أنصار الله .. بيان نعي الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي
يمني برس – خاص
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله القائل في كتابه العزيز “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله اموتا بل احياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما اتهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يحلقوا بهم من خلفهم ان لا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستشرون بنعمة من الله وفضل وان الله لا يضيع اجر المؤمنين الذين استجابوا لله والرسول بعد ما أصابهم القرح ..للذين احسنوا منهم واتقوا أجر عظيم .
الذين قالوا لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل العظيم.
والصلاة والسلام على الرحمة المهداة والنعمة المسداة من بعضه الله رحمة للعالمين ونصيرا للمستضعفين محمد بن عبدالله الله صلوات الله عليه وعلى أله الذين سلكوا طريقه واهتدوا بهديه
جماهير شعبنا اليمني الكريم أبنا أمتنا العربية والاسلامية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بالعودة الى المرحلة التي بدأ فيها السيد المجاهد جسين بدر الدين الحوثي رضوان لله عليه التحرك على أساس المشروع القرآني العظيم وبالتحديد في العام 2001م وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر
مباشرة سنجد انها منعطف تاريخي خطير في مرحلة زمنية فاصلة في ظل هجمة شرسة تقودها امريكا واسرائيل للقضاء على ما تبقى من عزة هذه الامة ومقدساتها الإسلامية مستخدمة كل امكانياتها واذنابها في المنطقة لخداع الشعوب وتظليلها والسعي الى احتلالها ونهب ثرواتها في صورة جديدة من الاستعمار الملفوف بالخداع و الدجل والعناوين البراقة لقد رأت الادارة الأمريكية الفرضة سانحة لتمريري مخططها واحكام هيمنتها على شعوب المنطقة ومنها بلدنا اليمن مستغلة احداث 11 سبتمبر لشن الحرب الشاملة على الاسلام ومن يسير وفقه منهجه وطريقته وفي هذا المرحلة الرهيبة رأى السيد المجاهد حسين بن بدرالدين الحوثي رضوان الله عيله انه من الضرورة مواجهة هذا الخطر المحدق بالأمة والقادم لجرها وتغيير هويتها خاصة والزعماء قد سقطوا في مستنقع العمالة والرضوخ لأمريكا و سياساتها وقد ادرك السيد مبكرا ان احداث الحادي عشر من سبتمبر مجرد مسرحية لها اثارها وتداعياتها على المسلمين جميعا معتمدا على التقييم القرآني في معرفة سوء نوايا هؤلاء الاعداء وقدرتهم على تزييف الاحداث لصلاح اطماعهم كما حكى القرآن الكريم عنهم في قوله تعالى يا اهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وانتم تعلمون ومستندا الى الشواهد الكثيرة التي تجلت على أرض الواقع من خلال ما ارتكبوه من جرائم بحق الإنسانية في مختلف قارات الأرض ومن خلال الشعور بالمسئولية في تثقيف الناس وتبصيرهم قدم السيد الكثير من المحاضرات المتنوعة التي اكتشف السيد المؤامرات الرهيبة وعلى رأسها التحرك الامريكي والاسرائيلي سواء كان ذلك عبر الحرب المباشرة او عبر تفكيك الامة من الداخل بأثارة الفتن المذهبية والطائفية ومن اهم المحطات التي انطلق منها السيد دعوته للناس الى المعرفة الحقيقة والعودة اليه والتوكل عليه والاعتصام بحبله واليقين بنصره والصبر على طاعته والذوبان في حبه وتعظيمه بشكل تذوب فيه مشاعر الانسان عند عظمة الله وجبروته وسعة ملكه وتصرفه كونه الله الملك مدبر الامور من له جنود المساوات والأرص فكان للمعرفة بالله جل شأنه عظيم الأثر بالنفوس عندما أصبحت تخشى قوة الله وبطشه وترى امريكا بكل مكانتها الهائلة لا تساوي شيئاً امام عظمة الله امام ملكه وجبروته وفي مرحلة من النشاط الامريكي في المنقطة وما قابله من صمت مطبق خاصة خلال الاحداث سبتمبر ادرك السيد المجاهد حسين بدرالدين الحوثي اهمية ان يكون هناك موقع يعبر عن حال السخط تجاه هذا النشاط فكانت الصرخة في وجه المستكبرين عبر شعار الله اكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على ليهود النصر للإسلام.
كموقف سياسي وديني يقدم بطريقة سلمية وحضارية ويعبر عن غضب الشعوب تجاه جرائم امريكا وإسرائيل في فلسطين والعراق وأفغانستان وباكستان ويرها من بقاع العالم ويخرجها من حالة اللاموقف الى الموقف والتعاطي بمسئولية تجاه المخاطر التي تحيط بالأمة من كل اتجاه كما انه يكشف زيف ادعاءاتهم بالديمقراطية وتشدقهم بالحرية وحقوق الإنسان كما دعا الامة الى مقاطعة البضائع الامريكية والإسرائيلية كواجب ديني واخلاقي يترجم حالة السخط الى مواقف عملية نظرا لأهمية الجانب الاقتصادي وتأثيره على دول الاستكبار خاصة عندما ينطلق المجتمع المسلم في مقاطعة اقتصادية شاملة جماعية وقد رأى السيد المجاهد حسين بدر الدين الحوثي الحاجة الماسة إلى العودة الصادقة للقرآن الكريم وتثقيف الامة بثقافته وترسيخ الولاء لله وحده والثقة به متجاوزا حالة الخوف من طغاة البشر في هذا العالم الذين حاولوا تقديم انفسهم اله تعبد من دون الله وعلى هذا بداء السيد دروسه ومحاضراته مستوحيا كل ذلك من كتاب الله القرآن الكريم بدء بدروس معرفة الله المتضمنة معاني التعظيم والإجلال لله وخلق العلاقة القوية للفرد بالله سبحانه وتعالى ثم القى المحاضرات المتنوعة والواسعة في سعة القرآن وعظمته كما قدم السيد المجاهد حسين بدرالدين الحوثي الرؤية الصحيحة للمنهج الالاهي القويم والطريقة التي سار عليها أنبياءه ورسله في هداية الأمة وانقاذها من الضلال والى جانب تلك الدروس والمحاضرات دعا السيد المجاهد حسين بدر الدين الحوثي الامة الى ان تتبنى المواقف العملية ازاء المخاطر المحدقة وكان ابرزها هو الصرخة في وجه المستكبرين وترديد الشعار في المساجد والماكن العامة ودعوة الجميع ان يرفعوه وان فيقاطعوا البضائع الأمريكية والإسرائيلية وان يتثقفوا بثقافة القران لمواجه المخاطر المحدقة بالأمة بما يتناسب مع المسئولية التي يمليها لدين ويميله الواقع ايضا هذا بعض ما قدمه السيد المجاهد حسين بدر الدين الحوثي في مرحلة كانت الأمة احوج ما تكون فيه الى البصيرة والى المعرفة والموقف السليم وان قلنا ان السيد كان يمثل نوراً مضيئا في محيط من الظلام الدامس فلن نذهب بعيدا فقد وقف مناديا للمسلمين جميعا ان يستيقظوا من سباتهم وينتبهوا من غفلتهم وان يعودوا الى الله ليكسبوا معيته ونصره في مواجهة هذا التكالب والتآمر الرهيب عليهم مجسدا قول الله يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ومقدما خطاب الإسلام في الدعوى الى الوحدة والاعتصام بحبل الله المتين على اساس القران الكريم بعيدا عن الدعوات الطائفية والمذهبية الضيقة وأمام هذا النشاط السلمي والتعبير الثقافية الذي يفترض ان يكون من ابسط الحقوق والحريات الممنوحة للمواطن اليمني واجهت السلطة هذا التحرك القرآني بالقمع والتسلط والمضايقات لتقدم نفسها ومن تجند معها وكلاء للأمريكيين والصهاينة في اليمن وبدون وجه قانوني أو مرجع دستوري يبرر ممارساتها القمعية فالنشاط الذي تضمنه التذي تضمنها الشعار ومقاطعة البضائع الأمريكية عملا سليما وحضاريا وقد كفله الدستور والقانون الا أن السلطة امعنت في عمالتها وخدمتها لأميركا واسرائيل وقامت بشن الاعتقالات من كل مكان من المساجد والاسواق والبيوت حتى اكتظت السجون بمن نددوا بجرائم الامريكيين والإسرائيليين وفصلت الكثير من الموظفين واستبعدت الآلاف من الاستحقاق الوظيفي ومارست السلطة بحقه اسوء أنواع المضايقات و بقي الحال كذلك حتى عودة علي عبدالله صالح من امريكا حاملا معه قرار الحرب العسكرية الأولى في العام 2004م كتتويج للممارسات القمعية التي ضلت السلطة تمارسها لما يقارب العامين بحق كل من يهتف بالشعار لتشن الحرب العسكرية مستخدمة فيها كل انواع الاسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة واستغل النظام الظالم ضعفاء النفوس من المرتزق وتجار الحروب كل ذلك من أجل القضاء على السد المجاهد حسين بدر الدين الحوثي ومن معه من المؤمنين وسخر النظام المستبد الفتاوى الدينية لتبرير ذلك العدوان والتحريض الطائفي والمذهبي لتحريض الجيش ولتظليل الرأي العام وإخداعهم عن معرفة حقيقة الحرب وسببها الرئيسي وخلال الحرب الأولى التي شنها النظام الظالم ومن وراؤه ارتكب النظام أبشع المجازر وحاصر منطقة مران بشكل خاص ومحافظة صعدة بشكل عام وعاش مران وبعض المناطق و محافظة صعدة ويلات الحرب والحصار ما يقارب ثلاثة أشهر ومنعت السلطة وسائل الاعلام من النزول الى محافظة صعدة والدخول الى مران لكي لا تظهر بشاعة ما ارتكبته من جرائم يندى لها الجبين وقد وصفها السيد المجاهد حسين بدر الدين الحوثي اثناء الحرب الاولى في احدى المقابلات الصحفية قائلا انهم لم يراعوا حرمة طفل او امرأة او مسجد وانهم صبوا في يوم واحد على منطقة مران اكثر من ما صبوا الامريكيون على الفلوجة اثناء احتلاهم للعراق وفي الأيام الاخير ة من الحرب حوصر السيد واطفاله ونساءه ومن تبقى معه من الجرحى في جرف سلمان في ظل انعدام تام للغذاء والدواء مع قصف وحشي وهمجي بالطائرات والمدفعية والصواريخ ثم قاموا بضرب الجرف بأنواع مختلفة من الغازات المحرمة واستخدموا الالغام شديدة الانفجار وقطعوا انبوب الماء وضخوا مادة البنزين الى داخل الجرف ثم قاموا بتفجيره واشعال النار فيه وخلال ذلك سقط عدد من الشهداء والجرحى من الأطفال النساء كما اصيب السيد بجراحات مختلفة جراء سقوط الصخور داخل الجرف .. ولولا رعاية الله ولطفه الله ورعايته لمات كل من بداخل الجرف من النساء والأطفال والجرحى وبعد أن أعطوه الأمان خرج السيد وهو مثخن بالجراح لا تحمله قدماه وإنما يعتمد على بعض مرافقيه وخرج أطفاله ونساءه ثم قاموا بأطلاق الرصاص على السيد من كل جهة وأعلنوا قتله .
ومعه عدد ممن كانوا معه من المؤمنين كما تم اسر عدد م الاخرين وذلك في يوم 26 من شهر رجب 1425 عام هـ الموافق 10 من سبتمبر 2004م ولم تكتفي السلطة الظالمة بهذه الجريمة المروعة بل عمدت الى اخفاء الجثمان ونقله فورا الى القصر الرئاسة بصنعاء وضلت ترفض تسليمه أو الافصاح عن مكان جثمانه نزولا عند رغبة الامريكيين وبعض الدول و الاخرى الذي تسير في فلك المشروع الامريكي في تصرف مناف للأخلاق والقيم الانسانية التي يدعونها وكنا في كل تفاهم او أتفاق او حوار مع النظام الظالم نطالب دائما بالكشف عن مصير المئات من المفقودين وجثامين الشهداء وفي مقدمتهم الشهيد القائد السيد المجاهد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه ولكن دون جدوى استمرت السلطة تماطل وضل الجثمان الشريف حبيس في سجون الطغاة حتى انفجرت ثورة الشعب السلمية المباركة وبعد جهود مضنية ومساع حثيثة كشفت السلطة عن مكان الجثمان .
مساع حفيفه كشفت السلطة عن مكان الجثمان وقامت بتسليمه الينا في الثامن والعشرين من ديسمبر للعام 2012م وقمنا بالتعرف عليه عن طريق اولاده وأقاربه ومن كان معه في اللحظات الأخيرة في جرف سلمان ومن خلال الملابس التي كان يرتديها قبيل استشهاده وبعض الملامح عن شخصيته والتي بقية مع رفاته الشريف واستكمال لخطوات التحقق من الرفات قمنا بإجراء الفحص الاول لحمص النووي الدي ان ايه في الجمهورية اللبنانية في الخامس عشر لشهر يناير في 2013م مع أحد أولاده وكانت النتيجة مطابقة تماما ً كما قمنا بالفحص في ألمانيا في تاريخ الأول من مارس لعام 2013م مع أحد أقارب السيد وكانت النتيجة كذلك متطابقة تماماً ،، وعلى أثر هذه الفاجعة الكبرى والجريمة النكرى نعلن نباء استشهاد قائد المسيرة المباركة وسيد شهدائها السيد المجاهد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه .. محتسبين ذلك في سبيل الله ومن أجل اعلاء كلمته وننعي شهيد الأمة الى كل المسلمين في العالم مؤكدين أن الأمة الإسلامية خسرت خسارة فادحة بفقد هذا الرجل العظيم الذي يمتلك رؤية حكيمة مستوحاة ة من القرآن الكريم فيها الحل والمخرج لمعاناة الأمة الإسلامية في مرحلة الأمة أحوج ما تكون الى من يقدم لها الموافق القوية في مواجهة البغاة والمعتدين حقا لقد فقدت الأمة الإسلامية احد رجالها العظماء ممن حملوا مسئولية الدين وههم المستضعفين ومعاناتهم وعلى رأسها معاناة الشعب الفلسطيني واحلالا القدس الشريف ولاقى في سبيل ذلك كل الصعاب محتسبا ذلك لوجه الله وابتغاء مرضاته حتى وصل به الحال الى التضحية بالنفس والمال والأهل من أجل الحق أننا نؤكد أن أمريكا والنظام الظالم ومن تعاون معهم .. لم يكسبوا من وراء حقدهم على هذه المسيرة القرآنية وقتلهم لقائدها العظيم سوى الخسران والبوار فقد تكلل مشروعه القرآنية بالنجاح وصبح الكثير من المسلمين يسيرون خلف هذ المشروع العظيم ويلمسون صدق ما تحدث به الشهيد القائد من خلال القران الكريم في مواجه الاستكبار العالمي والانظمة المستبدة وسيبقى هذا التوجه قائما منتصرا وضافرا بمشيئة الله تعالى القائل في كتابه الكريم وكان حق علينا نصر المؤمنين وستضل دماءه الزكية تجري في عروق الاحرار لتتحول الى بركان غضب تدق مضاجع الطغاة والمستكبرين حتى يرث الله الارض ومن عليها وصدق الله القائل يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون
جماهير شعبنا اليمني العظيم أبناء أمتنا العربية والاسلامية ندعوكم جميعا الى المشاركة الواسعة في تشييع سيد شهداء المسيرة القرآنية المباركة والذي سيوافق يوم استشهاده وذلك في محافظة صعدة يوم الاربعاء 26 من شهر رجب 1434 ه الموافق 5 من يوليو 2013م وعظم الله اجورنا اجوركم في هذا المصاب الجلل وانا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب سينقلبون
وصلى الله وسلم على محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته