الخطاب الأهم للمواطن عبدالملك الحوثي ..
بقلم- عابدالمهذري
اذا تبخر خطاب القائد اليمني الشاب ؛ وذاب في غضون يومين كما تبخرت خطاباته السابقة وعشرات كلماته وتوجيهاته خلال العامين الماضين ؛ فاعلم ان البلاد ليست بخير وتأكد ان لا خير ولا أمل في رجال الصف الأول من قيادات انصارالله بشكل رئيسي ومعهم بقية صناع القرار في اليمن من مسئولي الدولة والحكومة .. لأن التفريط والاهمال وعدم الإهتمام بخطاب كهذا لا يمكن ان يكون إلا خيانة ومؤامرة ضد الوطن ممن يعول عليهم ترجمة كلام السيد عبدالملك الحوثي الى أفعال ؛ بما أنهم المعنيين بالأمر ؛ بإعتبارهم رجالات السلطة ومن بأيديهم التنفيذ المباشر ويمتلكون أدوات بلورة ماورد في خطاب الشاب الثلاثيني من محددات مهمة وملهمة على الأرض فورا ودونما نقاش او تلكؤ او روتين عرقلة وتأخير .. لان التنفيذ لا يحتاج سوى لنية صادقة وإراداة ذاتية مخلصة وأي افتعال لتعقيدات إدارية تحول دون تحويل الكلمة الى حيز الواقع سريعا ؛ فذلك يعني وجود تواطؤ مع العدوان من أهل الشأن ؛ ولا تفسير آخر غير هذا اذا لم يكن هؤلاء القادة المعنيين عند مستوى الحدث وبحجم المسؤلية .. اذ لا عذر اليوم لأي قائد كبير او مسئول صغير من التنصل عن دوره من موقعه فيما يتعلق بما دعى له وطرحه وتحدث عنه القائد عبدالملك الحوثي ونادى اليه وشدد عليه في كلمته الأخيرة بمناسبة اسبوع الشهيد .
?الكلمة الهامة للغاية .. التي بدى فيها مواطنا يمنيا صادقا ينتمي الى الشعب اليمني والتربة اليمنية بحق وحقيقة لا تحتمل التأويل ولا تقبل الانتقاص.. وليس هناك شيئا أكثر فخرا واعتزازا لأي أحد كان من ان يكون “مواطن يمني” يحمل تلك الروح التي يحملها المواطن الصعدي القادم من أرياف مران “ابوجبريل” سيد التضحية وقائد النصر . لو كان أدعياء الخصوصيات الزائفة يعقلون ويعون ويتعلمون منه ابجديات الإنتماء والولاء وأساسيات معاني القيادة كمنظومة عطاء وعدل ومساواة واخلاق وعقل وحكمة ذات مبادئ سامية تتنافى مع الانتهازية والمحسوبيات الوصولية وتتقاطع جذريا مع الحسابات الفئوية والطبقية والمناطقية الضيقة .
?شخصيا .. أجزم ان كلمته اليوم هي الأهم على الاطلاق .. خطاب استثنائي بكل المقاييس دام 75 دقيقة لامس خلالها وجدان المتلقي ؛ في كل كلمة وعبارة قالها؛ لم تخلو من أهمية ودلالات ومعطيات وتسلسل باذخ الثراء اللغوي والمعرفي ومتماسك السرد للاحداث والتداعيات بحس سياسي واع ولغة تخاطب جماهيري مفعمة بالثقة وعنفوان التحدي .. في ثنايا استعراضه الدقيق لملفات المرحلة الراهنة وتناوله لقضايا المنطقة الإقليمية وما يجري داخليا .. الحرب العدوانية على اليمن .. التاريخ والمستقبل .. الرهان الخاسر للعملاء والاعداء .. وحتمية الانتصار اليماني اللائق بدماء وارواح الشهداء والجرحى وبطولات المقاتلين الأفذاذ وصمود اليمنيين الاحرار في معركة الشرفاء الشعث الغبر ضد أشرار العالم .
?لقد تبخرت وذابت خطابات كثيرة للسيد وذهبت أدراج الرياح نتيجة القصور والتقصير المفترض في التعاطي معها بالحجم الذي تستحق .. فكانت الخسارة باهضة الأعباء .. ترتب عليها مشاكل واشكاليات هنا وهناك تفاقمت مع الوقت وبفعل تضخم اللامبالاة حتى صارت مشكلة عويصة تستهلك وتشتت وتبدد الجهود والطاقات عن القضية الأولى الاساسية المتعلقة بمواجهة العدوان .
?اخشى ان يتبعثر هذا الخطاب المهم وأخاف ان يتعثر تطبيقه بسبب التيه والشتات والضعف الإعلامي الحاصل .. وبسبب تداخلات مصالح بعض الذوات .. وبسبب نفوذ قاصري الإدراك بمتطلبات الآن وأولويات اللحظة المفصلية .. وبسبب تغلغل شلة الخذلان وشلل الانتهازيين وتجار الحروب والمتاجرين بالقضايا المصيرية .. وبسبب انحدار استشعار المسئولية لدى بعض الشرائح المجتمعية .. وبسبب اهتزاز الأداء المؤسساتي وغياب الضوابط والمعايير اللازمة في تعاملات الحياة اليومية .. وبسبب رزنامة كبيرة برزت في ما وراء سطور خطاب الرجل المفعم بالتفاؤل والنبل والأمل والحرص والبذل والتفاني والدأب والعمل .