في حلقة نقاش حول بناء الدولة .. أنصار الله يعتبرون الدولة المدنية الاتحادية هي المخرج لليمن ويدعون إلى تشكيل دولة يغيب عنها الخطاب الديني
يمني برس – خاص
نظم عصر الامس السبت ملتقى افهم بالعاصمة صنعاء ندوة مشروع لتفهم الحلقة الاولى ” بناء دولة ” والتي نوقش فيها بناء الدولة في مؤتمر الحوار ، وذلك بحضور الدكتور احمد شرف الدين عضو الحوار الوطني في فريق بناء الدولة وكذلك عضوي مؤتمر الحوار الدكتور فؤاد الصلاحي والاستاذة الفت الدبعي والعديد من اعضاء مؤتمر الحوار من مختلف الفرق ومجموعة من شباب الثورة .
ممثل انصار الله في فريق بناء الدولة الدكتور احمد شرف الدين طرح خلال حلقة النقاش اشبه برؤية لأنصار الله حول بناء الدولة في الحوار الوطني مشيراً إلى أن انصار الله يسعون إلى تشكيل دولة مدنية يغيب عنها الخطاب الديني ، ومعتبراً أن الدولة عندما تتبنا الدين تتقمص الدولة على مذهب معين وتلغي المذاهب والافكار الاخرى وقال : ليكون الدين للشعب ولطوافه المتعددة والدولة تكون بعيدة عن الخطاب الديني ولكن من واجبها ان ترعا الحقوق الدينية ، لان الدولة الدينية مجربة على مئات السنين ، وعندما الدولة تتبنى الدين تتقمص الدين في صورة مذهب معين وتلغي المذاهب والافكار الاخرى ، ومعظم الصراع اللي حصل بين المسلمين كان سببه الدولة الدينية ، عندما تبني دولة دينية سيأتي القائمون على هذه الدولة ويتبنون خطاباً من وجهة نظر معينة ، فلا يكون الطرف الثاني موافقا على هذا وتبدأ الصراعات وهكذا على ما دار القرون الماضية صراعات مستمرة بهذا السبب ، لان الاسلام كما تعرفون هي قراءات متعددة وليس قراءه واحده في جانب المعاملات وجانب المعاملات ، فما بالك في الجانب السياسي .
ومن خلال ما طرحة شرف الدين فأن انصار الله يدعون إلى دولة اتحادية تعتبرينها هي الحل الامثل لمعالجة مشاكل الدولة وحل اشكالية ضلع القوى القبلية المتنفذة لكي تسلب مراكز القوى نفوذها وقدراتها التي تعتمد عليها ، واعتبر شرف الدين ان الدولة الاتحادية المنشودة ستكون اختصاصياتها محدودة في مجال الدفاع والساسة الخارجية والمالية وما عدا ذلك سيكون من اختصاصات الدويلات “الاتحادية “.
كما لمح شرف الدين إلى نوايا انصار الله بأن تنتقل العاصمة من صنعاء إلى محافظة اخرى وذلك لكي تكون بعيدة عن مراكز النفوذ والقوى القبلية حسب ما قاله الدكتور شرف الدين .
شرف الدين اعتبر أن ما اوصل إليه اليمن هو محصور في ثلاث أضلاع ، وهي ضلع القوى الدينية ، والقوى القبلية ، والقوى العسكرية ، معتبراُ أن تحالفت تلك الضلوع فيما بينها اوصلت البلاد إلى ما وصلت إليه الان ، مؤكداً أن المشكلة ليست قانونية بشكل كبير جدا ، قائلاً : لدينا دستور فيه كثير من المسأئل الجميلة ولدينا قوانين منظمه لكثير من الامور ، هناك نظام مؤسسي من الناحية القانونية ، ولكن في التطبيق العملي غائبا ، وهذا الثلاثي هو المتحكم في اليمن وبقي الدستور والقوانين عباره عن حبر على ورق .
كما تحدث الدكتور فؤاد الصلاحي عضو فريق بناء الدولة في قراءته النقدية في ندوة مشروع لتفهم الحلقة الاولى ” بناء الدولة ” عن طبيعة الدولة التي نبحث عنها ، معتبراً الدولة السائد حالياً دولة فاشله و منهار .
الصلاحي عرف الدولة المدنية أنها دولة المواطنة ، التي تعتمد على الحقوق والحريات وعلى الدستور ولا توجد التمايز بين الفئات او الشرائح الاجتماعية بين الريف والحضر ، واضاف قائلاً :الدولة التي يجب ان نبحث عنها وندافع عنها لها سمات خمسه اساسية ، هذه الدولة يجب ان تكون دولة مؤسسية ان الاصل في قوة الدولة ليس الاشخاص ” الرئيس او الوزير ” قوة المؤسسة من خلال القانون مؤسسة القضاء ، ولانها دولة مؤسسية تعتمد على القانون والدستور لا مجال لمنظومة الاعراف والتقاليد ما قبل الدولة ويجب أن تكون ديمقراطية لتتيح فرص المواطن ليعبر عن حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية رجلا كان ام مرأه غنيا كان او فقير .
الصلاحي اعتبر ان مؤتمر الحوار ليس نهاية المطـاف ، مشيراً أن مؤتمر الحوار ماهو إلى مرحلة اولى من مراحل الاقرار الفكري و السياسي التوافقي .