تحصين الرياض و قصر اليمامه ،، آخر ما يملكه سلمان .. بقلم / مختار الشرفي –
يمني برس – كتابات
كانت ” عاصفة الحزم ” و تدشين العدوان على اليمن وقودا للانطلاقة السعودية الجامحة نحو فرض هيمنتها على الدول العربية و تثبيت احقيتها بقيادة منظومتها ، و من قلب جامعة الدول العربية و في قمة القاهره بعد ايام من بدء العدوان بدأ تكريس هذا التوجه السعودي بدفع كل الدول العربية لتأييد العدوان على اليمن ، و اعتبار كل معارض لهذا العدوان مخالفا للاجماع العربي ، و اعلن السعودي نيته تشكيل قوات الدفاع العربية المشتركة لتعزيز فكرة الهيمنة السعودية و تكريس مشروعية تحالفهم المعتدي على اليمن و توسيعه، و منها بدأ استخدام ” تهديد الاجماع العربي ” كجريمة تلصق ضد كل من يعارض توجهات المملكة و سياساتها العدوانية في كل المنطقه ،، و بالتزامن قامت المملكة بجعل العداء لإيران و مواجهة ما تسميه ” بالتهديد الايراني ” محورا مركزيا لتصنيف الخصوم و تكييف تهم شق الإجماع العربي على مقاس المخالفين من حكومات و حركات و جماعات و حتى شخصيات .. و سادت حينها حالة من الرعب على من كان و على استحياء يعارض وثبة الاستحواذ السعودية و رغبتها في الهيمنة على القرار العربي ،، وفتحت خزائن بني سعود لإلقام الافواه الحليفة لها في عدوانها و لاسكات الافواه التي قد تنتقده ،، كان العام الاول بعد العدوان عاما سعوديا خالصا جعل محمد بن سلمان ولي ولي الملك يجمح بعيدا في شطحة الهيمنة السعودية ، فذهب باتجاه اعلان التحالف الاسلامي تحت قيادته ، و اعلن انضمام اكثر من ثلاثين دولة إليه ، و لم تكن أهم الدول الأعضاء التي قال بن سلمان أنها جزء فيه ، تعلم بأن بن سلمان بات قائدا لها في تحالف عسكري لمحاربة ما اسماه الإرهاب . هذا الجنون الذي يتجاوز حجم السعودية كدولة تعيش تحت الحماية و الوصاية الأمريكية ، لم يكن هناك ما يبرره و يجعله قابل للتحقق غير الرغبة السعودية في التحول الى غول اقليمي متوحش ، على الجميع تجميله و اعطائه المشروعية و الاخلاقية بما تملكه السعودية من اعلام و مال ينفق على الحكومات و الاعلام في العالم باكمله .. العارفون بوهم الحلم السعودي من حلفاء السعودية حاولوا توجيه و احتواء هذا الجنون السعودي و ليس منعه ، لانه كان مشمولا بحفلة مالية صاخبة تنثر الاموال في كل اتجاه و على كل الراقصات بما فيهن العجائز و السمينات ، لأن المهم أن يرقص الجميع و يتمايل لارضاء سلمان لا اغوائه .. السعودية و سهرتها و سكرتها التي اعقبت انطلاقتها الجامحة ، تلقت صفعة قوية من المقاتل اليمني الذي لم يكن يملك غير يده ليدافع بها عن نفسه ، يد جافة مليئة بالشقوق من كد و فقر السنين و التاريخ الطويل في منازلة الخصوم و الأعداء الذين هزمهم اليمني ، و الذين يشكل السعوديون أهزلهم و أتفههم على الاطلاق . دوي الصفعة اليمنية في وجه الملك السعودي جعلت كل جوقة المطبلين ينتبهون الى حجم السعودية الحقيقي ، و إن كانت تبدو في الظاهر هي الأسمن في الواقع العربي الهزيل ، و ارتطموا جميعا مع السعودية على أرضية أن العدوان على اليمن لا يمكنه أن يجعل السعودي قائدا لأي تحالف دولي او اقليمي و إنما مجرما يخشى الجميع من التورط معه في كل جرائمه .. و كانت تعرجات و شقوق اليد اليمنية التي طبعت على وجه المملكة السعودية و هشمت الشق الجنوبي من تاجها – في عسير و نجران و جيزان – كافية لتستفيق المملكة ، و لكن على خزينة فارغة و تصحر في الايرادات و عزوف لكل الراقصات بما فيهن العجائز و السمان ، لتتضاعف أحزان كهول و صبيان المملكة و تزداد رغبتهم في العزلة و الانزواء ، و إن كان ماخور ” الشرعية ” المدعاة في هادي و حكومته ما يزال يعدهم بتوفير مزيد من الجواري البائسات .. قمة البحرين لدول مجلس التعاون و ما طرح فيها من أفكار حول تحويل المجلس الى اتحاد ، بعد جولة استجداء و حث سبقت القمة قام بها سلمان لكيانات الخليج باستثناء سلطنة عمان ، جاءت تعبيرا واضحا و جليا عن تهاوي السعودية و حلفائها الخليجيين ، و انهيار مشروع الهيمنة السعودية على الدول العربية ، و انحسار اطماعها الاستحواذية في اصغر جغرافيا تعتقد بأنها متاحة لها . و برغم ما تمر به السعودية من انكسار و تهاو يفترض أن يدفعها للتعقل و اصلاح ما افسده جشعها و تهورها ، إلا أنها ما تزال تفكر بنفس المنهجية المدمرة ، فبحثت عن تسييج نفسها بحلف تدقه حولها ، فكان انشاء الاتحاد الخليجي ضالتها ، و الذي كشف عن كم تضاؤل حجم طموحات السعودية التسلطية و عن حالة الكبر التي ترفض الموت في أعماق شيطانها الاعمى . و حتى الاتحاد الخليجي و بعد انتهاء قمة البحرين لم يتم تحقيق شيء منه ، رغم ما تظاهر به متزعمو كانتونات الخليج من حماسة لسلمان ، لأنهم يعرفون أنهم و كنتوناتهم ما تبقى امام سلمان لالتهامه حتى يبقي قصر اليمامة بعيدا عن النيران و خطر الانهيار ، و حتى لا يسمح بأن يسقط التاج الذي باتت تهز الجمجمة التي تحمله ، الصفعات المتواصلة من اليد اليمانية ، و القادمة من مظلومية سوريا و العراق و غيرها من دول العالم ، و تلك القادمة ايضا من الايادي التي كانت تعتبر الحليفة المقربة من بني سعود ..