قصة قصيرة .. دموع حمدة
*قصة حمدة تلك الصورة التي هزت الملايين.. ” الأم التي فقدت جميع أودلاها في صرواح “
بقلم: رند الأديمي
______________________
بيت طيني ذو سقف من قش يقع في #حباب #صرواح قرية معزولة عن السياسة وعن بهرجة الأرض .
لم يكن ذلك المنزل الصغير مغري بل كان ذلك لرجل لاأرض يملكها ولاوظيفة لديه ، سوى هش عشرة من أغنامه وتجميع الحطب ليبتاعها فوق سيارة “هيلوكس” ، كانت يديه تغزل الحكايات وتولد من معصمه روايات جديدة وأصابعا تتشقق دما لتجني مايسد به رمقه واسرته .
يبزغ الفجر كعادته في حباب وفي ذلك البيت الصغير تجد الكل يتسابق لإطعام الأغنام وجمع الحطب ، الزوجة والأب والأبناء .
ومع بزوغ شمس اليوم الأول من العام 2017م وفي الوقت الذي تحتفل كل شعوب العالم بمراسم الدخول للسنة الجديدة ، كانت هنا ” قرن الشيطان” ترتب لاحتفال آخر مقدمة هدايا سليمانية من غارات عنقودية تبعثر اجساد الأطفال وآبائهم لتحولهم الى دمى ممزقة .
وقفت المسنة حمدة صالح العجي الأشطل العمر 60 عاما وهي ترى تلك الغارة تجثم على منزلها الطيني المسقوف بالقش وسيارتهم الصغيرة و رأس زوجها وأولادها وأحفادها وانهارت حمدة واقفة وابتلعت عينيها رمل الأرض وشظايا الطائرات .
كانت تود ان تغمض عينيها ربما يكون كابوسا او جاثوما ثقيلا ولكنها كانت حقيقة لاتحتمل التأويل
سقط في ذلك اليوم أمام حمدة ، الأب محمد محسن المحبوبي
أحمد ناصر المحبوبي
خالد علي المحبوبي 10 سنوات
وعلي محمد المحبوبي 8 سنوات
سقطوا وارتقت أرواحهم ولم يتسني لها الوقت ان تودعهم بقليل من الآيات القرآنية بل أنهم رحلوا جميعا ..مخلفين وراءهم أحزانا وآلاما فاقت جسد ذات الستين عقدا ومافاض تحكيه دموع عينيها .
لم تصرخ حمدة ولكنها دمعت واقفة وتساقطت من عينيها الشظايا والدموع وإنهيار الإنسانية معا ، ولكنها لم تسقط ولم تجثم على ركبتيها بعد…رغم انهمار دموعها .
تلك هي قصة حمدة تلك الصورة التي هزت الأحرار من اليمنيين.
في صباح شتوي قارص …ويوم جديد في ذاكرة الغزاة
كتبته:رند الأديمي