تحت مسميات واهية؟ اليس هؤلاء الاجدر بدعواتهم ومن سيكون حسابهم عسيرا ونهايتهم وخيمة؟
كنت اتمنى ان تتوفر لاديب وزملائه المخبولين بعشق نظام السيسي “ذرة” من الجرأة والشجاعة لقول الحقيقة المرة الساطعة الواضحة وضوح الشمس، لكنهم لا يجيدون سوى التلون مع كل مرحلة جديدة في تاريخ مصر..
استقالة “عباس ناصر” وبريق “الجزيرة” المفقود:
دققت كثيرا في حيثيات استقالة الاعلامي اللبناني عباس ناصر من قناة الجزيرة ولم استغرب كيف لم تصاحبها ضجة وصخب معتاد حينما يتعلق الامر باحد اعلاميي القناة القطرية.
صحيح ان ناصر كتب تعليقا على الخبر ما يمكن ان يحدث رجة عنيفة ضده اوبالاحرى الملف “الساخن” الذي انهى علاقة الكثرين بالجزيرة حيث قال ان “مانشهده سورية ثورة”.
لكن ذلك لم يثر الحفيظة كما كان يحدث في السنوات الاخيرة، هل فقدت الجزيرة بريقها بهذا الشكل الذي لم يعد يجعل الناس مهتمين بها وباعلامييها؟
سؤال عريض لن تخفيه “الاحتفالات الصاخبة” بها من لدن البعض هذه الايام..
كاتب مغربي