عودة المقاتلين إلى اليمن … ماذا بعد ؟
يمني برس | أقلام حره | بقلم/ زيد احمد الغرسي
ذهبوا للقتال ضد الاتحاد السوفيتي والآن يصدرونهم للقتال إلى سوريا وبغض النظر عن الأسباب السياسية أو المصالح إلا أن الدافع لهؤلاء هو الغطاء الديني الذي يصبغ على كل تحركاتهم تحت عناوين عدة
في اليمن لا يتوانى متاجرون بدماء البشر لإرسالهم إلى أي بلد تريده أمريكا طالما وهو يقربهم لها ..ففي الآونة الأخيرة اتضح ما يقوم به حزب الإصلاح بتجنيد الآلاف المقاتلين في معسكرات سرية في الجوف وخولان وإرسالهم إلى سوريا تارة بالعمل كقوات حفظ سلام هناك وتارة للتجنيد في جيش قطر وإغراءهم بالأموال للموافقة على ذلك
تجار الدماء هل يعلمون بخطورة ما يقومون به ؟ هل يقرأون تصرفاتهم جيدا قبل اتخاذ إي قرارات خاصة بعد تجاربهم الماضية الملطخة بالدماء في الجنوب وصعده وغيرها ..ألا يعون لمصلحة من يعملون ؟ هل هذا في مصلحة الوطن ؟
لماذا دائما يختارون طريق الدماء والقتل والنهب والدمار بدلا عن الحلول السلمية والحوار ؟ لماذا لا نجد هذا الحماس تجاه قضية فلسطين ؟ لماذا لا يرحلون إلى القدس بدلا من جمع تبرعات لا تصل إلى الفلسطينيين ؟
منذ أن بداءت الأزمة في سوريا قبل عامين والى ألان تتكشف حقيقية المؤامرة ضد بلد مقاوم وداعم للمقاومة في فلسطين ولبنان والتي ينساق لها هؤلاء انسياق أعمى لخدمة المشروع الأمريكي الذي يصب لمصلحة العدو الصهيوني في المنطقة
في الأيام الماضية أدرجت الإدارة الأمريكية بعض الجهات المعارضة المقاتلة هناك في لائحة ما يسمى بالإرهاب !!!! هذا يعني أن عودة هؤلاء المقاتلين إلى بلدانهم سيكونون بحسب التصنيف الأخير إرهابيين وهذا بحد ذاته يعطي الشرعية لأمريكا لملاحقتهم في أي بلد وأي وقت يريدون وبأي وسيلة يرونها مناسبة للقضاء عليهم كما يدعون ومنهم المقاتلين اليمنيين الذين ذهبوا بمباركة إصلاحية دينية وتبريكات أمريكية هذا من ناحية
ومن ناحية أخرى ماذا سيعمل هؤلاء المقاتلين بعد عودتهم ؟ هل سيكونون من الفئات الصالحة لا سيما وقد تدربوا على الفنون القتالية والأساليب المتطورة في أعمال التفجيرات !! ؟
ألا يعي حزب الإصلاح ما يقوم به وما هي انعكاساته على اليمن وأمنه ونسيجه الاجتماعي ؟
هل يعي هؤلاء أن الإدارة الأمريكية هي أول من ستتخلى عنهم وستضربهم بحجة دعمهم للإرهاب ؟ الم نجد كيف وضعت أمريكا عبد المجيد الزنداني في لائحة الإرهاب وهو من خدمها بفتاويه ومقاتليه أيام الاتحاد السوفيتي ؟
هل ينظرون إلى ما يجري ألان من تصنيف المعارضة المسلحة في سوريا بالإرهاب وهي من دعتهم للقتال إلى هناك ؟
أصبحت أكثر الدول المصدرة للمقاتلين خائفة من الارتدادات العكسية من عودتهم إلى بلدانهم بعد تشبعهم الأيدلوجي بفكر القاعدة التي أصبح من نتاجها إعلان جبهة النصرة بيعتها للقاعدة في العراق ولقد تنبهت تونس فبداءت بحملة إعلامية وشعبية رافضة لهذه الممارسات وواقفة ضد الجهات التي ترسلهم وتستثمر دماءهم لمصالحهم الشخصية والسياسية
يستدعي ذلك ولو بشكل مماثل قيام حملة هنا في اليمن للوقوف بوجه من يصدر اليمنيين للقتال إلى أي بلد خدمة لأجندات خارجية لا تخدم اليمن وأمنه واستقراره ولمن يعمل في هذا المحور لن تنفعكم الولايات المتحدة الأمريكية مهما قدمتم من خدمات ومهما نفذتم مشاريعها سواء في اليمن أو غيره أفلا تعقلون ؟