الجنة والنار و ثقافة فصل الدين عن السياسة
يمني برس _ أقلام حره
بقلم / صلاح العزي
من الثقافات المغلوطة المنسوبة الى الإسلام زورآ أن النار والجنة وحور العين هي الغاية الكبرى التي ينبغي على الإنسان السعي بجد للوصول إليها مهما كان في ذلك تهميش للدنيا وعدم الإهتمام بها ليمرروا من خلال هذه الثقافة مشروعهم السياسي الذي يدعوا إلى فصل الدين عن السياسة وتنصيب الطغاة والبغاة فوق أعناق البشر والصحيح أن الجنة والنار مجرد وسائل ترغيب للإنسان ليسعى بكل جد ليحقق الغاية التي خلقه الله من أجلها وتحذيره في حال فرط أو تهاون أو قصر في سعيه لبلوغها بالإضافة إلى كونها مأوى للإنسان في الحياة الآخرة.
وتلك الغاية القرآنية التي ينبغي للإنسان الحرص على بلوغها هنا في الدنيا وليست في الآخره وهي ما ذكره الله تعالى في قوله:
“إني جاعل في الأرض خليفة”
هي العمل في هذه الدنيا بإعمارها وإصلاحها والإستفادة من نعم الله فيها لإحيائها وتحقيق مصالح أهلها وتطهيرها والعمل بالحكمة ليعم الخير فيها مكان الشر والفساد وتنظيم الحياة فيها حسب التوجيهات والأوامر الإلهية القرآنية للحيلولة دون سيادة قانون الغاب والوقوف مع المستضعفين في وجه الطواغيت المستكبرين الذين يريدون مقاسمة الله في بلاده وعباده وهذه الغاية هي التي دفعت قوى الشر إلى تضليل الناس وإقناعهم بضرورة فصل الدين عن السياسة والحياة ليبقوا مجرد رعية رعاع هم يحكمون بالباطل ونحن ننقاد لهم ولفسادهم كالإمعات ولن يتم لهم ذلك لأن الإسلام عبادته سياسة وسياسته عبادة..