لماذا اختارت السعودية جنرالا باكستانيا لقيادة التحالف الهلامي لمحاربة الإرهاب؟
يمني برس /
– وسط تخبط السعودية في أزمات وحروب المنطقة وخاصة العدوان على اليمن يحاول حكام الرياض الاستعانة بهذا وذاك لإنقاذهم من الورطات، وفي جديد المواقف أعلن وزير الدفاع الباكستاني، خواجة عاصف، الجمعة، أنه تم تعيين القائد السابق للجيش الباكستاني، راحيل شريف، قائدا لقوات التحالف السعودي المسماة بتحالف “مكافحة الإرهاب”، ليكون أول باكستاني يتولى هذا المنصب، فمن هو هذا الجنرال الباكستاني وما هي خلفيات هذا القرار؟
راحيل شريف، الجنرال طيب السمعة
يعتبر هذا الجنرال البالغ من العمر 60 عاما والذي تقاعد مؤخرا من الخدمة حيث كان قائدا للقوات البرية للجيش الباكستاني من القادة العسكريين الباكستانيين القلائل الذين لم يتدخلوا في الشؤون السياسية كثيرا، ومن يتولى المنصب الذي تولاه شريف اي قائد القوات البرية هو في الواقع أقوى شخصية عسكرية في باكستان ولذلك يسميه الباكستانيون بقائد الجيش.
والمعلوم ان الجيش الباكستاني له دور بارز على الساحة السياسية فهو نفذ 3 انقلابات عسكرية منذ عام 1947 حتى الان، ويعتبر معظم الباكستانيين ان قائد الجيش هو اعلى شخصية في البلاد ومنصبه أهم من رئيس الوزراء، وقد تولى راحيل شريف هذا المنصب في شتاء عام 2013 وفي فترة توليه المسؤولية ازداد نفوذ الجيش في الحكومة فإضافة الى معارك الجيش مع الاصوليين والمتطرفين في وزيرستان الشمالية زاد عدم تدخل شريف في السياسة الداخلية والخارجية من شعبيته بشكل كبير.
دخول الجنرال غير المسيّس في العدوان
ان دخول راحيل شريف في التحالف السعودي الذي له ابعاد سياسية اكبر من بعده العسكري لايتلائم مع تاريخ هذا الجنرال غير المسيّس، ورغم اقوال وزير الدفاع الباكستاني الذي اعتبر هذا القرار قرارا شخصيا لايتعارض مع القوانين لكن الضوء الأخضر الباكستاني وعدم معارضة رئيس الوزراء لهذا الأمر يدل بأن هناك صفقة غير رسمية أبرمت بين الرياض واسلام آباد لتخفيف الضغوط على باكستان.
ان اقوال وزير الدفاع بأن هذه الخطوة لاتتعارض مع القوانين الداخلية الباكستانية تعني ان حكومة نواز شريف تريد امتصاص الضغوط السعودية لتجنب المشاركة في العدوان على اليمن وهو أمر رفضته باكستان مرارا.
باكستان والتحالف السعودي المصطنع
لقد رفضت باكستان منذ البداية الانضمام الى التحالف العسكري السعودي وأحال نواز شريف هذا الأمر الى البرلمان الذي رفضه ايضا لأن المشاركة في العدوان على اليمن لها تبعات خطيرة نظرا الى وجود 40 الى 45 مليون شيعي في باكستان من اصل 200 مليون باكستاني، وكانت اسلام آباد تريد ايضا الحفاظ على علاقاتها مع ايران وهذه سياسة يريد الباكستانيون استمرارها، ومن جهة اخرى كان هدف السعودية من تشكيل التحالف اشراك الدول الاسلامية في الحرب ضد اليمن لكن عددا قليلا من الدول الاسلامية فقط تجاوبت مع رغبات السعودية رغم ادخال أسامي 34 دولة في التحالف.
لماذا تم اختيار الجنرال الباكستاني؟
لقد تورطت السعودية في حرب اليمن الاستنزافية منذ قرابة عامين ولا افق امامها للنجاح ولذلك يمكن القول ان خبر تعيين هذا الجنرال الباكستاني هو حرب نفسية ودعائية محسوبة ومدروسة لكي تتظاهر السعودية بأنها مدعومة من بعض دول المنطقة في عدوانها على اليمن.
ورغم ذلك لايمكن التفاؤل بتحقيق هذا المبتغى لأنه من المستبعد ان تشهد الحرب اليمنية تغييرا ملموسا قياسا مع الشهور الـ 22 الماضية وسبب ذلك هو عدم رغبة باكستان في قيام جنرالها الطيب السمعة بخوض غمار الحرب اليمنية وهذا ما يمكن اكتشافه من كيفية اعلان تعيين راحيل شريف على لسان وزير الدفاع الباكستاني وعدم ادلاء المسؤولين الرسميين الباكستانيين وحتى رئيس الوزراء بأي تصريح رسمي فيما يخص هذه القضية.
ولم يأت وزير الدفاع الباكستاني على ذكر اسم اليمن حين الاعلان عن مهمة شريف الجديدة ويبدو ان هذا الاعلان كان تعيينا شكليلا يهدف الى ترضية السعوديين وتخفيف الضغوط على اسلام آباد، كما ذكر وزير الدفاع الباكستاني اسم التحالف الاسلامي بدلا عن التحالف السعودي ما يدل بأن مشاركة الجنرال الباكستاني راحيل شريف في العمليات السعودية ضد اليمن هو أمر شكلي وليس مقررا ان يقوم شريف بعمل ما ضد اليمن.
وهكذا يتضح لنا ان هذا الاعلان وهذا التعيين هو مجرد مسرحية لرفع معنويات المشاركين في العدوان على اليمن وهو عدوان ثبت عقمه بعد قرابة عامين من بدئه.
نقلا عن موقع الوقت التحليلي