لم يعُد لدينا ما نخاف أن نخسره إلا الوطن والحرب .. بقلم / عبدالمنان السنبلي
يمني برس – كتابات
نعم قد نكون خسرنا الكثير والكثير جراء هذا العدوان الغاشم، فقد دمر كل ما بنيناه خلال مائة سنة أو يزيد بل أن يده الآثمة قد طالت حتى ما بناه أجدادنا من مئات وآلاف السنين فلم يسلم منها حتى سد مأرب القديم وعرش بلقيس وقلعة القاهرة والكثير الكثير من المعالم الأثرية والتاريخية التي تم تسويتها بالأرض حقداً وغلا في أكثر من منطقةٍ و مكان
قد نكون خسرنا أيضاً الدولة و بعضاً من الأمن والسلام والهدوء وراحة البال وسُبُل العيش وحرية الأسفار والمقام ووحدة الصف والهدف وكثيراً من الأنفس والأموال والثمرات !!
نعم خسرنا كل شئٍ ولسنا آسفين ولا نادمين على ذلك طالما وكل ما نخسره ونقدمه هو في إطار القرابين واجبة الدفع من أجل كرامة وعزة هذا الوطن بل انه مازال لدينا الاستعداد والرغبة الكامنة لتقديم المزيد والمزيد !!
و سنعطيها و لن تبهظنا
أبداً فيها تكاليفُ البقاءِ ..
فلا يحاول أحدٌ اليوم أن يراهنَّا على العطاء والبذل أو أن يخيرنا بين الاستسلام أو الذهاب إلى الفناء، فلسنا نحن من تُعطَى لهم المُهَل أو تُمنح لهم الفُرص كنوع من التهديد والوعيد أو التلويح بخياراتٍ لدى العدو أخرى إذا لم نُروَض أو نستكين لما يراد بنا وبوطنا من هوانٍ و ذل .
لقد اخترنا مواجهة العدوان ونحن نعي جيداً ما سندفعه من ثمنٍ نظير ذلك الخيار كما أننا ندرك أيضاً مالذي نمتلكه من إرادةٍ ورصيدٍ وطنيٍ كافٍ لأن نواجه العدوان إلى أبعد مدى وآخر نفس، فلا يحاول أحدهم اليوم أن يمارس علينا لعبة عض الأصابع لأننا مهما كشر العدو عن أنيابه فلن نستسلم ونصرخ أولاً !
عامان من الصمود والتحدي ودفع الأثمان الباهظة أعتقد أنها كافيةً لتثبت للعالم مدى قدرتنا واستعدادنا على التضحية والفداء ولن نبالي أن نخسر كل شئٍ كي نربح الوطن والحرب، فلا يحاول أحدٌ أن يسلب منا الوطن أو ينتزع منا خيار الانتصار مادمنا نسير على ثرى هذه الأرض ونتنسم من نسائمها عبق التحدي والصمود لأننا مصممون وعازمون فعلاً على أن لا نخسر الوطن و الحرب .