السعودية .. حسابات خاطئة
طالب الحسني
لم يساوم احد بمصيره كما فعلت السعودية ، لم يكن ذكاء ولكن لان حساباتها وتصوراتها لم تكن دقيقة ولانها اعتمدت على واشنطن طول اكثر من ثلاثين عاما في بناء الاستراتيجيات واتخاذ اهم القرارات المصيرية . الوضع الامن الذي كان يفترض على السعودية ان تنزوي إليه عقب الحربين ( الخليج الاولى والثانية ) هي ان تذهب لتطبيع علاقاتها مع كل دول الجوار التي انخرطت في الحرب والتي تضررت منها والتي نأت بنفسها عنها ايضا ، لكن السعودية اختارت الذهاب نحو التصعيد بل الاصح اختارت لها واشنطن ،بدء باستعداء ايران والعراق وسوريا والتدخل في لبنان وبناء علاقات قائمة على الهيمنة .
في المقابل هل كانت السعودية تجهل انها تحضر وتنتج القاعدة وداعش برغبة امريكية لاستئصال الاتحاد السوفيتي واذرعه في المنطقة العربية عندما إلتقت هذه الرغبة مع الرغبة السعودية الوهابية لمواجهة اليسار والقوى الاشتراكية التي كفرتها واعتبرتها خارجة عن الدين وبالرغبة ايضا السعودية الوهابية في مواجة التمدد الشيعي الرافضي حسب زعمها وايران التي فتحت نافذة واسعة على المقاومات الاسلامية ضد اسرائيل ،فتلاقى السعودي والامريكي والاسرائيلي ليذهب هذا الثلاثي إلى تدمير المنطقة بمال السعودية وبأدواتها . لكن هذا المولود المشوه والاجرامي كبر إلى الدرجة التي لم تعد القوى التي انتجة قادرة على السيطرة على تأثيراته وتداعياته بعد فشله في اسقاط النظام السوري واحداث تحول كبير لصالح المشروع الامريكي في المنطقة
احداث الربيع العربي وما بعدها انهى تماما ما كان يشبه الحرب الباردة لتدخل المنطقة في هذه الحرب العسكرية المفتوحة من سوريا إلى العراق إلى اليمن وإلى ليبيا .
ربما اعتقد التحالف الامريكي الاوروبي السعودي ان هذه الحرب ستكون حرب الاشهر لكنها امتدت لسنوات ونحن الان على مشارف الدخول في العام السابع اما النتائج فكلها تؤكد انتصار المعسكر المناهض للولايات المتحدة الامريكية وحلفائها الاوربيين والخليجيين وعودة قوية لروسيا بوتين وايران وقوى المقاومة في وقت تبدو السعودية منهكة إلى الحد غير المسبوق وان كانت اليوم تحاول المكابرة.
الخريطة العربية اليوم تتشكل بواقع يعزل السعودية تماما باعتبارها دولة شنت حروب على المنطقة مثلها مثل اسرائيل ، ليس هناك دولة عربية واحدة يمكن لها ان تقيم علاقة قائمة على الاحترام المتبادل مع السعودية كل الدول العربية التي تقيم علاقة مع السعودية الان تقيمها على عريضة الدعم الاقتصادي ، هذا الاخير لن يستمر وشيخوخة السعودية الاقتصادية تبدو اقرب من اي وقت آخر ، علينا أن نذكر اليوم بالعلاقة المصرية السعودية كنموذج سيتكرر في السنوات إن لم يكن في الاشهر القادمة .