أراد العزة لله … فأعزة الله
يمني برس – أقلام حره
بقلم / مجاهد قطران
إن المتأمل والمتدبر للذي حصل في حياة السيد حسين ، يجد نفسه أمام وعود إلهية تحقق فعلاً تسمع بها الأذن وتراها العيون وتشعر بها الجوارح .
وهذه الوعود لا تحقق ولا يفي بها الله إلا لمن أخلص النية لهُ وحدة ، ليست لمن يظهرون الدين والتقوى والصلاح ، والنية عندهم في قلوبهم الحصول على مناصب أو الوصول الى زعامة ، أو جمع شي من حطام الدنيا الفانية .
سمعنا وراينا كثير من العلماء والفقهاء والدعاة ، ولكنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا شي للأمة ، لم يثيروا همهها ، ولم يغيروا قناعاتها ، ولم يبدلوا واقعها ، ولم يوجهوا الأمة التوجية الصحيح الذي رسمه الله تعالى في كتابة .
لم يفعلوا شي من ذلك مع أنهم عرب وأن القرأن عربي ، والنبي عربي ، والأمةعربية ، و عندهم من الذكاء وفصاحة اللسان والوسائل الإعلامية الكبيرة والأموال الطائلة .
لكنهم حصلوا على مبتغاهم وهدفهم ، الذي هو الشهرة ، الأموال ، التجارة ، التقرب الى السلاطين والحكام ، وتزوجوا مثنى وثلاث ورباع ، وحصل أولادهم على الوظائف والمنح الخارجية ، وبناتهم تزوجن باولاد فلان وعلان .
فهم بمختصر العبارة ارادو العزة لأنفسهم ، ولأولادهم ، ولمحبيهم ولمقربيهم ، بمعنى أوضح لم يكن الله في قلوبهم ، ولا كتابه في بالهم ، ولا تطبيق حكمه غايتهم ، ولا إرشاد الأمة الإرشاد الصحيح هدفهم .
لكن السيد حسين كان على العكس تماماً لم يحسب حساب لحياته ، و لا أسرته ولا محبية ولا مصالحة الشخصية والأنانية ، بل لم يهتم بالدنيا مطلقاً ، فقد طلقها ثلاثاً ، وتوجه بقلبه وعقله وكل جوارحة ومشاعره الى الله تعالى .
و سخر جهدة و ماله و وقته من أجل الله و كتاب الله ، لتعلو كلمة لا إلة إلا الله و أن محمداً رسول الله ، و ليطبق كلام الله و أحكامة و شرعة و توجيهاته و أوامرة و نواهية بين عبادة فقيرهم و غنيهم ، رجالهم و نسائهم ، ابيضهم و اسودهم .
و كان نتيجة ذلك أنه غير واقع المجتمع ، و توجهات الناس ، و أيقظهم من سبات عميق و نوم ثقيل ، و حذرهم من غدر أعداء الله ، و أنهم محاسبون على ذلك ، و فعلاً إستيقظ الناس ووعوا و توجهوا التوجة الصحيح الذي ارادة المولى سبحانة وتعالى .
رحمة الله تعالى رحمة الأبرار ، و أسكنة فسيح جناته ، جوار الأنبياء و الصديقين و الشهداء و حسن إولئك رفيقا ، إنه سميع مجيب ، و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .