هل سيستفيد اخوان اليمن من الدرس ” المرسي” ؟
يمني برس – أقلام حره
بقلم / طالب الحسني.
بلا شك أن اسقاط مرسي في مصر بعد فترة قصيرة جدا من الجلوس على كرسي الرئاسة ـ والتي ربما ستسجل كأقصر فترة رئاسية في تاريخ مصر ـ شكل هزيمة نفسية كبرى ليس لإخوان مصر الذي ينتمي اليهم مرسي بل ايضا للاخوان المسلمين في الوطن العربي والمنطقة ولعل هذه الهزيمة النفسية القاتلة قد انعكست بشكل مباشر على القيادات الاخوانية وعلى قواعدهم الجماهيرية التي راقبت سقوط مرسي من اللحظة الاؤلى من انطلاق توقيعات ” تمرد ” الحركة الشبابية المصرية التي جاءت لتصحيح مسار ثورة 25 يناير حسب وصف قيادات الحركة ،
في اليمن على وجه الخصوص أمضت قيادات الاخوان الساعات الاخيرة من حكم الاخوان لمصر كما لو كانت تلك القيادات في قصر الاتحادية الذي لفه الغموض منذ الايام الثلاثة الاخيرة على رئاسة مرسي وليس في صنعاء بجوار وحول القصر الرئاسي الذي ربما سيتعرض للاهتزاز اذا استمر الاخوان في انتهاج سياسة الاقصاء والاستيلاء
رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح والضابط السابق في جهاز الامن السياسي الاستاذ محمد اليدومي كتب في موقعة على صفحة التواصل الاجتماعي فيس بوك عشية سقوط مرسي مطمئنا الاخوان في مصر واليمن وتونس الذي تستعد الان لمواجهة حركة تمرد تونسية بدأت للتو تجمع توقيعات التونسيين الرافضين لحكم الاخوان هناك على غرار ما فعلته تمرد المصرية ، كتب اليدومي يقول أذكّرُ الجميع أن الجيش التركي وقف حجر عثرة أمام المد الإسلامي لعشرات السنين ولم يفلح .. !
وها هو الجيش المصري يكرر نفس التجربة منذ عشرات السنين وحتى اليوم ولن يفلح بإذن الله عز وجل، لأن الإسلام قادم .. قادم . انتهى وهذا الخطاب نفسه والتصور نفسه الذي كرره الاخوان كحملة اعلامية لاقناع الراي العام والشارع الاسلامي أن ما يحدث في مصر هو نوع من العداء للإسلام وهو ما ادركته قيادات الثورة في مصر وفي وقت مبكر فرفعوا شعارات تبرا ساحهم الثورية من الاعداء للأديان بشكل عام والاسلام عى وجه الخصوص وتلخص أهدافها في اسقاط الاخون المسلمون الذين فشلوا في قيادة مصر وبل وأفحش أخطائهم ادخال مصر في صراع طائفي مذهبي لم تكن تعرفه من قبل
وبالعودة الى الصدمة النفسية التي اصيب بها شارع الاخون هنا في اليمن حيث ساد الاحباط والترقب الحذر من الانعكاسات التي بدأت تلوح في الافق بعد لحظات من سقوط مرسي واعلان السبسي النهاية غير السعيدة لحكم الاخوان حيث امتلئت مواقع التواصل الاجتماعي بدعوات الخروج للشوارع وبدأ الاحتفاء بسقوط الاخوان في مصر والمطالبة لاسقاطهم في صنعاء وما حدث في صنعاء كان يحدث في تعز
في حين كان الاخوان يكتبون عن الخيانة العظمى للجيش المصري وتغافلوا أنه قبل عام فقط كان في تناولاتهم الصحفية والعلامية رقم واحد في قائمة الجيوش الوطنية في المنطقة والعالم وهذا التناقض الصارخ يشير الى الارباك والتخبط وحالة من عدم الاستقرار التي وضعتهم في قائمة الميئوسين من الوصول الى السلطة مستقبلا
يتبقى أن الخارطة الامنة الوحيدة الذي يمكن أن يسر عليها الاخوان بعد الاخفاق الكبير في الحكم هو اعادة التفكير وبناء منهجية ملائمة صالحة للتعامل معها والقبول بالأخر والابتعاد عن العمالة المخزية لأمريكا وحلفائها الذي أظهرها مرسي مرسي في مصر وتعتر خارطة طريق مقدسة للإخوان هنا في اليمن
فهل سيعتبر الاخوان من الدرس المصري المرسي ؟!