ثورة مصر النموذجية ..
يمني برس – أقلام حره
بقلم / علي القحوم.
اثبت الشعب المصري معادلة قوية بين هلالين ارادة الشعوب فوق كل الارادات حيث خرج في ثورة 30 يونيو .. والتي اعتبرها المصريون انها ثورة تصحيح لثورة 25 يناير فمتلئت الساحات والميادين المطالبة باسقاط مرسي .. فكانت ثورة شعبية سلمية نموذجية اسقطت ذلك النظام المتماهي مع المشروع الامريكي في المنطقة ..
حيث ارتكب مرسي خطأ فادحا عندما حاول ان يجعل مصر محطة للتجاذبات الاقليمية ومنطلقا للمؤامرات ضد سوريا .. حيث تماهى مع المشروع الاستكباري الى حدا كبير مما انعكست هذه السياسة العمياء على الداخل المصري واصبحت مصر من ضمن البلدان التي وصل فيها الاحتقان الطائفي الى ذروته في ظل تدهور اقتصادي وبطالة لم تشهد مثلها مصر من قبل ..
كما ادى هذا الاحتقان الى ارتفاع وتيرة الشد الطائفي والمذهبي حتى وصل بهم الحال للقيام بقتل رجل الدين حسن شحاتة وسحله في الشوارع من قبل مجموعة من الاخوانيين فلم تقتصر الامور بهذا الحدث بل تطورت الاحداث الى ماهو اكبر من ذلك ..
فهذه السياسة العمياء والعقيمة والاستحمار السياسي الذي انتهجته قيادة الاخوان جعلت الشعب المصري بأن يخرج الى ساحات الحرية والثورة ويطالب باسقاط هذا النظام وفعلا هذا ما حصل ..
في المقابل فشلت تجربة الاخوان المسلمين الجدد في الحكم ولم يبقوا سوى سنه واحدة ليتضح للجميع ان امريكا خلال الصحوات الاسلامية والربيع العربي جعلت من المتاسلمين سوى مطية يمتطون بها .. وفي نفس الوقت يساعدوهم للوصول الى سدة الحكم ويقدمون الاسلام المتأمرك ومن ثم يفشلون وتصبح التجربة الاسلامية مشوهه ومسحوبة الثقة من الشارع العربي والاسلامي .. وبهذه الطريقة امريكا كانت الرابحة على الاتجاهين ففي الاتجاه الاول تشويه الاسلام وتقديمه مهزوما وغير مجدي وانه فاشل والاتجاه الثاني امريكا في المراحل الاخيرة قد تكشفت وسقط زيفها وتعرت وفتضح مشروعها الاستعماري والامبريالي في المنطقة .. فمن خلال هؤلاء المتأسلمين ارادت امريكا ان تطل بوجهها القبيع ومشاريعها الاستعماريه من جديد على المنطقة .. فما حصل في مصر ليس بالامر السهل وعلى الاخرين ان يتعضوا به فهو زلزال ضرب المنطقة وسيمتد الى مناطق اخرى من ضمنها اليمن وتركيا وبهذا سقط الزيف وسقط القناع وسقط المشروع ..